الأهرام المصرية
أحمد عبد التواب
مشاكل المسلمين المقيمين فى الغرب مُرَشَّحة للزيادة إذا سارت الأمور هكذا! والأسباب معقدة ومتداخلة، ولا تنحصر فقط فى الاتجاهات الصاعدة فى الغرب للفاشية واليمين المتطرف، لأن هناك أيضاً أخطاء المسلمين التى لم تعد تتوقف على قلة من الإرهابيين يمكن إدانتهم والتنصل من جرائمهم التى تحدث من حين إلى آخر، لأن الأخطر فى السلوك اليومى لكثير من المسلمين يُصرِّون أن يأخذوا على عاتقهم مسئولية أن ينقذوا أبناء الغرب من الضلال وأن يبلغوهم رسالة الإسلام، وأن يتعرضوا للنساء الغربيات بانتقادات متطاولة، فى بلادهن وفى الطريق والحدائق والمواصلات العامة، باتهامهن بالفجور، بسبب ملابسهن أو تبرجهن..إلخ. ثم جاءت ميكرفونات المساجد لتزيد من تفاقم الأزمة!
وإليك إشارات تنشر بعضُ الصحف الغربية تفاصيلَها هذه الأيام عما يحدث فى السويد، التى تنعم منذ سنوات بالأمن وبزيادة إنتاجية أثمرت ارتفاعاً قياسياً فى التعليم والصحة والمرافق..إلخ، مع أعلى درجات الحريات العامة والخاصة، مما جعلها نموذجاً تصبو له بقية الشعوب. ولكن، ومع استقبالها للمهاجرين المسلمين الفارّين من أحوال بلادهم، بدأت تستجدّ مشكلات، مثل دأب المسلمين على نشر بناء المساجد ورفع الأذان فى الميكرفون! ولا يزال الجدل محتدما، برغم أن السلطات أوضحت أن الضوابط الموضوعة لا علاقة لها بمضمون الأذان وإنما بسبب الضوضاء، وأن السكان اعترضوا عام 1993 على قرع أجراس الكنائس للسبب نفسه، وأن المسئولين نقلوا هذا الرأى لقيادة الكنيسة وطالبوها بوقف بناء برج خُصِّص للأجراس. أما الرافضون لوجود المسلمين أصلاً، فهم يعترضون على الأذان مبدئياً لأنهم يعتبرون مضمونه غير محايد مثل قرع الأجراس، ولأنه يفاضل بين الآلهة..إلخ. وقد اعترض أغلبية السويديين فى استطلاع للرأى (60%) على رفع الأذان بالميكرفون.
وما زاد استفزاز الخائفين من أسلمة السويد أن المسلمين وبعد أن حصلوا على تراخيص لبناء مساجد فى ثلاث مدن، توتكيركا وكارلسكرونا وفاكجسو، أعلن بعض قادتهم أنهم يريدون أن ينشروا المساجد فى عموم البلاد، وأنهم يتباهون بمسجد ضخم على 5 آلاف متر مربع تجاوزت تكلفته 11 مليون دولار، مما طرح علامات تعجب عن التمويل، خاصة لما يُؤكده المعارضون بأن الجمعية صاحبة المسجد هى واجهة لجماعة الإخوان!