يوم حاولوا بيع الروضة

ذكريات حمصية
تقع الروضة في مركز المدينة وتشكل مساحة واسعة ويرتبط بها اهل حمص ومهما اختلفوا في الفقروالغنى وفي الاديان والطوائف والأحزاب يلتقون فيها في مساوات, فصارت جزءا من تاريخ البلد ولأنها كذلك كانت هدفا لأطماع تجار البناء وحاولوا مرارا مع البلدية لبيع اجزاء منها بمبالغ خيالية ولكنهم فشلوا لان للروضة شعبا يحميها.
مع انتشار الفساد وبسرية تامة تم توقيع عقد مع احد التجار في دمشق كواجهة لعصابة الفساد وهدفه اعادة إعمارها عبر شراكة مع البلدية التي حددت سعر الروضة للمستثمر ب٨ ملاين ليرة, في حين ان اي محل تجاري ينتج عن إعمارها فروغيته لا تقل عن عشرين مليون, الامر الذي جعل الصفقة تقارب المليار, وورد في العقد الذي هو شراكة مع البلدية ان نفقات إبادة الحشرات هي مليون ليرة في حين ان نفقات إبادتها في موازنة البلدية هي ١٦ الف ليرة ونفقات إعداد موازنة المشروع مليونين ومثل ذلك من ارقام .
نادي الآراكيل الديمقراطي شن حملة شعبية ضد الاستيلاء على الروضة وفضح المشروع وفساده. ولقي ذلك قبولا وغضبا الى درجة ان المحافظ محمود قدورة جمع المجلس البلدي وقال لهم ان الحملة تخفي رغبة ادوار ان يصطادني شخصيا. تولى عديدون جمع الوثائق التي تكشف الفساد والرفض الشعبي للعدوان على اهم تراث شعبي, تحرك المستثمر على خط تطويق الأزمة وعرض أزلامه المغريات فما حصدوا الا الرفض.
تم توقيع العقد ووقعته وزارة الادارة المحلية فكان لا بد من التوجه الى دمشق وساعدنا عبد الوهاب كسيبي في المعلومات والتحركات والوثائق وأعددت ملفا بفساد الصفقة ومن وراء ذلك وكان الهدف الوصول الى الرىيس حافظ
كان الملف مرفقا بكتاب مني موجز جدا(ان عقد الاستيلاء على الروضة هو عقد من عقود النصب الدولية كما في الملف المرفق والراي العام موحد وغاضب ضده ارجو تدخلك).
بصعوبة وصل الملف للرئيس وبعد ايام هاتفني وليد حمدون ناىب رىيس الوزراء طالبا زيارته وهناك قرأت ما كتبه الرىيس على كتابي ( الى رىيس مجلس الوزراء لالغاء العقد حمص بلا روضة ما بصير ) وطار العقد وانتصرت حمص على النصابين.”