اولاد الملحة الذين لم يرتووا من ماء صالح للشرب منذ ولادتهم اتجهوا بكل عنفوان نحو الحدود مع الكويت امس ليرفعوا الانابيب التي وضعتها الحكومة الكويتية كعلامات ترسيم للحدود مع العراق.
ولاول مرة يسمع كل العراقيين الهتاف الرائع “بالروح بالدم نفديك ياعراق” ولاول مرة لم يوجه هذا الهتاف الى فلان او علان ولاول مرة ايضا يمدنا اولاد الملحة بشىء من العزاء والتفاؤل.
لست ضد شعب الكويت الذي تربطه مع الشعب العراقي وخصوصا اهل البصرة بصلة الدم والقرابة ولكني اقف حائرا امام سياسة هذه الحكومة التي يصح معها المثل”نعلوا الحصان اجه الصرصار كال نعلوني”.
قبل اكثر من سنتين تبرعت هذه الحكومة بمليارات الدولارات الى سوريا لحثها على بناء سد يحجز مياه الفرات عن العراق ولاندري هل تم بناء هذا السد ام لا؟.
وقلنا في وقتها انها ساعة غضب وتمر بسلام ولكن الامر لم يقف عند هذا الحد فالاستفزازات التي تعرض لها الصيادون العراقيون من جانب قوات الحدود الكويتية اصبحت من الكثرة بحيث لم يجد الاحتجاج من قبل الحكومة العراقية، هذا اذا كان احتجاجها فعالا،اي نفع.
وبسبب تعنت الحكومة الكويتية مازال العراق يعيش تحت البند السابع؟.
ترى ماذا يريد الكويت؟ هل يريد الحرب ام السلام؟.
اذا كانوا يريدون الحرب فقد تعب الشعب العراقي من الحروب ولكن هذا لايمنع ان يثوروا لكرامتهم ان جد الجد.
ومع هذا فالحروب لم تستطع على مر الدهر ان تحل مشكلة واذا كانت مشكلتكم مع النظام فقد انزاح هذا النظام وظل الشعب ينتظر منكم كل الخير.
مشكلتكم انكم لاتفرقون بين الحكومة والشعب ولهذا وقعتم في اخطاء قاتلة مست كرامة العراقيين الذين لم يفرقوا كما قال سيء الصيت عبد الحسين عبد الرضا بين قالب صابون لوكس وقالب الجبن الابيض.
انتم تعرفون جيدا ليس هناك من حكومة استولت على الكرسي في العراق استطاعت ان تقدم الخير لاهلنا او حتى الى اخوتنا في الجوار فلماذا اذن هذا العناد وركوب الراس كما يقال.
من سوء الحظ لست محللا سياسيا ولا مؤرخا لاعيد سبب هذا الجفاء واحلل هذا العناد او اتوسل بالتاريخ ليقول لي متى انضم الكويت الى الامم المتحدة وكيف كان وضعه قبل ذلك ولكني بصريا عشت مع الكويتين زمنا طويلا واعرف ان الحوار الطيب يكسر حتى “الصخر”.
سيضحك بعضكم ويسخر البعض الاخر ويقول بعض ثالث انك والله مسكين لاتعرف في السياسة شيئا ، وهذا يقترب كثيرا من الحقيقة.
اناشدكم باسم هؤلاء الملحان البصريين الذين ازاحوا”البوريات”امس ان تعالجوا الامر بحكمة ، فهؤلاء كادوا ان يقولوا لكم وهم يرمون هذه”البوريات”الى خارج الحدود انها مثل هذه الافعال لاترسم حدودا بل يرسمها من له نية صادقة في التعايش مع اقربائه بسلام.
فاصل مراهق: لي ولد يبلغ من العمر 22 سنة كان ومايزال يتعارك مع امه حين تشاهد بعض المسلسلات الكويتية ويقول لها غاضبا:ماما لماذا يبكون هؤلاء ولديهم كل نعيم الارض، لم ينقصهم شيء ومع هذا فهم يبكون.تواصل مع محمد الرديني فيسبوك