في حضنك أجد زمن آخر.
ابتسامتك تذهب بي إلى هناك، إلى حيث كل ما هو أنت، كل ما يشبهك.
رائحتك لا تبدو غريبة، ومثيرة للشك، أنا أعرف الرجال من خلال رائحة أجسادهم، صدقني الرائحة هي كل شيء.
تهمس به وقد توسدت حضنه كقطة: ” أنا لست مجنونة؟!”
يجيبها وهو يراقب ملامحها المتوسلة، والتي تبدو وكأنها تريد تلقيمه الإجابة المفترضة :” ممم مالذي يجعلك تقولين ذلك؟”
“لا ادري، لماذا بالضبط، لكني لا أريد الانتهاء منك، حتى لو اضطررت لخنقك، أشعر برغبة جارفة بخنقك فعلاً، بهذه الطريقة سيتوقف الزمن الذي تبعثه أنفاسك، وتتوقف رائحتك عن إرباكي، رائحتك تربكني، لأني أنساها بسرعة غريبة، كما أن اهتزاز صدرك وأنت تتنفس الآن يثير بي قلقاً خانقاً”
“قلقاً خانقا!”
“نعم، هذه الحركة الدافئة على صدرك، تذكرني بأنك حي، حي بما يكفي لترحل بعيداً، أنا لست مجنونة صحيح؟!”
“مهم أن تعرفي، إننا عقلاء بقدر ما نستطيعه لا بقدر ما نملكه، نحن نحاول أن ننتقي لأنفسنا قدراً ممكناً مما نسميه بالتعقل، لذلك كلنا مجانين بطريقة ما”.
وضعت أصابعا على صدره قائلة: ” مع ذلك ما تزال شهوتي كبيرة لخنقك”.