ولكم حتى جدتي نزعت العصّابة

ربما حتى الله لايعرف بماذا يفكر هؤلاء البرطمانيين وهم تحت قبة البرلمان.
لاتظنوا اني اكفر بهذا القول فقد اعيت الحيلة اولاد الملحة واصبحوا ليس في حيرة من امرهم فحسب وانما لم يبق لديهم الا الصراخ وهم في بيوتهم بعد ان مزقوا جميع ثيابهم في “الكنتور”.
ستقترب ازمة الانبار من سنتها الاولى والحكومة عاجزة ليس فقط عن الحل وانما انغمست في مستنقع “داعش” بمناسبة قرب الانتخابات بعد ان تركت المشكلة طيلة 10 أشهر دون حل.
وبدلا من ان يبقى البرطمان في حالة انعقاد لمتابعة هذه القضية فانه لم يتعب نفسه حتى بمناقشة الامر او التصدي لكل عمليات التخريب والتقسيم ناقش قبل يومين مشروع قانون خاص بتخصيص 3 مستشارين لكل وزير.
أية مهزلة هذه ؟صحيح ان الوزراء اميين في السياسة وفي التخطيط وفي رقابة تنفيذ المشاريع والاستعداد لاعداد الخطة الخمسية (نكتة مو؟) ولكن هذا الامر لايستحق مناقشة في البرطمان وتخصيص 3 مستشارين لكل وزير.
كان من الافضل ادخال هؤلاء الوزراء في صفوف محو الامية السياسية والذهنية بدلا من زيادة اعباء الميزانية التي تعاني العجز في موازنة هذا العام رغم فائض السيولة.
ترى هل بلغ بالسيد نوري المالكي العجز في عدم التصدي لهذه الفوضى أم هو خائف على كرسيه لذا فهو”يطبطب” على الوزراء السارقون منهم وعديمي الضمير من اجل ان يحافظ على كرسيه.
ولكم ياعالم هل يستحق الكرسي كل هذه الفوضى وسفك الدماء وسرقة المال العام؟.
الوزير له رجال حماية واذا اقر مشروع المستشارين فسيكون لكل مستشار(والنعم) رجال حماية هذا عدا مكاتب السكرتارية وادارات الشؤون الذاتية والمالية والاعلامية، ويمكن ان تتخيلوا كم من المليارات سيتم سرقتها من خزينة الدولة،وكم ستدفع هذه الخزينة المظلومة بدلات ايفاد ومخصصات خدم وطباخين وحاملي “صواني” الشاي والكهوة المرة.
اللطمية الثانية في بغداد الان فطر سام ينتشر بسرعة الريح اسمه المدارس الاهلية، وبعد ان اتخموا الجماعة بدولارات المحولات الاهلية ولم يعد السوق بحاجة الى المزيد اقنعوا السيد وزير التربية ابن تميم بالاتجاه الى فتح المدارس الاهلية واقنعوه ايضا انه اذا سألوه عن السبب فليقل انه يريد ان يخفف الضغط على المدارس الحكومية، وبالفعل تم لهم ذلك بعد ان استلم ،والله اعلم، ابن تميم ظرف المعلوم،رغم ان اولاد الملحة لم يعرفوا بالتحديد كم هي العمولة رغم انهم يعرفون ان قضية البسكويت الفاسد تم تغطيتها بعد ان قيل انه تم استبدالها ببسكويت ابو”الباخرة” وهي نفس العلامة التي تروح لها شركة “العنبة” الهندية.
اللطمية الاخرى ماتقوم به شركة الرشيد الصناعية التي قالت انها في طريقها الى تنفيذ مشروع تدوير النفايات للاستفادة منها في مشاريع صناعية رائدة.
ربي لايخليكم ياشركة الرشيد ولا يعطيكم العافية،انتم ووزارات التخطيط والمالية والصناعة.
ولكم حتى جدتي نزعت العصّابة وصاحت ووجهها الى السماء:بويه مو اول مرة ترفعون الصخرة التي حجه عنها ما ادري شسمة،مو لازم تحفرون مجاري وتخلون عباد الله تتنفس الهواء النقي، والله انتم اولاد الخايبة وحرام امهاتكم تفتخر فيكم .

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.