إذاعة الأمم المتحدة – 2016/01/21
أعربت المديرة العامة لمنظمة اليونسكو إيرينا بوكوفا عن القلق البالغ إزاء تدمير دير مار إيليا، أقدم أديرة العراق، ووصفت الدير بأنه شاهد ثمين على التنوع الثقافي والديني الغني في هذا البلد.
وقالت إن الدير طوال 1400 عام كان مكانا للصلاة والتأمل، ومعترفا بوجوده من قبل الجميع من كل الطوائف والأديان.
وذكرت بوكوفا أن تدمير الدير هو عدوان عنيف آخر ضد الشعب العراقي، ويؤكد على جرائم الحرب التي يقع المسيحيون ضحايا لها ودليل على حجم التطهير الثقافي الدائر في العراق.
وتفيد التقارير بتدمير دير مار إيليا في شهر أغسطس آب عام 2014، إلا أن ذلك لم يتأكد سوى مؤخرا من خلال صور الأقمار الصناعية.
وقال جيوفاني بوكاردي رئيس قسم الاستعدادات للطوارئ والاستجابة باليونسكو إن الصور تظهر كميات من الركام وآثار البنادق الثقيلة.
وأضاف في حوار مع إذاعة الأمم المتحدة:
“يمكننا أن نفترض أنه مبنى آخر تم تدميره بشكل متعمد على أساس التفسير المتشدد للإسلام، وهو التفسير الذي يروج له تنظيم داعش خلال الأشهر والسنوات السابقة، ولكن لا يوجد إعلان للمسؤولية عن تدمير هذا المبنى. لقد وصفت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا تلك الممارسات بأنها تطهير ثقافي، إنها استراتيجية لمحو آثار أي تنوع ثقافي وحرمان حق الآخرين في الوجود.”
وقالت المديرة العامة لليونسكو إن المسيحية ولدت في الشرق الأوسط، وهي جزء لا يتجزأ من تاريخ العراق والشعب العراقي. وأضافت أن هذا التدمير المتعمد ما هو إلا جريمة حرب يجب ألا تبقى بدون عقاب. وذكرت بوكوفا أن هذه الجريمة تذكـّر الجميع بأن المتطرفين يخافون من التاريخ لأن معرفة الماضي تلغي كل الذرائع التي يستخدمونها لتبرير جرائمهم، وتظهرهم على حقيقتهم كتعبير صرف عن الحقد والجهل.
ولكنها أكدت أن المتطرفين غير قادرين على محو الماضي على الرغم من جرائمهم المتكررة، وذكرت أن تاريخ هذه المنطقة معروف في العالم أجمع، ويذكـّر الجميع بأنه ليس ثمة “ثقافة بلون واحد”.
وأكدت اليونسكو عزمها على حماية تراث العراق والمضي في المعركة ضد التجارة غير المشروعة بالمقتنيات الثقافية، التي تساهم في تمويل الإرهاب.