سولزبري 22-8-2015
في مثل هذا الوقت من مثل هذا اليوم أتممنا تعبئة الحقائب استعداداً لمغادرة حلب الحبيبة في اليوم التالي. جال بي الصديق أبو عبدو مردوم بسيارته على نقاط انطلاق السيارات إلى معبر باب الهوى كي نحجز لي ولزوجتي ولإبني شهم إلى معبر باب الهوا. بعد عدة حوارات اقتنعنا أن الأفضل هو أن أصحى مبكراً في اليوم التالي وأتجه نحو نقطة انطلاق الجامعة فأتفق مع سيارة مطبّقة الكثير من ركابها وبحاجة ثلاثة ركاب فقط. وهذا ما حصل حيث اصطحبت السيارة إلى أمام البيت الذي نشغله في الفرقان. هناك ركب بقية أفراد الأسرة وحمّلنا حقائبنا ووينك يا باب الهوا. كنا ندعوا بالتوفيق لقريبنا محمد منجونة الذي أعارنا بيته سنة ونصف: لا أحمر ولا أصفر. كتّر الله خيرو وألله يقدرنا على رد الجميل. لفّت السيارة بنا حول حلب عدة ساعات، جنوباً نحو حماة ثم شمالاً نحو حلب لنصل إلى مفرق كفرجوم الذي يبعد عن حلب حوالي عشرة كيلومترات. وبدءاً من مفرق كفرجوم أصبح الطريق نظامياً نحو باب الهوى. ولهذه الرحلة ذكرياتها الخاصة سأفرد لها صفحة مستقلة.
لايسعني بمناسبة مرور سنة على المغادرة إلا أن أقول:
والله يا حلب ماغادرتك طوعاً…خسرت بيتي…وخسرت عملي…وكدت مرتين أن أخسر حياتي…الأولى هبوط قنبلة على مسافة لا تبعد أكثر من خمسين متراً عني قرب ساحة سعد الله…والثانية مرور طلقة أمام وجهي في جمعية الزهراء. وبالطبع خسرت الماء والكهرباء والنتتاء (ههههه). ناهيك عن الرعب على الأولاد.
وعندما نريد أن نكسّر على أنفسنا (نعزي النفس) نتذكر هجرة سيد العرب والمسلمين. وبالطبع لا مجال للمقارنة بين الشخصيتين.
ترى هل هنالك أمل بالعودة؟ أنا متشائم ولا أرى ضوءاً في نهاية النفق.
تحياتي لجميع الأحبة في حلب وقبلة على جدار بيتي في حي قاضي عسكر.