عمر عدس وصباح كنعان ..الخليج الاماراتية
لا يزال لغز الطائرة الماليزية التي اختفت يوم 8 مارس/آذار، وهي في طريقها إلى بكين، يطرح من الأسئلة أكثر مما يقدم من الأجوبة . لكن السؤال الأكبر، يدور حول عجز القدرات التجسسية الهائلة للدول الكبرى، عن سبر غور هذا اللغز .
في موقع “غلوبال ريسيرتش” الكندي على الإنترنت، (29-3-2014)، يُبرّئ ماتياس تشانغ، (المستشارُ السياسي لرئيس وزراء ماليزيا السابق، مهاتير محمد)، ساحة الحكومة الماليزية ممّا تتهمها به بعض وسائل الإعلام الغربية، من تقصير، أو تستُّر، ويقول إن أسئلة كثيرة يجب أن توجَّه إلى الاستخبارات الغربية، لا إلى الحكومة الماليزية، ومنها:
1- هل أُمِرتْ الطائرة بعكس مسارها، وإن كانت كذلك، فمن الذي أصدر الأمر؟
2- هل جرى عكس مسار الطائرة يدويّاً أم بالتحكم عن بُعد؟
3- إن كان الاحتمال الثاني، فأية دولة أو دُول تملك التقنيات التي تستطيع تنفيذ مثل هذه العملية؟
4- هل جرى تسليح الطائرة قبل رحلتها إلى بكين؟
5- إن كان كذلك، فما الوسائل المحتملة لمثل هذه المهمة- أسلحة بيولوجية، قنابل قذرة؟
6- هل كانت بكين هي المستهدفة، وإن كانت كذلك، فلماذا؟
7- مَن يستفيد من ذلك؟
8- كان الترتيب الزمني لأولى الدول التي حددت وجود حطام مزعوم للطائرة في المحيط الهندي على النحو التالي: أستراليا، وبعدها فرنسا، تايلاند، اليابان، وبريطانيا عن طريق شركة (اتصالات الأقمار الصناعية) إمارسات . فلماذا لم تقدم الولايات المتحدة أية معلومات استخبارية بالأقمار الصناعية حتى اليوم؟
9- قبل توجُّه الأنظار نحو المحيط الهندي، هل جرى استغلال مهمة “البحث عن الطائرة واستعادتها” في بحر الصين الجنوبي، غطاءً لنشر معدات تحت سطح البحر، لتعقُّب ورصد القدرات البحرية لأساطيل كل الدول التي تتنافس على ملكية المياه الإقليمية المتنازع عليها؟ إن تقرير وكالة رويترز، المذكور أعلاه، يوحي بمثل هذا الاستنتاج .
10- حتى اليوم، لماذا لم يَجْر أيُّ تركيز، خاصة من قبل وسائل الإعلام الجمْعيِّ الأجنبية، على القدرات الاستخبارية والرّصدية لقاعدة دييغو غارسيا، البحرية والجوية الأمريكية؟
11- لماذ لم تُطرح أية أسئلة عمّا إذا كان مسار طائرة الرحلة “إم إتش 370” – إن كانت قد تحطمت في المحيط الهندي، كما زُعم – ضمن النطاق الجغرافي لقدرات قاعدة دييغو غارسيا الاستخبارية؟ ولماذا لم تُنشَر أية طائرات من دييغو غارسيا لاعتراض سبيل الطائرة “غير المحددة الهوية” التي من الواضح أنها كانت ستشكل خطراً على قاعدة دييغو غارسيا العسكرية؟
12- إن نظام الأقمار الصناعية “هكساغون” الذي نشرته الولايات المتحدة في سبعينات القرن الماضي، والذي باتت قدراته الآن عتيقة، يستطيع تحديد تفاصيل أشياء على الأرض، لا يتجاوز طولها 60 سنتيمتراً، وأكثر من ذلك، أن أحدث التقنيات الحالية، تتباهى بالقدرة على تحديد تفاصيل أشياء أصغر من ذلك بكثير . فلماذا لم توفر تلك الأقمار الصناعية أية صُور للحطام المزعوم في المحيط الهندي؟ وهل مُنعت من ذلك عمداً؟
