في يوم اللغة العربية، لم تعد تحتمل هذه اللغة رغم جماليّتها كل هذا الكره والشر والعِدائية في الكلام. فيكفي الفرد أن يتصفّحَ عدداً من ردود أفعال الناس وأحكامهم على أي رأي أو تصريح مهما كان عادياً وليس ذا أهمية في الصفحات العامة أو صفحات المشاهير والسياسيين ليعرف كمّ الرفض الذي يحملونه تجاه بعضهم البعض مصحوباً دائماً بلغة طائفية وكلام بذيء وكراهية.
فإذا ما أخذنا هذا مقياساً – مثلاً – نجد أن الجميعَ بتصنيف مُناهِضيهم من الجهة الأخرى خوَنة والعكس صحيح، وهذا يُفضي إلى نتيجة مخيفة جداً أن الجميعَ يدّعي امتلاكَ الحقيقة والكل خائن أو كافر حسب تصنيف الآخر المختلف.
بين الخلاف الديني والخلاف العقائدي والخلاف السياسي وغيره، نرى الفِكر الداعشي في النفوس أكثر منه على الأرض؛ داعش تلك هي فقط نموذج حَي لما تحمله فئات عديدة من هذه الشعوب من عِدائية تجاه بعضها البعض ورفضها الآخر المختلف.
وهذه العقلية الإقصائية القبَلية التي تحملها شعوب الشرق الأوسط والعرب خصوصاً ليست إلاّ نِتاج ثقافة مجتمعهم وأحقاد تاريخية مذهبية وسياسات القمع والإقصاء بدءاً من الحكومات والسلطات لأصغر مسؤول أمني أو ديني وانتهاءً بالعائلة والأسرة فماذا نقول!؟؟ “إذا كان ربُّ البيتِ بالطبلِ ضارباً؛ فشيمةُ أهلِ البيتِ كلّهم الرقصُ”، كما في قَول الشاعر العراقي ابن التعاويذي.
بحاجة ماسّة لأن نُسخّر اللغة لأغراض وأهداف إنسانية ولنشر الفِكر الحُر والحق والجمال، فنحن حتماً نحتاج الكثير منهم لنبذ العنصرية والطائفية من الفِكر قبل أن تصل للغة. آن الأوان.
ريم شطيح – كاتبة سورية
#ريم_شطيح #يوم_اللغة_العربية