ويلٌ لمن يتمسك بالثقافة التدميرية !
فكرة هذه المقالة راودتني وأنا أصغي لأخبار الصباح من إذاعة ال
BBC
كان الخبر (المقصود) يحكي عن تذّمر عموم المصريين من قرارات الدولة الأخيرة بشأن رفع الدعم !
منذُ البدء أقول لكم مايلي :
أنّ كلّ ما يُثار هذه الأيام في مصر عن رفع الدعم الحكومي
(في الواقع هو ليس رفع كلّي ,بل تقليل تدريجي لذلك الدعم )
عن السلع الإستراتيجية ,متأتي من تفكير خاطيء كليّاً !
يقولون : إنّ الفقراءَ سيتأثرون أكثر من غيرهم .
بينما غالبيتنا تعلم أنّ الطريقة الصحيحة لدعم الفقراء ليس عن طريق دعم السلع والمواد الإستهلاكية .
إنّما الأصحّ يجري عن طريق رفع شأنهم في التعليم والتأهيل والصحة ونشر ثقافة العمل بينهم .
بمعنى :[علّم الفقير الصيد بدل أن تعطيه سمكة] !
وجود (المسخ المعروف) ,هو السبب الرئيس في جميع مشاكل مصر وغيرها من بلادنا البائسة !
لأنّ الأساس الأوّل لنهوض وسعادة الإنسان يعتمد على ثقافته وطريقة تفكيره .
وأنتم تعرفون جيّداً مَنْ يُشكّل تلك الثقافة لدى البشر في مجتمعاتنا !
يقول (( ليوين)) من جامعة هارفارد مايلي :
[هناك مفاهيم سيئة من المدرسة الثانوية , يمكن أن تلازمكَ طيلة حياتكَ]
فما بالك (في حالتنا) مع ثمّة مفاهيم وثقافة رضعناها مع حليب اُمهاتنا وسادت في مجتمعاتنا المنافقة ؟
***
طريق النهوض !
إبدؤوا من الصفر مع جميع الأشياء والإتجاهات كي يكون البناء سليماً .
سعر الوقود في مصر أرخص حتى من سعره في السعودية ,التي يتواجد فيها النفط أكثر من الماء والهواء .
إلغاء الدعم (كليّاً) ,هو الحلّ الصحيح في هذا الإتجاه !
والتعويض عنه (مؤقتّاً) بدعم الفقراء والمحتاجين ,نقديّاً ــ شهريّاً !
بشرط بدئهم بتغيير ثقافتهم من كراهيّة العمل وحبّ النوم في العسل وأنواع الكسل ..الى حُبّ العمل والعلم والبحث العلمي وطريقة التفكير العلمي .
نعم مساعدة المحتاج يجب أن تكون مشروطة بضرورة مساعدتهِ لنفسه !
الصوم مثلاً , يُقلّل إنتاجية الصائم الى النصف إنْ لم يقتلها كليّاً !
مصر اليوم (وبالطبع باقي بلادنا البائسة) ,تحتاج الى العمل والصناعة والزراعة والسياحة ,وبالتأكيد .. ليس الى الصوم !
ثمّ أنّ إستهلاك شهر رمضان من الطعام يُعادل إستهلاك 3 أشهر عادية !
الوقوف خلف الرئيس السيسي ومساندته عَهدٌ (ودَينْ) في رقبة الملايين التي طالبته بالترشّح !
والرجل كان صادقاً واضحاً منذُ البداية عندما قال :
[أنتم الذين ستنهضون بمصر ولستُ أنا لوحدي , والقرار والفعل يعود إليكم جميعاً] .
***
الخلاصة :
في الواقع أنا كنتُ أوّل إنسان (من غير المصريين) حذّر من ترشّح السيسي ,خوفاً وإشفاقاً عليه من هول المهمة الكبيرة .
والتي غالباً ستُعرّض شعبيتهِ الجارفة كبطل قومي أنقذ مصر من أبشع عدو داخلي عرفته طيلة تأريخها .ستعرّض تلك الشعبية الى الإهتزاز
نتيجة التماس مع تفاصيل الحياة والعمل على أرض الواقع !
وستجدون في الرابط أدناه باقي أسبابي العلمية !
اليوم ,لا أفهم كيف تتحدّث الغالبية , بما فيهم (خُبراء إقتصاديين) عن
خطأ الحكومة المصرية في سياستها بتقليل الدعم تدريجياً .
بينما عالميّاً لا يوجد الدعم إلاّ في الدول المتخلفة !
مرّة اُخرى :ما لم تغيّروا ثقافتكم التي أبقتكم في الحضيض طيلة 14 قرن فلا تتوقعوا حدوث مُعجزة النهوض .
فالمعجزات لا وجود لها في الواقع .وحتى إن حدثت فليس بلا ثمن !
***
رابط / مقال للكاتب بعنوان : أحرار العرب يقتفون خطوات المصريين !
http://thevoiceofreason.de/ar/article/11173
تحياتي لكم
8 يوليو 2014
الإسبوع الأخير من كأس العالم ال 20 في البرازيل !
رعد الحافظ