13- في إبريل/ نيسان ،2012 أطلقت الولايات المتحدة مهمة باسم “إن آر او إل-25” (تتألف من قمر صناعي للتجسس) من قاعدة فاندرنبيرغ الجوية في كاليفورنيا . وكان هذا القمر الصناعي مجهزاً على الأغلب، بنظام رادار قادر على مراقبة أهداف حول الأرض ليل نهار، ويستطيع اختراق الغيوم وتمييز منشآت تحت الأرض مثل الملاجئ العسكرية الحصينة . ورغم أن القدرات الحقيقية للأقمار الصناعية غير معروفة على نطاق علني، نظراً لسرّيّتها البالغة، فإن بعض المحللين يدّعون أن هذه التكنولوجيا تتيح للسلطات تكبير وتقريب ورؤية أشياء لا يتعدى حجمها قبضة اليد عن بعد مئات الأميال . فكيف يُعقل عدم تقديم أية صُور لحطام طائرة الرحلة “إم إتش 370” إلى ماليزيا، حيث أن هذه القدرة غير سِرّيّة، رغم أن تقنيات أخرى قد تبقى محجوبة؟
14- هل يمكن أن يكون الأمر، أن القدرات المذكورة أعلاه ليست كما يُتباهى بها في العادة؟
15- ولكن، في ديسمبر/ كانون الأول ،2013 تم إطلاق صاروخ “أطلس في” الأمريكي، حاملاً قمر التجسس “إن آر أو إل-39” لمصلحة “مكتب الاستطلاع الوطني”، وهو وكالة استخبارية، كثيراً ما تطغى أخبار “وكالة الأمن الوطني” الشهيرة، على أخبارها، ويتخصص هذا المكتب، بجمع المعلومات عن طريق الأقمار الصناعية في الفضاء الخارجي . والشعار الذي يمثل القمر المذكور، هو الأخطبوط، وهو مخلوق متقلب، متكيف وشديد الذكاء . ويريد هذا الشعار أن يقول، إنّ أعداء الولايات المتحدة يمكن الوصول إليهم أنّى كانوا وبصرف النظر عن المكان الذي يختبئون فيه .
ويذكر الشعار صراحة، أنه “لا يوجد شيء لا تطاله يَدُنا”، ويعني ذلك، على الصعيد العملي، أن مِجسّات الأخطبوط العالمي الأمريكي، تمتد عبر العالم لتلتفّ حول كل شيء تطاله، أي حول كل شيء . ومع ذلك، ظلت الولايات المتحدة التي تملك كل هذه القدرات، صامتة . فلماذا؟
ويقول الكاتب، إذا طُرحت الأسئلة السابقة على وكالات الاستخبارات الأمريكية وغيرها، ولم تقدّم عنها إجابات صريحة، فإني أرى أن تعلن الحكومة الماليزية على الملأ، أن سيادتنا وأمننا القوميين يتعرضان للخطر باختفاء طائرة الرحلة “إم إتش 370″، وأن أجهزة الاستخبارات المعنية متواطئة ضمناً في اختفاء الطائرة . ويناشد الكاتب وسائل الإعلام الماليزية، أن تتحلى بالشجاعة، وتطرح مثل هذه الأسئلة، لأن وكالات الاستخبارات الأمريكية وغيرها، هي التي تستطيع تقديم إجابات شافية عنها .
ويقول: من غير المجدي، مطالبة ماليزيا بالإجابات، لأننا لسنا في وضع يمكننا من تقديم المعلومات، حيث لا نملك القدرات التي تملكها القوى العسكرية العالمية والإقليمية .