السيرة الذاتيّة للنوع البشري !
The Genome / سنة تأليف الكتاب 1999
مقدمة
مات ريدلي
Matt Ridely (ولدَ في 7 فبراير 1958) .
صحفي بريطاني كتب العديد من الكتب العلمية الشعبية .
وهو أيضاً رجل أعمال ناجح وعضواً في حزب المحافظين وعضو في مجلس اللوردات الإنكليزي !
لكن شهرته تأتي بالدرجة الأساس من كتاباته العلمية وعن البيئة والإقتصاد والخيال العلمي .
وكتبه المشهورة مثل الملكة الحمراء
The Red Queen 1994
و الجينوم
1999 The Genome,
والمتفائل الرشيد وغيرها !
وقد حصل على العديد من الجوائز مثل / جائزة حايك و جائزة سيمون جوليان ,واُنتخب مؤخراً عضواً في الأكاديمية الأمريكية للعلوم والفنون.
*****
فهرست الكتاب
يشمل هذا الكتاب الذي يتناول كلّ مالهُ علاقة بالإنسان ,ثلاثةً وعشرون فصلاً ( ستعرفون لماذا 23 بالذات ) إضافة الى ببليوجرافيا للمراجع والهوامش ,ومعاجم للمصطلحات العلمية الواردة فيه !
الفصل الأول : الحياة
الفصل الثاني : النوع
الفصل الثالث : التأريخ
الفصل الرابع :المصير
الفصل الخامس : البيئة
الفصل السادس : الذكاء
الفصل السابع : الغريزة
الفصل الثامن : الصراع
الفصل التاسع : الإهتمام بالذات
الفصل العاشر : المرض
الفصل الحادي عشر : التوتر
الفصل الثاني عشر : الشخصية
الفصل الثالث عشر : تجميع الذات
الفصل الرابع عشر : ماقبل التأريخ
الفصل الخامس عشر : الخلود
الفصل السادس عشر : الجنس
الفصل السابع عشر : الذاكرة
الفصل الثامن عشر : الموت
الفصل التاسع عشر : العلاج
الفصل العشرون : الوقاية
الفصل الحادي والعشرون : السياسة
الفصل الثاني والعشرون : تحسين النسل
الفصل الثالث والعشرون : الإرادة الحُرّة
ببليوجرافيا للمصادر والهوامش
معجم / إنكليزي عربي
معجم / عربي إنكليزي
***
أوّل ملاحظة يجدر إنتباه القاريء لها هي التالية :
وقت تأليف هذا الكتاب كان عام 1999 .كان عدد الجينات البشرية التي يتوقع العلماء وجودها على خارطة الجينوم البشري يتراوح بين 60 الى 80 ألف جين . بينما كان المُكتّشف يومها 8 آلاف جين فقط !
لكن العدد المُكتَشَفْ يزداد شهرياً بضعة مئات من الجينات الجديدة .
وليس لي علم كم وصل عدد الجينات المكتشفة اليوم .
***
الجينوم البشري
Human Genome
هو كامل المادة الوراثية المكوّنة من (الحمض الريبي النووي منزوع الأوكسجين) ,والذي يُعرف إختصاراً بال
DNA
والجينات البشرية (وعددها يقدّر بعشرات الآلاف) موجودة داخل نواة الخلية بشكل 23 زوج من الكروموسومات .
والجينوم هو أحد التخصصات الفرعية من علم الوراثة .
وبواسطة إستخدام ما يُسمى بالخارطة الجينية ,أصبح العلاج بالجينات حُلم يداعب خيال العلماء والأطبّاء في الوقت الحاضر .
والعلاج بالجينات يتلّخص في عملية إدخال جينات إلى داخل خلايا الأفراد لعلاج مرض معين مثل الأمراض الوراثية .
وتتم عن طريق إستبدال الجينات التالفة (المسببة للمرض) بجينات أُخرى سليمة.
