وعكة الخزينة العراقية

ropiraqueحسنا فعلت الوعكة الصحية التي المت بريس الوزراء حيدر العبادي واستطاعت ان توجل الاجتماع الطاريء لمجلس الوزراء المقرر عقده اليوم السبت والمخصص لمناقشة موازنة العام الحالي الذي سينتهي بعد اشهر قليلة.
ولانها رب ضارة نافعة فقد جلبت هذه الوعكة راحة البال لريس الحكومة ولو لامد قصير.
ولانه يعرف ان هذا الاجتماع سيكون طامة كبرى عليه وعلى الوزراء فقدقرر تاجيله عسى ان يجد منفذا ما.
وهو يعرف ايضا ان الاجتماع يجب ان ينعقد بالوعكة الصحية او بغيرها، ويعرف ايضا ان الخزينة تذرف دما للحالة التي وصلت اليها ويعرف كذلك الحقايق التالية:
1- تم نفض الخزينة وتفريغها خلال الشهور السبعة الماضية حتى بدا واضحا ان مسوولي الحكومة السابقة ارادوا تفريغها”فرهدتها” قبل ان تاتي الحكومة الجديدة،بمعنى اخر انه انتقام شرس من اطفال السياسة الذين اردوا العبث بدنانير الشعب وكان لهم مااردوا.
2- تشير وثايق لدى وزارة المالية ان عقودا لشراء الاسلحة من شركات اتضح انها وهمية وقدرت قيمتها بمليارات الدولارات.
3- أن العجز الكبير الذي تواجهه الدولة بمليارات الدولارات،حسب قول وزير العلوم والتكنلوجيا فارس ججو ، ظل مفاجئاً، لأن مسودة قانون الموازنة التي اعدتها حكومة نوري المالكي انطوت على مبالغات بشأن عوائد النفط المتوقعة، وامتلأت بالتزامات مالية ثقيلة دفعت السلطة التنفيذية الى طلب مراجعة عقود تسليح والتزامات عسكرية، في وقت ذكرت اللجنة المالية المختصة، ان وزارة المالية تقترح “الغاء الموازنة” والاقتصار على النفقات الاساسية ومنح كردستان سلفة بأربعة مليارات دولار، و المتبقية الى العام المقبل.
4- الفقرة اعلاه تعني ان هناك سرقات اشترك فيها كل اعضاء الحكومة بمافيهم ريسها تمت قبل مجىء الحكومة الحالية بوقت قصير،اضافة الى ان الحكومة السابقة ظنت انها تستطيع “قشمرة” الشعب بنشر ارقام عايدات النفط بشكل مبالغ فيها رغم علمهم بانهارغير دقيقة لان هذا الشعب”فطير”وقليل الصبر في التدقيق.
لا احد يعلم كيف تم تقاسم دورلارات الخزينة وهل تم توزيعها حسب المنصب ام حسب الولاء او حسب السيرة الذاتية.
وكان قد تسرب خبر من احد الفراشين ذكر انه هو ومجموعة من رفاقه اصابتهم الدهشة حين راوا الوزراء وهم يحملون الصناديق على اكتافهم بدلا من تكليفهم بهذه المهمة.
5- وقد وصل الغباء بهولاء اللصوص انهم كشفوا عن انفسهم بعدم دفع مبالغ البترودولار للبصرة وباقي المحافظات المنتجة، كما لم تدفع موازنة كردستان، فضلاً عن نفقات أخرى متوقفة في المحافظات التي سقطت بيد داعش، ما يشير الى زيادة كبيرة في الإنفاق، وعدم تحسب لحصص محافظات مهمة ظلت تنتظر إطلاق أموالها أو مرتبات موظفيها.
هلهولة للمالكي وجماعته الذين بزوا”كهرمانة والاربعين حرامي” وهلهلولة لكل من اقسم بالغالي والرخيص بسرقة اخر دولار امريكي من الخزانة وترك الدنانير العراقية لنواب الفراشين وعوايلهم.
فاصل سوشي :نقل كبار مسوولي الشيعة والسنة من الحجاج نتونة جهلهم الى مكة المكرمة،حيث تركوا ورائهم الآلاف من الحجاج العراقيين بانتظار دورهم في الحصول على طائرات للعودة الى الوطن حيث غادر هولاء “السوشيين” ايرالشيعة والسنة بطائرات خاصة وتركوا بقية الحجاج ينتظرون رغم ان السعودية اعطت للعراق 12 رحلة يوميا من مطار جدة الا ان وزارة النقل العراقية لا تستطيع توفير غير 5 طائرات فقط.
واتهم حجاج عراقيون وزارة النقل العراقية بعدم توفير طائرات تتناسب وعدد الحجاج العراقيين المتواجدين في الديار المقدسة في الوقت الذي تسود حالة التذمر بين الحجاج العراقيين هناك واحتمال ان يصل عدد كبير منهم في شهر محرم.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.