الشرق الاوسط
كتب ابني من نيويورك على موقعه في «فيس بوك»: «كنت أتحدث أمس إلى أبي، القابع أبدا خلف تواضع غير ضروري، وعندما تحدثت إلى أمي أبلغتني أنه عاد للتو من القصر الجمهوري حيث منحه الرئيس ميشال سليمان وسام الاستحقاق اللبناني». بما أنني لا أتابع «فيس بوك» فإن ابنتي هي التي نقلت إليّ ما كتبه شقيقها.
هل تستحق المسألة الكتابة عنها هنا؟ لا أدري. لكنني أريد أن أشكر الرئيس سليمان على بادرته. تذكَّرني بينما مرَّ عامان تقريبا لم أطلب موعدا لزيارته. وكما قلت له في رسالة الشكر، إن الأوسمة في لبنان لا تعطى للكتَّاب بل لحملة الألقاب، وغالبا تُطلب ويُسعى إليها، وليس ينتبه إليها رئيس الجمهورية. شكرا مرة أخرى.
وهي مناسبة لإبداء شكر متأخر جدا. جائزة أفضل عمود لعام 2008. التي قلدني إياها الشيخ محمد بن راشد، والتي يبدو أن المحرر الاجتماعي في «الشرق الأوسط» لم يسمع بها فلم يرد ذكرها. وهناك ما أعتبره وساما مهنيا مشرفا، أحب أن أروي قصته، لصاحب الوسام اليومي: القارئ العزيز.
قبل بضع سنوات دعاني الأستاذ أسامة سرايا، رئيس تحرير «الأهرام» الأسبق لزيارة مبنى الصحيفة التاريخية. تكرَّم عليّ بجولة على كل الأقسام وفي المطابع وباقي أنحاء المؤسسة. وفوجئت صباح اليوم التالي بنبأ على الصفحة الأولى من «الأهرام» عن زيارتي وعن الآراء التي أبديتها في بعض كتَّابها.
لا أعتقد أنه خلال قرن ونصف من تاريخ «الأهرام» أبدت الصحيفة مثل هذا التكريم لكاتب عربي لا يسبقه ولا يلحقه لقب. لذلك رأيت أن أضمِّن زاوية ذلك النهار، خروج «الأهرام» عن المتبعات العادية في الصحافة المألوفة.
لم يصل ذلك العمود إلى الجريدة، وكان واحدا من مقالين أو ثلاثة لم تنشر خلال 26 عاما. لذلك أعود إليه اليوم، لأنه لم يتسنَّ لي أن أشكر الزميل أسامة سرايا، الذي أصبح من «فلول» النظام، فيما يبهج النظام الجديد مصر، ويعمِّم الرخاء والأمن، ويستعيد تلك المكانة التاريخية بكل ألقها ولمعانها!
تعطى الأوسمة العربية للضباط، غالبا على معارك لم يسمعوا باسمها. وكان بطل الحرب العالمية الثانية، دوايت أيزنهاور، يتصور من دون أي وسام على صدره. لا أعتقد أنني سوف أنال وساما آخر في مهنة تتجدد أوسمتها – أو تُحجب – كل يوم. ولذلك كان لا بد من ذكر الحدث. حجب الأحداث اللطيفة عسف.