ومع أنّها لا تزال تعتبر تقنية حديثة , إلاّ أن النجاح الذي حققته يؤهلها لأن تكون علم المستقبل ,والأمل الذي ينتظره ملايين المرضى حول العالم ! ( كاتب السطور / من بعض المقالات العلمية وويكيبيديا )
***
مقدمة كتاب الجينوم / بقلم مات ريدلي !
يأتي الجينوم البشري (أي المجموعة الكاملة من الجينات البشرية)
وقد رُصَّ في 23 زوجاً مُنفصلاً من الكروموسومات .
و يُرقّم 22 منها حسب الترتيب التقريبي لحجمها .
إبتداءاً من أكبرها رقم (1) حتى أصغرها رقم ( 22)
بينما يتكوّن الزوج الباقي من كروموسومي الجنس .
وهما كروموسومان كبيران من إكس x في الإناث .
وكروموسوم إكس مع كروموسوم واي y ( الصغير ) في الذكور .
ويأتي ترتيب كروموسوم إكس بالنسبة للحجم بين كروموسومي 7 و 8
بينما كروموسوم واي هو الأصغر حجماً .
والعدد 23 ليس لهُ أيّ مغزى !
وهناك أنواع كثيرة من الحيوانات لها كروموسومات أكثر أو أقل من الإنسان .
كما أنّهُ ليس من الضروري أن تتجمّع الجينات المتشابهة في وظيفتها ونوعها فوق الكروموسوم نفسه .
وقد حدث قبل سنين وأنا منحنٍ على (اللابتوب) متحدثاً الى (دافيد هيج) عالم البيولوجيا التطورية ,أنّي دُهِشتُ قليلاً عندما سمعتهُ يقول :
أنّ كروموسوم 19 هو كروموسومهُ المُفضّل !
وفسّر ذلك بأنّ هذا الكروموسوم فيه كلّ أنواع الجينات اللعوب !
ولم أكن قبل ذلك قد فكرتُ بأنّ الكرموسومات لها شخصياتها !
فهي على كلٍ مجموعات إعتباطية من الجينات .
ولكن ملاحظة هيج العارضة زرعت في رأسي فكرة لم أستطع التخلّص منها .
لماذا لا نُحاول أن نروي ما تكشّفَ من قصة الجينوم البشري ؟ والتي تُكتشف الآن بالتفصيل لأوّل مرّة ,نرويها في كروموسوم بعد الآخر !
وذلك بأن نلتقط من كلّ كروموسوم جيناً يتلائم مع القصة التي نرويها .
لقد فعل (پريمو ليفي) شيئاً مُماثلاً بالنسبة للجدول الدوري للعناصر في قصصه القصيرة عن سيرته الذاتية .حيث ربطَ كلّ فصل من حياتهِ بعلاقة مع أحد العناصر ,عندما كان ذلك العنصر له بعض الإتصال به أثناء فترة وصفهِ له .
***
وبدأتُ اُفكّر في الجينوم البشري بما يستحق من سيرة ذاتية .
أو تسجيل مكتوب (بنزعة جينيّة) فيه كلّ التقلبات والإبتكارات التي ميّزت تأريخ نوعنا البشري وأسلافهِ منذُ مطلع فجر الحياة !
هناك جينات لم تتغيّر كثيراً منذ أن إنتشرت باكورة أوّل الكائنات وحيدة الخلية, لتُعمّر الحمأة الأولى .
وهناك جينات نشأت عندما كان أسلافنا يشبهون الدود .
وهناك جينات لابُدّ أنّها ظهرت للمرّةِ الأولى عندما كان أسلافنا سمكاً .
وهناك جينات لاتوجد في شكلها الحالي إلاّ بسبب أمراض وبائية حديثة .
وهناك جينات يمكن إستخدامها في كتابة تأريخ الهجرات البشرية ,في
الآلاف المحدودة الأخيرة من السنين .
ومنذُ أربعة بلايين عام وحتى مئات معدودة فحسب من الأعوام والجينوم يشكّل نوعاً من السيرة الذاتية لنوعنا ,مُسجّلاً الأحداث المهمة كما وقعت!
