14,000,000 ,000,000

كانت تركض في شوارع بغداد وهي تصيح”اما من مغيث يغيثنا،اما من مسعف يقدم لنا العون”.وقيل ان الذين رأوها سمعوها jafarilawوهي تقول”المجنون في العراق عاقل والعاقل في العراق مجنون”.
سارع اولاد الملحة الى التقاطها من احد الشوارع العامة بعد ان سقطت ارضا وهي تبكي.
سمعوها تقول ايضا”هل تعرفون هذا الرقم، انه 14,000,000,000,000 دولار امريكي نهبت من العراق خلال السنوات العشر الاخيرة؟.
احدهم قال لها “ولكن الامم المتحدة قالت قبل يومين ان هذا الرقم مبالغ فيه والحقيقة ان اكثر من 65 مليار دولار نهبت من العراق خلال السنوات العشر الأخيرة، والفساد واصل الى “الركبة”.
صرخت “ولكم طز بهيئة الامم المتحدة،الرقم الذي ذكرته لكم لايشمل خزائن البنك المركزي الذي يتعرض للافلاس خلال هذه الايام.
واكملت”وين تروح منا يا محمد علي يامدير عام استرداد الاموال حين تقول”
إن “الأموال العراقية المتواجدة في الدول المراد استردادها ترليون و14 مليون دولار”وان”وجود أموال مهربة في الأردن ولبنان والإمارات تم الحجز عليها لغرض إعادتها للعراق.
هلو يابه، كيف راح تستردوها؟.
لو اجتمع محاموا كل الدنيا ماراح يستردون ولا “بيزه”.
“انا ما اعرف التريليون شكد ففي زماننا كنا نسمع به فقط ولكن قبل ايام قال لي احد الاصدقاء ان هذا الرقم يعادل مجموع موازنة العراق خلال ال 11 سنة الماضية”.
وسألته كيف هربت هذه الاموال ؟.
ضحك وتركني في حيرة من امري ورأيت قامته وهي تغيب في احد الازقة.
تركني مجنونة ياناس.
سمعت اغنية “غريبة من بعد عينك يايما”. مافاد،سمعت اغنية “عمي يابياع الورد هم مافاد،رحت لأم كلثوم وسمعت اغنية “ياهاجرني” وهم مافاد ،فكلت احسن شي اركض بالشوارع لعل وعسى.
انوب يجي الشهرستاني ليقول”ان موازنة العراق منذ العام 2006 ولحد الان بلغت 730 مليار.
عجيب،اخاف احنا حمير نشيل ذهب وناكل عاكول… والله يمكن.
ممكن واحد يخبرني عن هاي الخزينة اللي بابها مفتوح للرايح والجاي؟.
صحيح وزراء جاءوا على ظهر الدبابة الامريكية ولكن كيف وصلوا الى”القاصة” وهي بيها ارقام سرية وما يفتحها حتى الرجل الآلي اللي كال عنه السيد سعدون الدليمي.
عقود وهمية ،صحيح.
تواقيع مزورة ،صحيح.عمولات ورشاوى،صحيح.
بس ماتوصل الى هذا المبلغ الخرافي.
اكو سر بالقضية ولازم نستعين بالرئيس الفذ اوباما.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.