في مقال للسيد أديب الأديب في موقع ( مفكر حر ) حول النسخة المكتشفة حديثاً للقرآن الكريم بمكتبة بيرمنغهام في بريطانيا ، والتي أثبت ( الكربون المشع ) بأنها تعود لعصر الرسول صلى الله عليه وسلم .
والمقال هو عبارة عن تلخيص للتعليق الذي رافق الإعلان عن هذا الاكتشاف ، والذي اختصره الأديب في أربع نقاط ، ثم اختتم ذلك بالقول ( ولكن لم يذكر الباحثون ، ماهي الاختلافات مع النصوص الحالية ) ولم يذكر السيد اديب لماذا لم يذكر الباحثون تلك الاختلافات ؟ .
أما الجديد الذي جاء به في المقال فهو قوله ( وهنا سيواجه الفقهاء مشكلة ، فهل سيعتمدونها أم يعتبرونها منحولة ؟ وأي مخارج لديهم من هكذا ورطة ؟ ) .
ولا أدري إن كان الكاتب هنا يريد بهذا التساؤل أن يسجّل لنفسه سبق صحفي أو إعلاني أو تاريخي ، من خلال سؤال افتراضي قد يصلح لبرنامج ( فوازير رمضان ) وذلك كمن يسأل أو يتساءل : إذا حدث زلزال وذهب بنصف الكرة الأرضية ، فماذا سيفعل من يعيش على النصف الآخر ؟ وأي مخارج لديهم من تلك المصيبة ؟ .
فهل أثبت ( الكربون المشع ) والذي هو ( سيد الموقف ) في هذه الحالة ، بأن الخلاف واقع بين النسخة المكتشفة مع النصوص الحالية ؟ إذاً لماذا هذا الإفتراض اللامسؤول ؟ والذي لايحتاج جوابه إلى أكثر من ( إذا ظهر ذلك الإختلاف فمردّه إلى أن خطاط تلك النسخة قد كتب ما أُملي عليه ) وسينطبق المثل العامي عليه أيضاً ( جاء ليكحّلها فعماها ) عماها بالتشكيلات الحديثة التي أضافها لتلك النسخة التاريخية ، وبالأسطر المتعرّجة ، وبعض النقاط كفواصل بين الآ يات وعلى بعض الحروف ، واستعماله للحبر الحديث القابل للتمشيح ، وتلقيح الخط الكوفي بالديواني ، وتزيينه بخط النسخ وبعض الرقعة ؟ وأنا أستغرب هنا كيف أن ( الكربون المشع ) لم يكتشف هذه الأمور التي لم تكن معروفة ولا مألوفة في ذلك الوقت ؟
.
وأعرّج هنا على تعليق الدكتور أيمن سويد ( المستشار بالهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم ) التابعة لرابطة العالم الاسلامي ، ومقدم البرنامج الشهير ( كيف تقرأ القرآن ) فقد علّق على اكتشاف هذه النسخة بقوله ( إنه لا يهمنا قٍِدم صفحات القرآن التي ظهرت في بيرمنغهام بانجلترا ، أو بصنعاء باليمن ، ولكن يهمنا في البداية الإشارة إلى الفرق بين المنهج الغربي والاسلامي للبحث العلمي والتدقيق للمخطوطات الاسلامية ) وأضاف سويد ( إن المخطوطات لدى الغرب تخضع الى فكرة القِدم وفقط ، وعندنا تقوم على سؤالين ألا وهما : من كتبها ؟ لأننا لا نأخذ ديننا عن نكرات أو عن مجاهيل ، لأنه قد يكون الكاتب جاهل أو عدو ؟ والسؤال الثاني : من أين نسخها ؟
ولم يتعرض سويد إلى النسخة ( موضوع البحث ) لا من قريب ولا من بعيد ، ولكنه تكلّم عن المنهج العلمي الذي يختلف بين الغرب والشرق ؟
فالمنهج العلمي في الشرق وفي الغرب هو منهج واحد ،ولا خلاف أو اختلاف عليه ؟ فكل الأمم بكافة أجناسها ، وعقائده ،ا وأعرافها ، ولغاتها ، تقرّ وتعترف وتسلّم بأن ( ١+١=٢ ) والكل يعترف بأن ( المعادن تتمدد بالحرارة ) والجميع أيضاً حتى المؤمن والملحد يقرّ بأن ( كل انسان فان # زيد إنسان # زيد فان )
ولكن اختلاف الشرق مع الغرب ليس في المنهج العلمي ، إنما في المنهج التربوي والعقدي والقيمي ، فهنا تتسع هوّة الخلاف بقدر تعدد وجهات النظر ، ومثال ذلك هو قول الشاعر :
يجود بالنفس إن ضنّ البخيل بها ….. والجود بالنفس أقصى غاية الجود
.
ثم يأتي أخيراً الكاتب والصحفي رضوان السيد ، ليدلي بدلوه حول هذه النسخة ، أو الصفحات المكتشفة عن القرآن الكريم ، في مقال له بعنوان ( القرآن الكريم في مواجهة استقطابات البحوث الغربية) المنشور في موقع ( مفكر حر ) ويتصدر المقال مقدمة لأسرة تحرير الموقع المحترمة بقولهم ( عندما نشر الزميل الكاتب أديب الأديب مقاله : اكتشاف نصوص قرآنية من عهد الرسول كيف سيفسر الفقهاء تباينها مع الحالية ، ( وطرح سؤاله المنطقي الذي أزعج الجميع وهو : كيف سيفسر الفقهاء تباينها مع الحالية ؟ هنا أتى أوّل ردّ من الكاتب في الشرق الأوسط : رضوان السيد )
.