***
هكذا سجلّتُ قائمة من الكروموسومات الثلاثة والعشرين .
وأخذتُ أضع بجانب كلٍ منها قائمة بموضوعات عن الطبيعة البشرية .
وأخذتُ تدريجياً وبجهد شاق أعثر على جينات فيها الرموز لقصتي .
وكثيراً ما نالني الإحباط عندما لا أتمكن من العثور على جين مُلائم ,
أو عندما أجد الجين الأمثل ,لكنّهُ يتخّذ موقعاً على الكروموسوم الخطأ .
ثمّ هناك ( ألغاز ) فيما يجب أن أفعلهُ مع كرموسومي إكس و واي .
اللذين وضعتهما بعد كروموسوم (7) , بإعتبار هذا ما يناسب حجم كروموسوم إكس .
وبهذا فإنّ القاريء يعرف الآن السبب في أنّ الفصل الأخير من الكتاب قد سُمّي بالفصل (22), مع أنّ الكتاب يتباهى بعنوانه الفرعي الذي يذكر أنّهُ يحوي ثلاثةً وعشرينَ فصلاً !
ولأوّل وهلة يبدو أنّ مافعلتهُ فيه أكبر قدر من التضليل .
فقد يبدو أنّي اُلمّح الى أنّ كروموسوم (1) قد أتى أولاً ,وهو ما لم يحدث.
كما قد يبدو أنّي اُلمّح الى أنّ كروموسوم (11) يختص على وجه التحديد بالشخصية البشرية , والأمر ليس كذلك .
وهناك إحتمال وجود (60 الى 80) ألف جين بشري , وبالطبع لن أستطيع أنْ اُحدّث القاريء عنها كلّها .
وسبب ذلك أولاً , أنّهُ لم يُعثر الى يومنا إلاّ على أقّل من 8 آلاف جين .
( وإنْ كان العدد يتزايد كلّ شهر بضعة مئات )
والسبب الثاني أنّ الغالبية العظمى من هذه الجينات تعمل (بيوكيميائياً) , كمديرين وسطاء يثيرون الضجر !
لكن كلّ ما أستطعهُ هو أن اُعطِ القاريء لمحة متماسكة من الكيان الكُلّي ,
جولة سياحيّة يَطلقُ فيها الدليل صفارتهِ للتوّقف عند بعض مواقع الجينوم الأكثرُ إثارة , وماتقولهُ لنا عن أنفسنا .
ذلك أنّنا نحنُ هذا الجيل المحظوظ سنكون أوّل من يقرأ الكتاب المُسمّى بالجينوم !
وتمكنّنا من قراءة الجينوم سيخبرنا بالمزيد عن اُصولنا ,تطوّرنا ,طبيعتنا وعقولنا .بما يزيد عن كلّ جهود العلم حتى اليوم .
وسوف يثوّر ذلك بالطبع من علم الأنثروبولوجيا والسايكولوجيا والطبّ والباليونتولوجيا (علم بحث أشكال الحياة في العصور الجيولوجية كما تتمثّل في الحفريات النباتية والحيوانية) ,كما سيفيد في الواقع كلّ عِلمْ آخر
وهذا لايعني أنّي أزعم أنّ كلّ شيء موجود في الجينات .
أو أنّ الجينات مهمة أكثر من العوامل الأخرى .
فمن الواضح أنّها ليست كذلك .أمّا أنّها مهمّة , فهذا أكيد !
هذا ليس كتاباً عن مشروع الجينوم البشري .أيّ عن تكنيكات رسم خريطتهِ وتحديد التتابعات فيه .لكنّهُ كتاب عمّا وجدهُ هذا المشروع !
ولعلّنا سنحصل عام 2000 على أوّل مسودة تقريبيّة للجينوم البشري الكامل .
إنتهى تلخيص هذا الجزء !
تحياتي لكم
رعد الحافظ
23 مايو 2014