ولكم وين الصدك ياناس

ropiraqueفي كل دول العالم حتى في الواق واق الشهر هو 30 يوما وفي بعض الاحيان يزعل ويصير 31 يوما الا في العراق العظيم ،ففي جرة قلم يصبح الشهر 40 يوما وربما سيصبح 50 يوما قريبا.
المشكلة ليست في الايام بل في المصدر الذي يجب ان نصدقه.
نشرت وثيقة ال 40 يوما الصادرة من الامانة العامة لمجلس الوزراء وبتوقيع الدكتور حامد خلف احمد الامين العام لمجلس الوزراء وكالة والمؤرخة في 11/2/2015 والتي يقول نصها:
قرر مجلس الوزراء بجلسته الاعتيادية السادسة المنعقدة في 10/2/2015 مايأتي:
قيام وزارة المالية ببرمجة دفع رواتب وظفي الدولة كافة والعاملين فيها بتأخير عشرة ايام من كل شهر ويتكرر ذلك تراكميا في كل شهر ولحين توفر السيولة النقدية.
اولا اموت واحيى على فقرة ” ويتكرر ذلك تراكميا”.
وبعد ان عرف القوم بذلك واحتج من احتج وتعارك من تعارك مع زوجته ليشفي الغليل ظهر علينا عضو اللجنة المالية النيابية مسعود حيدر الذي نفى هذه الانباء “معتبرا اياها “شائعات لاصحة لها وعدم علم اللجنة أو ابلاغها بأي قرار مشابه سواء من مجلس الوزراء او وزارة المالية”.
ومن مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي يطل علينا سعد الحديثي ليقول عن لسان دولة الرئيس “لا يوجد هكذا قرار معلن من مجلس الوزراء”.
طيب ،منو نصدك ومنو نكذب،المهم نريد واحد”زلمة مالي هدومة” يطلع علينا ويكول هذا القرار كذب ام صدك ويعطينا الدليل. مو صحيح؟ لو احنا نواطير خضرة.
جاء الى مقهى ابو كاظم امس ضيف جديدة من الشعلة وبعد ان سلم ورفع يده اليمنى محييا الحضور قال لهم بصوت جهوري:
ياقوم جئت ازوركم لأقول لكم ان مجلس الوزراء شكل لجنة مصغرة مهمتها ترمي فقاعات بين الحين والاخر على الناس حتى يتلهوا بها،واحد يصرح بخبر استفزازي والثاني ينفي والثالث يكول الخبر “مصلخ” عن الصحة. كل هذا يااخوان حتى لاتفكروا بما يحدث بالموصل وتكريت والانبار وصلاح الدين،اما سبايكر وسبي الايزيديين والمسيحيين وحرق الاطفال وعض النسوان فهذه امور خارج عقولنا ولايريدوا لنا ان نفكر بها مخافة ان نصاب بداء ” اللوكيميا” المزمنة.
ايها القوم لو كل واحد من هؤلاء المعشعشين في المنطقة الخضراء تبرع براتب شهر للميزانية،ولوتبرع كل مدير عام بالدولة بالمخصصات التي يتقاضاها شهريا،ولو تنازل المسعول عن رواتب حمايته لشهر واحد،ولو شمّر اصحاب العمائم عن سواعدهم ليتبرعوا بمليون دينار فقط من مخزونهم،لو قامت المرجعيات باهداء الطنان الدنانير التي يرفعرها “بالكونيات” من الاضرحة،لامتلأت خزينة العراق وكشفت الارامل عن صدورهن دعاءا لهم.
ولكن هيهات ايها السيدات والسادة فهؤلاء الموكلون من ربهم لقيادة هذا القطيع قد اعمى الدولار عيونهم واصبحوا في هذا الزمن لايرون الا منظرين،الدولار ومؤخرات النساء ونقيبهم في ذلك مسؤول كبير في شبكة الاعلام العراقي”اللهم لاتجعلها غيبة ولا تخلي القضاء يغضب علي”.
باقي من هذا الشهر اسبوعين ونستلم الراتب وعسى ان يكون الخبر كاذبا والوثيقة مزورة في سوك مريدي.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.