يبدو أن الأمريكان لم يستنفذوا –بعد – حاجتهم لدور إيران في الشغب و(الزعرنة ) لإبقاء منطقة الشرق الأوسط على صفيح ساخن دائم … من تسعير الصراعات المذهبية والطائفية منذ أربعين سنة على يد نبيهم (مسيلمة الكذاب الخميني ) …!!!؟؟؟؟؟
كنا نتوقع أن قبول السعودية بالمشاركة المالية مع الأمريكان من خلال تأسيس البداية ( هبة النصف بليون )، سترضي الرئيس الأمريكي البطل المضاد ( الشرير ترامب ) بعد حمامة السلام ( السوداء أوباما ) في فيلم تبادل الأدوار الأمريكي ، حيث هذا المبلغ السعودي المانح غير المسبووق عالميا سيحقق الرضى لترامب خلال فترته الرئاسية انتخابيا من جهة ، والأمن السعودي والخليجي من البعبع (الإيراني ) من جعة أخرى، سيما في اليمن التي يرادل لها انتاج (حزب الله) جديد لاستخدامه أمريكيا في مزيد من الابتزار للمملكة أولا والخليج ثانيا عبر الضغط على السعودية لتوقيف تدخلها في اليمن الذي تعود علاقته مع الجزيرة العربية إلى آلاف السنين بل وإلى تاريخ عمر الجغرافيا ، لتقاسم الهيمنة الاقليمية السعودية مع إيران للحفاظ على علاقة (التوتر الخلاقة) بين إيران والخليج، بين الفرس والعرب والسنة والشيعة، ذلك التوتر الخلاق الضروي فقط لأمريكا وإسرائيل واستراتيجية الفوضى الخلاقة التي حفظت النظام الأسدي من الانهيار عبر الدور الٌايراني والروسي وحزب الله ، لأن هذا الثالوث الذي حفظ الأسدية من السقوط لا يزال ضروريا كاحتياط استراتيجي للفوضى الخلاقة الأمريكية والإسرائيلية ، بما فيها إسرائيل التي هي اليوم أكثر دول المنطفة بل والعالم تماسكا وفعالية في مشروع المشاركة الاستراتيجية مع أمريكا، وذلك أكثر كسبا من عمالة وتبعية الآيات الشيطانية الإيرانية والبوتينية المافيوية والأسدية الهمجية للقيادة الأمريكية للعالم …
إن ما جعلنا نعود للتذكير بهذا الدور الأمريكي الازدواجي بين ( أوباما الملاك الأسود / ترامب الشيطان الأبيض) ، هو دور السمسار الذي يروج لبضاعته من قبل ( ترامب) من يفترض أنه أقوى رجل في العالم، وهو يعرض بضاعته العسكرية أمام ولي العهد السعودي الشاب موحيا يأن الأمريكان ليسوا راضين عن الشاب، ليضعوا العالم أمام هذا التناوب التعددي الديموقراطي الهازيء ( بين الملاك الأسود السابق والشيطان الأبيض اللاحق)، للاعلان للعالم بأن كل الطرق تؤدي إلى ( روما الإله المختفي ) إله المال والسلاح والنفط …الذي لم تحرج ألوهته أن يقف بموقع المنادي المروج لبضاعته من السلاح أمام شاب عربي يمكن أن يكون مشتريا فائقا ( ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ) ، الذي تشير كل المعطيات والدلائل أن الأمريكان لم يكونوا راضين عن سخاء الأمير الشاب معهم ، ولم تكن رحلته وفق الصحافة الأمريكية والكونغرس موفقة حيث لوحوا له بموضوع اليمن وأن الأمر ليس محسوما بينهم وبين إبران، بما يوميء إلى أنهم يريدون أن يكونوا شركاء بالمال دون المساهمة في رأس المال على الطريقة الأسدية والمخلوفية ، ولعل هذا المنهج يفسر لنا هذا الكذب والنفاق الأمريكي بموقفهم من عائلة أسد الفساد والخراب والذبح في سوريا ، حيث تهدف تهديداتهم (للابتزاز وليس للردع) وفق ما تتطلبه مسؤوليتهم الدولية في قيادة العالم التي لا تحمل لسوريا سوى الكوارث ونأمل أن كل التهديدات الأمريكية ضد إيران لا تكون من هذا القبيل ( للابتزاز وليس للردع ) …..
الرد الوحيد على الابتزاز الأمريكي هو مدى جدية مشروع التجديد والتحديث والتنوير الذي يستجيب لمطالب عميقة للشعب قي السعودية والخليج في التطلع للاستقرار والتقدم والحرية، وذلك هو السبيل الوحيد لتشكيل حاضن وطني وقومي عربي اجتماعي تاريخي لقوى الشباب والشعب في السعودية والخليج والعالم العربي …