لو كان الحجاب اختياراً حرا ً
بقلم: مرثا فرنسيس
كانت امي تقول انه في الخمسينيات والستينيات لم يكن هناك سيدات محجبات على الإطلاق، ورغم هذا لا يمكننا مقارنة مستوى الأخلاقيات والإحترام للمرأة في هذا الزمن الجميل بما يحدث الآن،اذ لم تكن كلمة تحرش قد أضيفت إلى قاموس جرائم المصريين؛ و كانت النساء (هوانم) وكان الرجال يعرفون كيف يتعاملون برقة وإحترام مع هذا الكيان البديع “المرأة”
اليوم اصبحت نسبة السيدات المحجبات في مصر-وعادة تكون الاحصائيات تقريبية وليست دقيقة- تزيد عن 80% من المسلمات، اما النسبة المتبقية وهي مايقرب من 20% من المسلمات؛ فمن المحتمل انهن رافضات لفكرة الحجاب رغم انهن ملتزمات بأمور الدين الأخرى، ولا يمكننا الحكم على غير المحجبة بالكفر او نأمرها كما قال الشيخ حازم ابو اسماعيل المرشح لرئاسة مصر في القرن الحادي والعشرين من لا تريد ان تتحجب فلتترك الإسلام! فماهي نظرة الآخرين الى مثل هؤلاء الفتيات والسيدات؟ وهل لو ترك الأمر اختياريا لكل سيدة وفتاة، هل ستتغير النسبة؟
المرأة اذا فكرت في خلع الحجاب ستكون مهددة وخائفة أن تُعذَب في الجحيم، و ستكون منبوذة وكافرة في نظر أسرتها والمجتمع والدين، ولن تكون مطمئنة وهي تسير في الشوارع؛ بدون التعرض إلى السخرية والتحرش اللفظي والفعلي، وسوف تتعرض لمئات بل ملايين الفتاوي التي تحكم برجمها أو توقيع الحد عليها، قد لا تجد من يتزوجها دون أن يطالبها بأن ترجع لعقلها وتتحجب! قد لا تجد عملا يقبل صاحبه أن تعمل لديه فتاة سافرة! قد تُنعت بأنها متبرجة ومتبجحة وتريد جذب الرجال وتهان لأجل ذلك، وستسمع بأذانها من يتهمها بأنها لم تجد أهلا يربونها ويعلمونها أصول الدين والأخلاق.
هذه المرأة ستعيش في رعب خوفا من أبيها فقد يقتلها ويغسل عارها وقد يستدرجها اخاها ويقتلها، وقد يجبرها أهلها على الزواج من شيخ مسن حتى يرتاحون من همها، وعلى الجانب الاخر سيقبض الأب مبلغا وقدره!
اذا ترك امر الحجاب حرية واختيار شخصي فنحن نحتاج ان نعد خططا ًوطرقا ً لتغيير نظرة الرجل لها، يجب ان يتعلم أن المرأة إنسان وليس مجرد جسد، ويتعلم أن الإنسان شخص له فكر وإرادة ومشاعر رجلا كان أو إمرأة، يجب ان يتعلم أن يتحكم في شهواته ورغباته التي يلوم عليها المرأة؛ وبدلا من ان يلقي باللوم على المرأة التي تكشف شعرها أو عيناها فالأجدر به ان يكون مستقيما ًومستعداً لتدريب نفسه وعيونه! ليتعلم أن كرامة الرجل أن يكون رجلا وليس أن تتحجب المرأة حتى تقيه شر شهواته ونعلم جميعا ً أن حجاب المرأة لا يمنعه ولا يقيه شر انفلات هذه الشهوات، ليتعلم أن الله الحي العادل لم يميز جنسا ًعن آخر وانه لم يخلق الرجل سيداً والمرأة عبداً، ليعرف أن أكثر الدول تديناً وانتشاراً للحجاب والنقاب هي أكثر الدول في نسبة التحرش وأعلاها نسبة في القضايا الأخلاقية وزنا المحارم!
، علينا أن نضع الأمور في نصابها، فالهندية ترتدي الساري الذي يغطي اغلب جسدها والأمريكية ترتدي ملابس متحررة وفي بعض الدول العربية كلبنان ترتدي المرأة ملابس متحررة وهذا يتعلق بالعادات والبيئة وثقافة المجتمع، ولا يعني هذا ان من ترتدي الساري اكثر اخلاقا وانضباطا ممن ترتدي الملابس المتحررة، ويجب ان نقبل جميعا ان الملابس والمظهر الخارجي ليس وسيلة لتقييم الانسان؛ اي انسان، هل يمكننا ان نقيم من يرتدون الملابس الانيقة على وجه العموم هم اكثر احتراما كاشخاص من الفقراء او متوسطي الدخل الذين يرتدون ملابس متواضعة؟
علينا ان نفسر لماذا توضع صورة وردة بدلا من صورة المرأة المرشحة في قائمة انتخابية، ولماذا توضع المرأة في ذيل قائمة انتخابية اخرى رغم ان ترتيبها فيها ليس الأخير كما يتضح من الترتيب الرقمي!
أين كان الحجاب كفرض في الزمن الماضي في الخمسينيات والستينيات وهل اضيف الى فروض الاسلام حديثا ً وماهو حكم الدين على النساء اللاتي عشن في هذه العقود الزمنية التي لم يسمع فيها أحد عن الحجاب وهل سيعاقبهن الههن بسبب عدم ارتداء الحجاب؟
اين الحق والعدل ؟
محبتي للجميع