طلال عبدالله الخوري 25\8\2012
سبب كتابتي لهذا المقال هي صدمتي عندما شاهدت الجدل الذي دار بين عضو مجلس الشورى السعودي إبراهيم البليهي وهو مفكر سعودي ليبرالي من الطراز الرفيع, مع احد مقدمي البرامج الحوارية في احد القنوات التلفزيونية السعودية.
كان رأي المفكر السعودي بأن العالم الإسلامي لم يساهم بالحضارة العالمية بأي شئ, وأن مقدار مساهمة المسلمين بالحضارة العالمية هي صفر, لذلك فإن العالم الإسلامي بحاجة للحضارة الغربية لكي يتقدم ويتطور, كما فعل اليابانيون والكوريون الجنوبيون.
ولكن مقدم البرنامج جادله قائلاً, أن هناك تكامل بين ما قدمته كل حضارة, وبناء على ذلك فأن ما قدمه المسلمين يتمثل بمساهمتين وهما : الدين, والبترول؟؟
هنا أنا صدمت كما صدم المفكر الليبرالي السعودي, بأن يعتبر أي إنسان بأن الدين, أو الموارد الطبيعية الموجودة بباطن الأرض يمكن أن تعتبر مساهمة بالحضارة الإنسانية, ولقد جادله المفكر السعودي ورماه بالضربة القاضية عندما قال له بان النفط شئ موجود بباطن الأرض منذ قديم الزمان, ولم نسهم به شيئا, والأكثر من هذا فأنت غير قادر على الاستفادة منه لولا علم الغرب الذي إكتشفه واستخرجه.
والسؤال الذي أريد أن اطرحه هنا:
هل يتم غسيل دماغ المواطن السعودي, وتكبير دماغهم, على أن دينهم هو الدين الصحيح ولذلك يجب اعتبار المسلمين بسبب هذا الدين بانهم ساهموا مساهمة هي الأضخم بالحضارة الإنسانية وتقدمها وتطورها؟
لكي اشرح سبب طرحي لهذا السؤال, أريد أن أعرج على المعاهدة السرية التي تم توقيعها بين الملك عبدالعزيز آل سعود ورئيس الولايات المتحدة الأميركية أنذاك فرانكلين روزفلت, على ظهر البارجة الحربية “كوينسي”, في شباط عام 1945, أي قبل نهاية الحرب العالمية الثانية!
هناك مراجع كثيرة تناولت هذه المعاهدة السرية وهي متاحة على النت, ولكن ما يثير الريبة في هذه المعاهدة أنها ما تزال سرية حتى الآن, بالرغم من مرور ما يقارب على السبعين عاماُ على توقيعها؟
من التسريبات التي تناولتها هذه المراجع بأن الرئيس الأميركي روزفلت كان يريد من الملك عبدالعزيز أمرين:
أولاً: مساعدة الملك عبدالعزيز بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.
ثانياً: كان العالم في ذلك الوقت مقسم بين معسكرين, معسكر يقف في صف هتلر وألمانيا النازية في حربها العالمية الثانية ضد أوروبا, وفي هذا المعسكر كان يضم تركيا, ومعظم الدول العربية, بما فيهم مفتي القدس الحاج محمد أمين الحسيني, لذلك أراد روزفلت أن يضمن تأييد السعودية للحلفاء بقيادة الولايات المتحدة الأميركية في هذه الحرب.
أما الملك سعود فكان يريد من أميركا أمرين أيضاُ:
الأول: الإستثمارات الأميركية باستخراج النفط من الحقول الصحراء العربية, والتكنولوجيا الأميركية التي تحتاجها بلاده
ثانياً: أن تتعهد الولايات المتحدة الأميركية بحماية حكم آل سعود مدى الحياة!
نلاحظ من هذه التسريبات بأن الملك عبدالعزيز لم يطلب مساعدة الولايات المتحدة بتطوير المملكة وبناء البنية التحتية والجامعات والمعاهد البحثية لتطوير المملكة السعودية وشعبها, لكي يصبح بالنهاية معتمداً على نفسه في مسألة تطوير التكنولوجيا واستخراج النفط, وفي بناء القدرات الوطنية لحماية حكمه, وأن تصبح مملكته مساهمة بالحضارة العالمية! ..فكل هذه الأمور كانت خارج نطاق تفكير الملك عبدالعزيز, وقد كان واضحاُ فيما يريده وما يحتاجه وهو : المردود المالي من عائدات النفط والحماية الأميركية لحكمه, فقط لا غير.
