أنا هويتي ضاعت..
منذ أن فاوضني السائق كي يقلني خارج دمشق..
هويتي ضاعت..
وقبل أن يطلبها عنصر ليس سوى خادم على حاجز قميء..
هويتي ضاعت..
عندما دخلت سميرة إلى نصر وقالت لي:”ستبقين” فمشيت
هويتي ضاعت..
منذ أن قيل لي أن الجيش احتل بيتك في صحنايا
عادت وضاعت..
عندما طلب مني التركي مالاً لأغادر مطاره.. هويتي ضاعت
لما صفقت المساعدة الاجتماعية لبقائي الطويل في فرنسا.. وأنا بكيت
هويتي ضاعت..
ربما لأنني أصبحت أتكلم اللغة الفرنسية حتى مع ابني الصغير
هويتي ضاعت..
لأنني أصبحت أسابقهم في كتابة التصريح الضريبي السنوي، وأنا التي كنت أكتب عن المتهربين
هويتي ضاعت..
أحترم قانون السير الفرنسي وأسير على نظامهم الصعب وأعرف بقوانينهم أكثر من معرفتي بقانون “الغاب”
هويتي ضاعت..
كما صرت على هواهم في كل لجنة أو دورة أو سباق فيه أعضاء من كل صوب أو من جهة واحدة..
هويتي ضاعت..
أحسب الانتماءات والولاءات والمناطق.. وأتجنب السياسة..
لذا هويتي ضاعت..
لم أعد أبكي، وأبتسم يومياً في وجوههم المكرنشة قائلة “بونجور”..
هويتي ضاعت..
أعرف أني قد أنتهي وحيدة في شقة مع كلب “كانيش” صغير.. رغم أني لا أحب الكلاب
لكن هويتي قد ضاعت
Rana Haj-ibrahim