يرون انفسهم في ثياب القادة ورتب اللواء

Gorillagirl-showing-midMikhael Saad

ذكرتني المناوشات بين المعارضين السوريين، وتنافسهم الشريف وغير الشريف على الذهاب الى مؤتمر الرياض بواقعة حقيقة جرت مع صديق حمصي قبل ثلاثين عاما.
فقد قرر أحد الاصدقاء، وكان مدرسا للفلسفة، وشاعرا، وشخصية لطيفة جدا ان يتزوج، بعد ان تجاوز الثلاثين من عمره، فنصحه بعض الاصدقاء بصبية متوسطة الجمال، وكانت قد تخرجت حديثا في دار المعلمات. كانت الصبية معروفة في الحي الصغير، وكذلك صديقنا المدرس، بمعنى انهما يعرفان بعضهما في الشكل على الاقل.
ارسل العريس الافتراضي اخبارا الى الفتاة وأهلها يعلمهم برغبته في زيارتهم، فتم الترحيب به. بعد الزيارة التي كانت موفقة شكلا، اصبح اسم العروسين الافتراضيين متداولا في اوساط الشباب والصبايا، وذات صباح وصلت الاخبار التي تحكي عن حفل خطبة حقيقي بين الصبية وملازم أول في الجيش، وتحديد موعد الزواج.
استهجنت إوساط الاصدقاء الشباب الخبر وسلوك الفتاة الغبي، فكيف تترك صبية متوسطة الجمال عريسا مدرسا وشاعرا من أجل الزواج من ملازم اول في الجيش!!؟
الا أن احد الاصدقاء، وكان حربوقا، قال: أنا أرى أن الفتاة ذكية وبعيدة النظر، فهي في الواقع تزوجت لواء في الجيش. صحيح انه الان ملازم اول، ولكن كل الطرق مفتوحة أمامه كي يكون لواء، وهي ستصبح يوما ما زوجة اللواء، أما لو تزوجت المدرس صديقنا، فسيبقى مدرسا طوال عمره، وهي زوجة المدرس.
المعارضون الذين يتنافسون، هذه الايام، على الذهاب الى مؤتمر الرياض، لا يتنافسون فقط على الشهرة الانية و”مصروف الجيب” الذي يقدمه السعوديون لمن يزور الرياض من المعارضة، وانما بحضورهم المؤتمر انما يحجزون مواقعهم في المرحلة القادمة، سواء على مستوى الوزارات او الادارات العامة او غير ذلك.
انهم، يرون انفسهم، وهم في ثياب القادة ورتب اللواء او الفريق او المهيب او المشير، وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح بانتظار ان يذوب الثلح ويبان المرج

This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.