في الثاني من شهر تشرين الثاني لعام 2009 سربت ” كلنا شركاء ” وثيقة صادرة عن مكتب الإعداد والثقافة والإعلام القطري والذي يرأسه الدكتور هيثم سطايحي ومؤرخة في 23/8/2009 والتي تبين بوضوح كيف أن نظام بشار الأسد الذي يدعي العلمانية وأنه حامي الأقليات كان من تحت الطاولة يشجع الفكر السلفي الجهادي ويغض النظر عن نشاطاته، ونشرت ” كلنا شركاء” في نفس الوقت رسالة وصلتها من بعثية مصدومة تحتج على التعميم نعيد نشرهما الآن مع تعيين الدكتور هيثم سطايحي مستشاراً سياساً للرئيس الأسد.
من بعثية مصدومة إلى الرفيق الدكتور بشار الأسد / المحترم الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي
تحية عربية..
لازلت أذكر سيادة الرئيس ومنذ عشرين عاماً كيف كان يتردد شعار حزبنا العظيم في أرجاء منزلنا المجاور للمدرسة الذي كان يردده الطلاب صباح كل يوم سبت، وكان ذلك الدافع وراء انتمائي لحزب البعث وإيماني بأهدافه في الوحدة والحرية والاشتراكية، وإيماني بشعار ه المعبر الذي نردده كل صباح “أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة”.
لقد تربيت في هذا الحزب على النضال من أجل تحرير المرأة من الظلم والقهر الذي كانت تعانيه قبل قيام ثورة الثامن من آذار المجيدة التي فتحت الباب أمام المرأة للتحرر من القيود والعادات البالية التي كانت تمنعها من الخروج من البيت إلى معترك الحياة ، فأصبحت جندية وشرطية ومدرسة وموظفة ووزيرة وعضوة في مجلس الشعب.لكنني لم أتوقع بعد ذلك أن أعيش لهذا اليوم الذي يسعى فيه البعض إلى العودة بالبلاد إلى مجاهل التخلف والعبودية. لقد صدمني حقاً ماورد في التعميم الصادر عن مكتب الإعداد والثقافة والإعلام القطري من أن موقف الحزب ليس سلبياً من تلك الجماعات التي تعمل من بعكس ما تعلمناه في الحزب وبعكس شعاره، تعمل على إبقاء النساء وإبقائي كامرأة في المنزل لا عمل لها سوى تلبية رغبات الرجل.إنها صرخة من بعثية حتى العظم، من بعثية تؤمن بقيام الأمة العربية، تؤمن بأن للمرأة دوراً لايقل أهمية عن دور الرجل في النهوض بوطننا الحبيب سوريا.
إنها صرخة من بعثية مصدومة حقاً من مضمون ذلك التعميم .. صرخة موجهة إلى أمل الأمة العربية، إلى قائد هذا الوطن الرفيق الدكتور بشار الأسد.
دمشق 1/11/2009
بعثية مصدومة