شَمَمْتُ رَائِحَةَ الوَرْدِ هَذَا الصَّبَاحْ..
فَتَذَكَّرتُ عَيْنَيْكِ، وَيَالِرَوعَةِ التِّذْكَارْ،
وَسَألْتُ نَفْسِي سُؤَالً لَطَالَمَا أَرَّقَنِي،
وَمَزَّقَنِي، وَأرْهَقَنِي،
وَلَطَالَمَا قْلَّبَ فِي رَأْسِي شَتَّى الأَفْكَارْ،
مَا السِّرُ يَاتُرَى فِي سِحْرِ عَيْنَيْكِ،
وَمَا العَلاَقَةُ بَيْنَهُمَا، وَبَيْنَ الوَرْدِ،
وَالعَبِيرِ وَالأَزْهَارْ،
وَعَيْنَيْكِ بَحْرٌ مِنَ العِطْرِ،
تَتُوقُ النَّفْسُ فِي اَعْمَاقِهِ الخَوضَ،
وَتَعْشَقُ الرَّوحُ بّيْنَ أَمْوَاجِهِ تَحَدِّي التَّيَارْ،
وَعَيْنَيْكِ رَبِيعٌ دَافِئٌ،
مُرْهَفُ النَّسِيمِ، خَالِدُ النَّعِيمِ،
وُمُفْعَمٌ بِالوَقَارْ،
أُحِبُّ أَنْ أُحِبَّكِ يَا سَيدَتِي..
وَأُحِبُّ بِعَيْنَيْكِ الإِفْتِخَارْ،
وَأُحِبُّ أَنْ اَبْكِي عَلَى صَدْرِكِ حَتَّى يُغْشَى عَلَيّا،
ثُمَّ أَذْبَلُ، وَاَنْهَارْ،
وَأُحِبُّ أَنْ أَغْرَقَ فِي بَحْرِ عَينِيكِ،
يَا سُبْحَانَ عَيْنَيْكِ..
كَوكَبٌ تَدُورُ فِي فَلَكِهِ الأَقْمَارْ،
سِحْرٌ لَيْسَ مِنْ صُنْعِ السُّحَّارْ،
جَمَالٌ، لَمْ تَسْمَعِ الأُذُنُ بِمِثْلِهِ،
وَلَمْ تَرَى كَمِثْلِهِ الأَبْصَارْ،
فَلَا تَتَعَجَّبِي إِنْ أَنَا قَدَّسْتُكِ يَا مَولَاتِي،
وَلَا تَفْزَعِي إِنْ أَنَا قَرَّرْتُ فِي بَحْرِ عَيْنَيْكِ الإِنْتِحَارْ،
فِي بَحْرِ عَيْنَيْكِ غَرِقَتْ جَمِيعُ السُّفُنْ،
غَرِقَتْ كُلُّ النَّظَرَاتِ الحَالِمَة،
غَرِقَتْ جَمِيعُ المُدُنْ،
فِي بَحْرِ عَيْنَيْكِ، يَعْشَقُ حَتْفَهُ البَحَارْ،
عَيْنَاكِ مَرْفَأُ أَحْلَامِي، مَحَطَّتِي الأَخِيرَة،
وَالبَقِيَّةُ المُتَبَقِيَّةُ مِنَ المِشْوَار،
عَيْنَاكِ تَابُوتِي، فَتَرَأَّفِي يَا صَغِيرَتِي،
بِعَاشِقٍ حُرٍ، وَشَاعِرٍ مِغْوَارْ.
جان برو