وزير التربية مدمن

iraqprisdentmlakiبصراحة خوية محمد انت مدمن عطلات واجازات وتريد من طلابك ان يكونوا مثلك.
انت وزير التربية صحيح، وانت جديد في هذه الوزارة هم صحيح،وامامك مشاكل كثيرة لاتتحملها حتى انوار عبد الوهاب وهي تغني “عد وانه عد ونشوفء” صحيح، ولكن غير الصحيح هذه العطل المدرسية التي زادت عن حدها وبدت “ماصخة وبدون ملح”.
الوزير السابق ظل الى حين تركه كرسي الاستزوار لايعرف هل هو وزير تربية ام رادود في كتلته السياسية ولهذا كانت سيرته الذاتية خلال عمله كوزير بيضاء مثل قلبه،وبنية في بعض الاحيان لان لونها يضاهي لون الطين الذي بنيت فيه الكثير من المدارس.
هذا الوزير لم يزر ولا مدرسة واحدة ولم يصدر قرارا يعيد هيبة المعلم كما كانت ايام زمان بل بالعكس حرض وكيله ليقول ان المعلمين “حمير”.
فهل تريد ان تكون مثله؟ لامانع ولكنك بذلك تحكم على نفسك ب”الموت الحياتي”،ًوهو مصطلح يعرفه العراقيون حينما يتنهدون وهم يقولون ضاع العمر يافلان ،وهناك الكثير من الناس يولدون ويموتون وهم لايعرفون هل هم احياء ام ميتين.
لا اريد ان اتثاقل عليك وانظر اليك من فوق كما كان بعضهم ينظرون الى الوزير السابق ولكني وبكل حب ومودة اضع امامك خارطة طريق تجعلك في حال تنفيذها علما من اعلام النهضة التعليمية في العراق وسيقول التاريخ ،ان من بين هذا الرماد الهايل من الفساد و”السرسرلوغية” يظهر احدهم ليقود اطفال العراق الى بر الامان.
لااتوقع ان تويدني فيما ساقوله الان لانك كاي مسوول عراقي تعرف كل شيء وتلم بكل شيء ولديك من العلم كل شيء.
الخارطة التي اضعها امامك ليست معقدة ولا تحتاج الى فكر ثاقب بل الى جراة وصبر ونظافة ضمير.
1- استثناء جميع الطلبة والمعلمين من العطل الرسمية والحكومية والدينية واصدار تعليمات صارمة بوجوب دوام هذين الشريحتين ستة ايام في الاسبوع.
2- لو كان عندنا مستوى تعليمي محترم لما اصدرت وزارة التربية ومنذ اسابيع قرارات متتالية باحتساب هذا العام الدراسي عام نجاح لجميع الطلبة ومنح دور ثالث للراسبين مع منح درجات اضافية للطلاب الذين قاربوا درجة النجاح.
3- قلب الوزارة عاليها سافلها باصدار الاوامر الصارمة للمدراء العامين والمشرفين التربويين وموظفي الشوون الذاتية والسكرتارية العامة ومدراء العلاقات العامة بالقيام بالزيارات الميدانية الى مدارس الدولة للتعرف عن كثب على اطنان المشاكل التي تعاني منها.
4- انت الوزير الجديد كما قلت، حسنا واول ما نريده منك الا تجلس في مكتبات الا سويعات قليلة في الاسبوع اما بقية السويعات فتقضيها مع العمال الذين يبنون المدارس ان وجدوا واذا تعذر ذلك فيمكنك مطالبة الشركات المقاولة في مشروع بناء المدارس بكشف شهري لما حققوه من انجاز ولك كل الصلاحية ،في حالة الاخلال بالعقد، ان تستبدلهم بشركات اخرى بعد ان تقيم عليهم دعاوى امام المحاكم المختصة للمطالبة بالتعويضات المناسبة.
نقطة نظام:عزيزي ياصاحب خارطة الطريق ،شنو هذا الكلام ،وانت وين عايش،صدك لو كالوا اكعد عدل واحجي عوج ولو انت لا كاعد عدل ولاتحجي صدك،انت مجنؤن خويه.
5- ليكن شعارك في هذه المرحلة احترام الوقت والوقت فقط،لانه محك البشر و”التيزابء” الذي يكشف غش الذهب.
لو تعرف ايها الوزير اقبال كيف يحترم الناس في بلاد الكفار الوقت،وكيف يحتل المكانة الاولى في حياتهم ولا ترى احدهم وهو يولول ويبكي وتنزل دموعه مدرارا وهو يقول:ضاعت سنوات العمر ولم اجد ماريد الا بعد اقترابي من جب الموت.
يعرف اولاد الملحة ان اطنان المشاكل التي تواجهك هذه الايام جعلتك مدمنا على تناول “البندول” ولكن العزاء فيما قاله احد المقربين :الكراسي لاتصنع وانما الرجال هي التي تصنع الكراسي.
واخيرا نتمنى ان نجد لكل طالب كرسي للدراسة.
الكثير من البلدان وضعت مرحلة البكالوريا وراء ظهرها فهل نملك الشجاعة لنفعل ذلك؟.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.