زركا/الشورة (العراق)- رويترز- عندما اجتاح تنظيم “الدولة الإسلامية” قرى في شمال العراق أوضح بالتفاصيل الدقيقة قواعد خلافته المزعومة من طول اللحى والزكاة إلى الإرشادات المتعلقة باتخاذ النساء سبايا.
تبرز وثائق ومنشورات “الدولة الإسلامية” التي جرى الحصول عليها في قرى استعادتها القوات العراقية نظاما محكما وشاملا للحكم يخص المتشددين الذين ذهبوا إلى مدى بعيد في توضيح فلسفتهم المتطرفة.
وعثرت “رويترز″ على وثائق ومواد أخرى عليها شعار “الدولة الإسلامية” في مكاتب كان يستخدمها التنظيم حتى أيام قليلة خلت. وأبلغ أفراد من القوات العراقية “رويترز″ أن الوثائق تخص “الدولة الإسلامية”، غير أنه لم يتسن التأكد من ذلك على نحو مستقل.
وسيطرت قوات الأمن العراقية ومقاتلو البشمركة الكردية على العديد من القرى والبلدات خلال الهجوم على مدينة الموصل الشمالية آخر المعاقل الرئيسية للتنظيم في البلاد.
وعندما اجتاح تنظيم “الدولة الإسلامية” شمال العراق في 2014 أعلن خلافة استهوت بعضاً من بني مذهبها من السنّة الذين شعروا بالتهميش من جانب الحكومة المركزية التي يقودها الشيعة.
لكن هذه الجاذبية تلاشت مع فرض تنظيم “الدولة الإسلامية” فكره بالقوة الغاشمة، إذ كانت تقطع رأس أي شخص تعتبره مخالفا.
وتبرز الملصقات الملساء الزاهية الألوان والمنشورات والوثائق تركيز “الدولة الإسلامية” الشديد على إملاء ما يصفه التنظيم بالسلوك الإسلامي الصحيح على مواطني خلافته.
وقال عدد من القرويين الذين فروا في الآونة الأخيرة من مناطق “الدولة الإسلامية” إن انتهاك قواعده يعني عقابا مثل الجلد العلني أو الاقتياد إلى الموصل للإعدام.
ويحدد ملصق أخضر التوجيهات المتعلقة بكيفية أداء الصلاة على نحو صحيح. ويظهر صبيا يتوضأ وكيفية الوضوء.
أساور ذهبية
يوضح كتيب من خمس صفحات، وعلى غلافه صور لأساور ذهبية وخواتم ألماس وقمح التعليمات الخاصة بإخراج الزكاة. وينتظر العقاب من يتقاعس عن إخراجها.
وفي قرية الشورة، حيث قُتل العديد من المفجرين الانتحارييين التابعين لـ “الدولة الإسلامية” بالرصاص في الآونة الأخيرة لدى إسراعهم نحو القوات العراقية لتفجير أنفسهم كان المتشددون يحتفظون بسجلات دقيقة لمن أدى الزكاة. وأظهرت السجلات ما إذا كان الفرد يملك ذهبا أو عقارا أو سيارة. ودونت أيضا الرواتب الشهرية.
وخلافا لتنظيم “القاعدة” الذي سبقه في العراق صنع تنظيم “الدولة الإسلامية” اسمه بأن كان أول جماعة متشددة تسيطر على مساحات كبيرة من الأرض في الشرق الأوسط وتتشبث بها، ثم تقيم نظاما إداريا.
لكن الغارات الجوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وجهت ضربة كبرى للخلافة باستهداف قادتها ومصادر دخلها.
وامتد ميل “الدولة الإسلامية” إلى تقنين نظام حكمه إلى ما يصفه بغنائم الحرب.
يشمل كتيب باللونين الوردي والأحمر 32 سؤالا وجوابا عن كيفية التعامل مع السبايا.
ويقول الكتيب إن رجل دين بارزا في “الدولة الإسلامية” لديه سلطة توزيع السبايا على المقاتلين.
وجاء في المنشور “ينبغي أن يتذكر الجميع أن استعباد أسرى الكفار وسبي نسائهم هو جانب راسخ من الشريعة الإسلامية”.
ويمكن للمتشددين الجمع بين أختين كسبيتين، لكن مع الاكتفاء بممارسة الجنس مع إحداهما.
وأضاف المنشور “يجوز وطء الأمة التي لم تبلغ الحلم إن كانت صالحة للوطء، أما إذا كانت غير صالحة للوطء فيكتفي بالاستمتاع بها دون الوطء”.
ويتناول سؤال في الكتيب ما إذا كان بإمكان مجموعة من المقاتلين الاشتراك في سبية واحدة. وتقول الإجابة إن مالكا واحدا فقط يمكنه مضاجعة سبية.
وبعد اجتياح شمال العراق اتخذ “الدولة الإسلامية” مئات النساء من الأقلية اليزيدية في العراق سبايا.
وبموجب قواعد التنظيم المتشدد فإن على النساء ألا يبرحن المنزل غالبا، وعليهن تغطية أنفسهن من أخمص القدم إلى الرأس بملابس سوداء إن خرجن. وعلى الرجال ارتداء سراويل قصيرة وإطلاق اللحى بأطوال مناسبة.
ويبدأ أحد الكتيبات بتعريف اللحية بأنها الشعر الذي ينبت على الوجه والخدين.
ولا توجد أشكال تذكر من أشكال الترفية في ظل “الدولة الإسلامية”، الذي حظر الإنترنت والموسيقى إلى جانب الهواتف المحمولة.
وحرم حظر أطباق استقبال البث الفضائي العراقيين من أخبار العالم الخارجي. وفي ملصق ضخم تحت اسم “لماذا يجب أن أحطم الدش والتلفاز″ قدم المتشددون 20 سبباً يتمحور معظمها حول الفجور الذي تنشره برامج القنوات الفضائية.
ويقول السبب الثامن إن القنوات الفضائية تعرض قصصاً عن الحب والعري إلى جانب اللغة البذيئة.
ويشير السبب العاشر إلى أن هذه القنوات الفضائية تجعل من العادي أن يظهر الرجال في صورة المخنثين والمتشبهين بالنساء.