هل تنبأ الشاعر الكبير ايليا_أبي_ماضي بحال سورية قبل اكثر من نصف قرن من الآن .. فكتب هذه الأبيات الرائعة متألماً وحزيناً على سورية وشعبها ؟؟
وإذا القضاء رمى البلاد ببؤسه … جفَّ السحاب بها وجفّ المنهل
وقع الذي كنا نخاف وقوعه … فعلى المنازل وحشةٌ لاترحل
أشتاق لو أدري بحالة أهلها … فإذا عرفت وددت أني أجهل
أمسى الدخيل كأنه رب الحمى … وابن البلاد كأنه متطفل
مالي أنوح على البلاد كأنما … في كل أرضٍ لي أخٌ أو منزل
ياليت كفّاً أضرمت هذي الوغى … يبست أناملها وشلّ المعصم
تتحول الأفلاك في دورانها … والشر في الإنسان لايتحول
هامت على الأشلاء في ساحاتها … فرقاً تعلّ من الدمار وتنهل
لهفي على الآباء كيف تطوحوا … لهفي على الشبان كيف تجندلوا
حربٌ جناها كل عاتٍ غاشمٍ … وجنى مرارتها الضعيف الأعزل
قد كان قتل النفس شر جريمةٍ … واليوم يُقتل كل من لايَقتُل
إن أبكِ سورية فقبلي كم بكى … أعشى” منازل قومه و الأخطل
سلمتي يا بلدي …