ياللسخرية،ياللكابة

وصلني صوته المجهد من بغداد وهو يكاد يصرخ:A US-made F-22 Raptor performs during th
اي كابة تتحدث عتها يا اخي اتريد ان اسمعك الان اصوات المدافع والرشاشات قرب بيتنا الذي يقع في وسط بغداد.
انهاليست مهزلة تلك التي تدار خيوطها في العراق.
ساقول لك الان ما يجول بخاطري ولتحترق روما بعدذلك:
جميع الذين في قمة مجردين من الضمير والشعور الوطني ويبدو انهم لايريدون الا حلب العراق ليبقى صحراء قاحلة بعدها يقولون له “باي”.
المعارك التي مازالت مستعرة بين الكتل السياسية اثبتت ان الجميع لايريد الخير للعراق .
رغم ان اعضاء البرلمان الجديد لم تصل “عركاتهم” بالقنادر كما في البرلمان السابق الامازالوا يتخبطون ولايعرفوا تماما ماذا يريد هذا الشعب خصوصاا وانهم اثبتوا عجزهم حتى هذهاللحظة في قبول ترشيحات الوزراء الامنيين.
الانكى من هذامايعانيه النازحون خصوصا عند العديد من نقاط السيطرة التي تشترط عدم مرور اي سيارة او شخص مالم يكن من سكان الحي اياه او مقر عمله ويمكن تخيل ماذاسيصيب النازح حين يجد ان وطنه لايقبله بل يرميه الى الشارع بحجة الامن والامان.
السنوات العشر التي مرت على العراق اصابته في موقع القلب واطلق عليه مسووليه كلاب الفقر واللصوصية والتشرد والضياع وفي كل يوم يمر ينسحق العراقي اكثر رغم انه كمن يمسك باب احد الاولياء الصالحين ويصيح”احنا بجاهك ودخيلك انقذنا” ولكن لاجواب.
حتى الاخرين ملواانتظار غودو ولكن العراقي مايزال ينتظرغودو العراقي الذي ياتي ولاياتي.
ان التجويع وبث الرعب والخوف من المجهول لايستطيع الا الى حين تكبيل ايدي الناس، قد يصبرون قليلا ولكن من يقرا التاريخ بعناية سيعرف تماما ان الشعوب قد تقهر مرة ومرتين ولكتها في الثالثة تصدر البيان رقم واحد الخاص بها.
انه ليس كلام جرايد كما يظن البعض،بل هو حقيقة جلية يكتبها التاريخ الذي لايعير للزمن طال ام قصر اي اهتمام.
صحيح كثر المنافقون وتقلبوا بين احضان المذاهب الزيتونية والسوداء والخضراء ولكنهم سيبقون من سقط المتاع.
قد يصيح احد الملحة ان الذي يده بالنار الذي يده في الهواء الطلق ،اليس كذلك ايها السادة.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.