نجوم في حياتي

نجوم في حياتيmaryamrajawi
*شارل فؤاد المصري
عيناها الزرقاوان زرقة مياه البحر تشيان بصلابتها وبقوة عزيمتها.
سيدة تحظى باحترام العالم وحب ملايين الإيرانيين خارج إيران وداخلها، رؤيتها السياسية واضحة ومحددة تجاه ما يحدث داخل إيران أو خارجها.
عندما تتحدث عن بلدها إيران وعن الذي يحدث داخله تشعر بمرارة الظلم الواقع على هذا الشعب، وتتمنى له الخلاص في أقرب فرصة وأن تهب عليه نسمات ربيع عربي ليس مثل الخريف الذي هب من قبل وألبسوه ملابس الربيع… ربيع حقيقي وليس مزيفا في أقرب وقت.
هي ( مريم رجوي ) رئيسة إيران المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية المولودة عام 1953 في عائلة من الطبقة الوسطى وتخرجت في كلية هندسة المعادن من جامعة شريف الكنولوجية.
(رجوي) التي تعرفت منذ السبعينات عبر شقيقها الذي كان سجينا سياسيا في عهد الشاه محمدرضا بهلوي على منظمة (مجاهدي خلق ).
بدأت نشاطها بالاتصال مع عائلات الشهداء والسجناء السياسيين، وقادت الحركة الطلابية ضد النظام الملكي الذي أعدم إحدى شقيقاتها واسمها (نرجس رجوي)، كما أعدم نظام الخوميني شقيقها الصغرى واسمها (معصومة رجوي) بعد تعذيبها.
(مريم) قامت بدور مفصلي في استقطاب طلاب المدارس والجامعات وتنظيم الاحتجاجات في مختلف أحياء طهران بما فيها احتجاجات مارس 1981، والمظاهرات الضخمة التي أقيمت في العام نفسه في طهران يوم 20يونيو من العام نفسه.
(مريم) كانت مرشحة من قبل (مجاهدي خلق) في الانتخابات التشريعية عند مدينة طهران وحصلت على 250 ألف صوت في طهران رغم التزوير الهائل الذي حدث، ولكن النظام الحاكم في إيران حال دون دخول أي من مجاهدي خلق إلى البرلمان.
وبعد انطلاق المقاومة يوم 20يونيو عام 1981 تم الهجوم على مقر إقامتها عدة مرات، لكنها نجت من هذه الهجمات وانتقلت إلى باريس عام 1982 (المركز السياسي لحركة المقاومة)، التي يتخذ منها المجلس الوطني للمقاومة الإيرانيةمقرا له.
التقيتها قبل ثلاثة أعوام في بارس… قالت لي إنه منذ قاوم الإيرانيون حكم الشاه محمدرضا بهلوي، وانطلقت شرارة المقاومة الإيرانية على يد منظمة مجاهدي خلق واستولى الخوميني على الحكم والشارع الإيراني لم تخمد جذوته ومازال يقاوم.
(مريم رجوي) التي التقيتها نهار يوم باريسي بارد غائم ولكن الكلام عن المقاومة أشعل حرارة المكان خاصة أن المقاومة في فكر (مريم رجوي) منهج وحياة لأنها تؤمن بكلمة مأثورة للجنرال شارل ديجول ـ زعيم المقاومة الفرنسية ـ عندما أعلن من منفاه انطلاق المقاومة ضد الفاشية، وقال: (يجب ألا يخمد لهيب المقاومة مهما يقع من أحداث، وهذا اللهيب لن يخمد).
مريم تؤمن أيضا بأن المقاومة لن تخمد ولن تنطفئ، وإنما عقدت العزم على أن تكلل قضية الحرية بالنصر في ظل استراتيجية وضعها مسعود رجوي تتلخص في أن الأفعى لن تلد حمامة، والنظام لا يمكن تعديله وأن الاعتدال ما هو إلا وهم في ولاية الفقيه.
مريم تعتقد عقيدة راسخة بأن تأريخ إيران والمجتمع الإيراني ومقاومته يقول: كلا للمساومة والمسايرة وكلا للاستسلام وكلا لدستور (ولاية الفقيه) وكلا لفاشية (ولاية الفقيه) برمتها وبكل أجنحتها.
ترى أن خامنئي أبدع مشروع (الأصولية) الرجعي بهدف التخندق والاصطفاف أمام المقاومة الإيرانية والانتفاضة الشعبية، وأن مشروع (الأصولية) الذي أنشئ للبحث عن مخرج من المأزق باللجوء إلى مراوغات دولية وتوزيع الأموال على أفراد فيلق الحرس الثوري وميليشيات قوات الباسيج، وأن البديل الديمقراطي لنظام الملالي الحاكم في إيران هو الذي برز منتصرا ورائدا شامخا مرفوع الرأس أكثر مما مضى.. مريم رجوي تقول نعم للحرية والديمقراطية والمساواة وتؤيد فصل الدين عن الدولة.
مريم رجوي تلك المراة الفولاذية.. حالة نسائية جديرة بالاحترام.
*رييس تحريرمجلة 7 ايام المصرية

About حسن محمودي

منظمة مجاهدي خلق الايرانية, ناشط و معارض ايراني
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.