طبعاً, تطور وتقدم الشعب السعودي سيصعب من حكمه و استمرارية حكمه وتوريثه لأبنائه إلى الأبد, فمن يريد أن يحضر الجقل لحقله, كما يقول المثل الشعبي السوري؟ فالحماية الأميركية لحكمه, وأموال النفط هو أقصى وغاية ما يريده الملك عبدالعزيز.
بمقارنة بسيطة بين ما أنجزته المملكة السعودية وكوريا الجنوبية على سبيل المثال لا الحصر, نجد ضحالة ما أنجزته المملكة حتى الآن بالرغم من الإمكانيات المادية الهائلة التي تملكها؟
هنا أنا اصل إلى السبب الذي جعلني اطرح السؤال عن ما إذا كان يتم غسل دماغ المواطن السعودي بكليشة:” أن دين المسلم هو الدين الصحيح و هذه بحد ذاتها مساهمة عظيمة بتطور الحضارة الإنسانية؟”
والذي يجعلني اظن بهذه الطريقة هو أني أتذكر بأني قد قرأت بأحد التسريبات عن هذا الاجتماع القمة بين عبدالعزيز وروزفلت, بأن الملك السعودي قال لروزفلت ما معناه: بأن الله قد أعطى الأميركيين العلم والتكنولوجيا والقوة العسكرية, بينما بالمقابل أعطى الملك والسعوديين الدين والتعبد الصحيح؟وهذا قمة العدل الإلهي؟
وهكذا يجب أن تبقى إلى الأبد, وطلما آل سعود بالحكم, فكل ما يجب أن يبتغيه السعودي في الحياة قد حصل عليه بتعبده بالديانة الصحيحة؟وفي الأخرة سيكافئه الله بالجنة والحوريات والغلمان.
من هنا نرى بأن هذه هي الفلسفة التي تأسست عليها السعودية والتي حملها مذيع القناة التلفزيونية ليجادل بها المفكر البليهي , حيث اقتنع الشعب السعودي بما لديهم من دين صحيح وتركوا العلم والتكنولوجيا وكل مافي الحضارات من فن وتقدم ورقي إلى الشعب الأميركي والشعوب الأخرى, فهم قد اكتفوا بالتعبد بالدين الصحيح؟
رابط المقابلة التلفزيونية مع المفكر البليهي
اخي طلال تحية لك وصباح الخير قرأت المقال جميل جداً وبالمناسبة المعاهدة هذه كانت تحصيل حاصل لمشاورات بريطانية – سعودية – امريكية في حينها بعد تراجع الدور البريطاني في الخليج مع التحية لك ….سيمون
بداية تحياتي لك ياعزيزي طلال وتعليقي ؟
١: لنترك المعاهدة ولنستدرك مايجري من حولنا من مصائب ، حيث يقال أن الغرب قد صمم سلاح يستطيع به قتل من يريد دون شاهد إثبات ، كمابإمكانه قتل ألأف الناس من خلال موجات لاترى ؟
٢ : الحقيقة الساطعة تقول أن الغزاة العرب الذين جعلو من الدين مطية لغزواتهم ، زحفو بجهلهم على بلدان كانت لها أرقى الحضارات ، فبدل أن يرتقو ويتقدمو ويتطور طمسوتلك الحضارت حتي مسخو كل أهلها ، وهنا يصدق قول السيد المسيح ( هل يجتنى من الشوك عنبا … أو من الحسك تيننا) ؟
٣ : ما أعرفه لن يغفر ألله لمحمد جرائمه التي إقترفها بإسمه حتي ولو تشفع له كل المسلمين وحتى لو صلو عليه بالملايين ، ولا علي المسلمين المنافقين الذين يزيدون هذه ألأمة والشعوب جهلا فوق جل ؟
٤: العرب مجبرون للدفاع عن إسلامهم ولهذا تراهم مستميتين في الدفاع عنه ، لأنه بسقوط الإسلام تسقط العروبة وبسقوط العروبة يسقط ألإسلام لأنهما وجهان لأقبح عملة عرفتها البشرية ولازلت ، بدليل لليوم يقولون ألأمة العربية والإسلامية مثلا في التهاني أو المصائب ؟
٥: إذا كان القانون البشري لايرحم المغفلين ، فلاأعتقد القانون ألإلهي سيرحمهم يوم الدين ؟
had lmodi3 (hmar) avec excellence,lpitrole wadine hadi nokta ya3tabir dine injaz hada rah asl takhalof ya aghyoul