وردة لهذه السهرة الحوارية النادرة في سويتها الفكرية والسياسية

وردة لهذه السهرة الحوارية النادرة في سويتها الفكرية والسياسية ( بين ديمة ونوس ابنة الثورة السورية، والشاعراللبناني صديق الثورة السورية يوسف بزي ) على قناة (أورينت: شاهد الفيديو اسفلاً ) …!! (الحلقة الأولى)

رغم اهتمامي العاطفي الشخصي بنشاطات الصبية الشابة ابنة صديقنا الراحل الكبير سعد الله ونوس ، لكن الوقت لم يكن ليسمح لي بمتابعة كاملة لكل نشاطاتها الحيوية الموهوبة ، سيما بعد برنامجها الحواري (من هناك ) على قناة (أورينت )، وهي فرصة اهتبلها لإرسال هذه الوردة لها وللشاعر الاستثنائي ( يوسف بزي) ، الذي فا جأني بهذه الندوة، باننا لسنا نحن عواطف طيبة جياشة نحو الثورة السورية من شاعر ، بل نحن تجاه عقل مفكر متدبر دقيق عقلاني صارم في تماسكه المنطقي، حيث نظام الخطاب لدى شاعرنادر نادر لدى الصحفيين والإعلاميين من المحللين لبنانيين وعربا، في انطوائه على حدس وخيال سياسي رهيف … يجدر الاهتمام بسماعه والتفكير به مليا من قبل قوى الثورة في لبنان ليس كخطاب صحفي معلوماتي، بل اعتماده كمصدر تحليلي معرفي نظري رفيع … وهذا ما نجحت العزيزة ديمة على تحريضه لدى شاعرنا االجميل …

لم أر ديمة منذ أكثر من ثلاثين سنة عندما كنت أمر على أبيها (الراحل سعد الله ونوس) في حارتنا المشتركة المؤقتة لي في دمشق، لنشرب القهوة في طريقي إلى سوق برزة …. وذلك بعد أن فرض علينا هذا اللقاءات لأكثر من مرة في الأسبوع (ديمة ومجد) ، أي بسبب الصداقة التي نشأت بينها وبين ابني (مجد الذي كان لا يزال رضيعا في عمر الشهور، وديمة تكبره بأكثر من سنة، فكانت تسأل أباها (عن الببو مجد ) …و(الببو)، مجد كان يضع أقدامه في الأرض معيقا مسيرة عربية حضانته عندما نصل أمام عمارتهم على طريق مشاويرنا إلى سوق برزة..كان يحرن بما يشير لي بأن علي أن أقف ليرى ( ديمة) لتلعب معه، وكان يضحك والدها الراحل (سعد الله ) عندما أحدثه عن ذلك، حيث كنا مستمتعين بهذا المعنى الجميل لدلالة اجبارنا نحن الكبار على اللقاء انصياعا لإرادة ( ديما … ومجد ) ….

يوسف بزي شاعر لبناني، من الذين كان يطلق عليهم اسم (الأنبياء الصغار) في الدعوة لقصيدة النثر، جيث بلغ تمردهم الشعري الحداثي حد اعتبار أن شاعرا كمحمود درويش أصبح شاعرا متقادما ينبغي تجاوزه ..لكنهم عجزوا عن ذلك شعريا كما عجز الفكر السياسي العربي –بطيعة الحال- عن تجاوز أفق المرحلة التي مثلتها ( الدرويشية شعريا والعرفاتية سياسيا ) وهي تواجه مشروع الانكسار الطائفي الذي مثلته أمل وحزب الله، وكان قربان تتويج هذه الهزيمة الفكرية والمعرفية هو ذبح ميليشيات (حالش حزب الله الإيراني ) للشهيدين الكبيرين ( حسين مروة ومهدي عامل )، وكان ذلك إيذانا بخروج (التشيع العربي ) من مشروع التنوير العربي ،ليغدو حال حالة طائفية عصبوية ملحقة وتابعة للدور الإيراني ، في إعلان حرب الطوائف) بين (السنة والشيعة ) الذي نعيش اليوم ذروة هستيريته .

.مما خسر العالم العربي الدور التنويري لجبل عامل الشيعي العربي اللبناني بعد أن الحق بالمشروع الإيراني الذي شوه كل نضالات الشيعة العرب مع السنة في سبيل الحرية الديموقراطية .. ليكون نضالهم في خدمة المشروع (الطائفي –القومي الإيراني ) …

لقد كانت مفاجأتي في طريق منفاي إلى باريس ،وأنا في بيروت أن يكون الشعراء (عباس بيضون ويوسف بزي ) هم من احتضنني واهتم بشأن إقامتي خلال شهري إقامتي في بيروت وليس السياسيين والمفكرين اللبنانيين، ريثما يتم تأمين خروجي من مطار ( بيروت المسمى بمطار الحريري عنوانا، والمدار أمنيا من قبل ميليشيا حزب الله كمضمونا وفعلا ) …. (يتبع )

dimawanous

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.