Eiad Charbaji
في بداية الثورة ضغط عليه محمد حمشو ليخرج على قناة الدنيا ليصفق للأسد فرفض، وعده أن يمنحه بالمقابل كثيراً من الأدوار عبر شركته “سورية الدولية للإنتاج الفني” فرفض أيضاً، ثم بدأت التهديدات والوعيد واستبعدته شركات الانتاج عقوبة له وقطعوا عنه باب رزقه الوحيد.
ذهب إلى بيروت مؤقتاً وصرّح ضد النظام فلحقته التهديدات إلى هناك، وأخيراً قرر الالتحاق بزوجته الفنانة التشكيلية فادية عفاش التي تدرس الماجستير في الولايات المتحدة.
ظنوا أنهم قهروه وحطموه و قطعوا باب رزقه ليعود إليهم مستجدياً، فبصق عليهم وداسهم وها هو الآن في هوليود يستعد لتصوير دور البطولة أمام النجمة العالمية الأولى نيكول كيدمان في فيلمها الروائي الجديد (ملكة الصحراء) والذي يقدم فيه شخصية رجل عربي شهم و نبيل، علماً أنه رفض عدة أدوار في السابق لأنها تسيء للعرب والمسلمين.
لم يأتِ نجاح الفنان جهاد عبدو من فراغ، إنه ممثل متميز وموهوب ومثقف، يتقن أربع لغات حية، يعزف على الكمان، بالإضافة لتهذيبه وأخلاقه العالية.
زرته في منزله المتواضع في لوس أنجلوس ونمت عنده ليلتين تحدثنا خلالهما الكثير واكتشفت فيهما إنساناً وفناناً ولا أروع، كانت عيونه تشعّ بالتحدي والأمل رغم وضعه المادي السيء، سألته إلى متى ستصبر؟، فيردّ: “سأصبر وأحاول وأحاول وأنا أتمتع بكرامتي على أن آكل مالاً حراماً لأكذب على الناس”
صبرت ونلت يا جهاد …. ، تستحق وأكثر أيها الرائع، وبينما هم يقاتلون الآن في مدينتك دير عطية لينشروا الدمار والموت، ها أنت تقاتل لتصنع الحياة والنجاح لك ولمدينتك ولوطنك…… هذا تماماً الفرق بيننا وبينهم، بين السفلة والأشراف، بين أصحاب الحق وأصحاب الباطل .
والنعم من كل الفنانين من أمثال الاستاذ جهاد … والخزي والعار من كل الفنانين من أمثال دريد لحام