والسؤال للسادة أسرة التحرير : هل ثبت مباينة النسخة المكتشفة مع الحالية ؟
وهل من الممكن تحديد وتعيين محل ومكان الإختلاف وتوضيحه ؟ وماهي الآثار المترتبة على هذا الاختلاف ؟ وإذا ( لم يثبت هذا الاختلاف ) فما هو موقفكم أنتم ، وكيف ستفسرون أو تبرّرون هذا الموقف ؟ ثم ماهي مرجعيتكم في تقريركم على أن ذلك السؤال ( أزعج الجميع ) ومن هم هؤلاء الجميع ؟
.
وأما الكاتب رضوان السيد فقد ذهب بعيداً أيضاً عن معالجة النسخة المكتشفة ، والتي هي محل الخلاف والنقاش والتساؤل ؟ إلى مجال البحوث القرآنية قبل عشر سنوات .
ويكرر ماقاله الخبراء الذين قاموا بتلك الأبحاث ، وذلك في قوله ( وسر الإحتفاء بهذه الرقوق ماذكره ديفيد توماس ، الخبير الذي كتب تقريراً عن الرقوق المكتشفة بالمصادفة ………….. والخط كما قال الخبير حجازي وهو الخط السابق على الخط الكوفي ) ثم يتابع قوله ( وهي تُظهر وضوحاً وانتظاماً ، وفيها خط تزييني بين السور ، كما أن فيها نقطاً أو إعجاماً ، وهو أمر ماكان معروفاً أو منتظماً في الخط الحجازي والخط الكوفي المبكر ) ويقول ( وهذا يعني أيضاً وأيضاً أن الكاتب عاش في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وربما كان من الصحابة )
وأنا أتساءل : من أين أتى الكاتب الذي من الممكن أن يكؤن صحابياً بهذه النقط والخطوط التزيينية بين السور والوضوح والانتظام ؟
ثم يتعرض السيد الى عهد فولكه وإلى ماقبل ذلك ، منذ ابراهام غاير في ثلاثينيات القرن التاسع عشر ، ليتحدث عن منهج المستشرقين في دراسة القرآن الكريم والمقارنة بدراستهم للإنجيل .
ثم يعقّب على ذلك بآراء مختلفة للمتخصصين بنسخ القرآن الكريم تاريخياً ، ويذكر آرائهم في ذلك
وفي نهاية المقال يعرّج على موضوع البحث والذي هو ( نسخة بيرمنغهام ) ليؤكد على عمرها معتمداً بذلك على الفحص الكيماوي الذي قام به ( الكربون المشع ) ويشكك بالخط إن كان حجازياً أو فيه امارات الخط الكوفي ، ولكن مشكلته كانت مع الإنتظام والتزيين والإعجام والوضوح وجمال الخط ؟ ثم ينتهي بسؤال فاجأني لدرجة الذهول ف تساؤله إذ يقول ( فهل صورتنا عن تاريخ الخط العربي والخط القرآني تحتاج لتعديل ) ثم يبرر ذلك بقوله ( أم أن الرقّ قديم لكن الكتابة متأخرة )
.
ثم يختتم مقاله بطرفة – ولكنها مأساوية – وربما دون دراية منه بأبعادها ؟ والطرفة للاستاذ الألماني غريغور سولر ، الذي ترجم له السيد مقال عن تدوين المصحف ، والطرفة كما يرويها عن الأستاذ غريغور سولر
( كنا نقول إن القرآن ظهر بعد النبي بمائتي عام ، ومع مقولة الكلاسيكيات أخشى الآن أننا ذاهبون للقول : إن القرآن ظهر قبل النبي بمائة عام مثلاً )
نعم هذه هي النتيجة …..عفواً الطرفة
( إن القرآن ظهر قبل النبي بمائة عام ) ……………. إنها فقط مجرد طرفة ؟
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلاميةبقلم صباح ابراهيم
- ستبقى سراًبقلم عصمت شاهين دو سكي
- #إيران #الولي_الفقيه: تأجيل قانون العفة والحجاب… ما القصة؟!بقلم مفكر حر
- إشكالية قبول الأخربقلم مفكر حر
- موسم إسقاط الدكتاتوريات في #الشرق_الأوسط!بقلم مفكر حر
- ردود فعل مسؤولي #النظام_الإيراني على #سقوط_الأسد: مخاوف من ملاقاة نفس المصيربقلم حسن محمودي
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **بقلم سرسبيندار السندي
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **بقلم سرسبيندار السندي
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **بقلم سرسبيندار السندي
- ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.بقلم مفكر حر
- ** تساءل خطير وحق تقرير المصير … هل السيّد المَسِيح نبي أم إله وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- ابن عم مقتدى الصدر هل يصبح رئيساً لإيران؟ طهران مشغولة بسيناريو “انقلابي”بقلم مفكر حر
- ** ما سر تبرئة أل (سي .آي .أي) لبوتين من إغتيال نافالني ألأن **بقلم سرسبيندار السندي
- المجزرة الأخيرةبقلم آدم دانيال هومه
- ** بالدليل والبرهان … المعارف سر نجاح ونجاة وتقدم الشعوب وليس الاديان **بقلم سرسبيندار السندي
- رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسيةبقلم طلال عبدالله الخوري
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلامية
أحدث التعليقات
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر
- محمد on مطالعة الرجل لمؤخرة النساء الجميلات
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :