من كوارث ما يحدث لأمة العرب تعطل لغة الكلام بين شعوبها فلم يعد الليبي يستطيع الحديث مع الليبي والعراقي مع العراقي والسوري مع السوري واليمني مع اليمني إلا بوسطاء دوليين أغلبهم لا يتحدث العربية التي يتحدث بها الإخوة المتصارعون، وما هو أسوأ من عدم الحديث استخدام النحر والقصف والتدمير والتهجير لإيصال الرسائل بين العربي والعربي حتى بات مئات آلاف العرب قتلى، والملايين مهجرين لا بيد الأعداء بل بيد الأشقاء العرب من أبناء الوطن الواحد الذين يفترض أن يصطفوا كتفا بكتف للدفاع عنه ومنع احتلاله ونهب خيراته.. لقد أصبح العرب للأسف الشديد أعدى أعداء العرب.
***
وتعطل لغة الكلام في لبنان عطل استحقاق الرئاسة لمدة عامين وهو امر لم يحدث حتى في أحلك سنوات الحرب الأهلية فقد صعّب على الفرقاء آنذاك من لوردات الحرب أن يبقى لبنان وطنهم جميعا دون رئيس فالتقوا وأيديهم تقطر من دماء بعضهم البعض لينتخبوا الرؤساء وإن قتلوا اثنين منهم لاحقا، وبعد انتهاء الحرب لم يستطيعوا انتخاب رئيس بعد إلياس الهراوي فمددوا له لثلاث سنوات ثم لم يستطيعوا انتخاب رئيس مع انتهاء فترة الرئيس اميل لحود فمددوا له ثلاث سنوات وذهب الشهيد رفيق الحريري ضحية رفضه ذلك التمديد، ومرة ثالثة تتعطل لغة الكلام بين اللبنانيين ويسوء الامر هذه المرة حتى انهم لم يستطيعوا الاتفاق حتى على التمديد للرئيس ميشال سليمان فبقي كرسي الرئاسة دون رئيس في حالة لا مثيل لها في العالم.
***
آخر محطة: انقسم الإخوة الفلسطينيون وقامت حرب اهلية بينهم بسبب تعطل لغة الحوار رغم ضعفهم وحراجة اوضاعهم وكونهم جميعا عربا بينما لم تنقطع لغة الحوار بين الإسرائيليين رغم اختلاف مشاربهم ودول القدوم.
*نقلاً عن “الأنباء” الكويتية