يا مسلمون .. يا عرب ..يا شباب …!!! والله لن تدخلوا عصر العقل دون أن يكون عقل ابن خلدون هو المؤسس للعقل العربي الإسلامي الحديث …!!! ما علاقة هذه الصرخة بحديثنا عن (الصراع السياسي- الطائفي) !! المغلف بالمقدس الديني (شيعيا-فارسيا) ؟؟؟ الحلقة (3 )
أرجو من ابنائنا الشباب الطلاب والدارسين والباحثين في التاريخ العربي الديني والسياسي والاجتماعي والحضاري، أن يكون ابن خلدون في مقدمته الشهيرة (الخالدة ) في التأسيس لعلم الاجتماع العالمي وليس العربي والإسلامي فحسب، وذلك وفق اعتراف علم الاجتماع العالمي بابوة ابن خلدون لـ (علم الاجتماع) بشريا …حي يمثل مستشارهم الفكري والسياسي والفقهي والكلامي والأدبي، في ولوجهم لأي مبحث جديد يتعلق بتاريخ وحاضر العقل العربي الاسلامي بشتى تجلياته الدينية والدنيوية ..
فمع ابن خلدون سيخرج التاريخ والمجتمع علميا وعقليا وثقافيا، من (عالم اللاهوت إلى عالم الناسوت)، ومن عالم (الغيب والبرزح السديمي، إلى عالم الشهادة والعيان والعقل حيث يصبح بصرك -عندها- حديد !!!) وذلك دون انحيازات واهواء مذهبية وسياسية وقبلية وقومية !!
وهذه نصيحة من أخ يكبر أخوته الشباب الذين يعوّل عليهم (عصريا وجيليا وحضاريا )، حيث يكبرهم سنا وتجربة في مجال البحث العلمي، إذ أني منذ أخذت بهذه النصيحة العلمية بجميع بحوثي في التراث والعصر، كنت أستشعر مدى اتساع فضاء الرؤية والبحث والتحليل والاستنباط عندما أنهج طريقة ابن خلدون البحثية …وصرت اتحرى مشورة شيخنا العالمي العظيم ابن خلدون قبل بداية أي بحث حتى اليوم !
عدت إلى هذا الموضوع (الحسين /يزيد) لدي ابن خلدون ، فإذا به هو الثاني بعد ابي حيان التوحيدي الذي يتناول هذا الموضوع خارج (التلاعب الفقهي التقديسي الشيعي المذهبي الأقلوي) ، بوصفه شأنا اجتماعيا إنسانيا، لا علاقة له بالدين أو المذهب، حيث لم يسبقه من قبل (عقريا دنيويا )سوى (رسالة السقيفة ) التي يفند بها أبو حيان التوحيدي ،إدعاءات (الإمامة ) لدى الشيعة، بل وإدعاءات علي بن أبي طالب في حقه بها …ومن ثم عودة التوحيدي إلى يوم “السقيفة”، بوصفها مصدر الشرعية (الاجتماعية التناريخية وليس الدينية) لمفهم الحكم إسلاميا .. وليس بالتوصية أوالإمامة أو بـ(المجاحشة) عليها،على حد تعبير التوحيدي ..
حيث من المهم بمكان العودة إلى هذه الرسالة الاستثنائية (رسالة السقيفة) للتوحيدي الموجودة في المكتبات الوطنية في سوريا، في الرد على الإدعاء الديني الشيعي بالإمامة، بل وضرورة نشرها وتوزيعها من قبل الأصدقاء المهتمين بوضفها مهمة وطنية أمام الغزو الإيراني الاستعماري الطائفي الشيعي الأسدي العميل لإيران … كما وأن (رسالة السقسفة) ملخصة ومدروسة تحليليا في كتابنا (أبوحيان التوحيدي الفصل بين الدين والفلسفة …الدين والسياسة ) يمكن مراجعة (الويكيبديا) بالعربية والانكليزية باسمنا للتعرف على تاريخ نشر الكتاب ومكان طباعته …
والفكرة ذاتها سيتوقف عندها ابن خلدون من منظور علمي (سوسيولجي )، وليس مذهبيا طائفيا، حيث يوضح لنا ابن خلدون :
أن” شبهة الإمامية في ذلك إنما في كون الإمامة من أركان الدين كما يزعمون (الشيعة ) وليس كذلك، وإنما هي من المصالح العامة المفوضة إلى نظر الخلق.
ولو كانت من أركان الدين لكان شأنها شأن الصلاة، ولكان يستخلف فيها كما استخلف أبا بكر في الصلاة، ولكان يشتهر (أمر الإمامة) كما اشتهر أمر الصلاة … على حد تعبير التوحيدي ..
ولعل الشبهة التي دفعت ابن خلدون إلى جمع ما شذ من أخبار في تصويب تيار الغلبة هو اعتبار الإمامة أمرا ثانويا متروكا للمصلحة وحتمية الغلبة ….لقد قاس الإمامة على الصلاة، واعتبر الأولى أقل شأنا من الثانية….
حيث يضيف ناقده الباحث المذهبي الشيعي من منظور ديني ردا على ابن خلدون، أن الأخير كان “متناسيا أن لا قيمة للصلاة إذا لم تكن على أساس من الولاية، مما يقيم صرح كل العبادات …”
ولهذا يؤكد ابن خلدون العلامة –خارج منطوق الفقه الملتي الثيوقراطي- أن معاوية كان يتوسم في ابنه يزيد ( النجابة الدنيوية )، في معارك وحروب الدولة وترتيب الملك وأبهته ) أي ليس “مذهبيته وتقواه” …
ولما كان يتوسم فيه من النجابة الدنيوية، وسيما أولاد الملوك ومعرفتهم بالحروب وترتيب الملك والقيام بأبهته، حيث يظن أنه لا يقوم أحد من أبناء الصحابة في الملك مقامه …
إذن ابن خلدون يحاكم موضوع ترشيح معاوية لابنه على أسس دنيوية ( النجابة الدنيوية ) وترتيب شؤون (الحرب والملك ) ، دون ان يكون لذلك علاقة بالمذهب أو الدين أو البيت النبوي، بل بـ (المصلحة والشوكة والغلبة ) ، فالمصلحة هنا أمر دنيوي ، لا علاقة لها بكل مزاعم الشيعية (الفارسية) (عن اللعب بالمقدس الديني )، حيث المصلحة والشوكة –حسب ابن خلدون – هي قوة التمثيل القبلي في عصره ( ويزيد هو في قريش (الأرستقراطية ) أقوى من الحسين )، وعلى هذا فالأمر ميزان قوى اجتماعية التي هي التي ترجح (الشوكة فالغلبة ) وليس درجة القربى من النبي …حيث في هذا السياق يقول التوحيدي ان النبي أقرب إى أبي بكر من علي، لأن في علاقته بهما ، يجب أن نميز :ب(ين قرابة القربى وقرابة النسب ) …فقرابة (القربى ) كما هي مع أبي بكر ( هي قرابة روح ونفس) بينما (قرابة القربة ) هي قرابة الدم كما هي مع علي ، وشتان بينهما …على حد تعبير أبي حيان التوحيدي …
المؤسسة (المذهبية الشيعية) لا تزال إلى اليوم تفند وترد على اطروحات ابن خلدون العلمية وترفضها وتدحضها، بينما (المؤسسة المذهبية السنية ) لا تزال تدافع عن نفسها –كمدانة متهمة بعداء أهل البيت – امام هذا الهجوم المذهبي الأقلوي الطائفي الذي تستخدمه إيران اليوم لاحتلال الكعبة …وشيوخ السنة لا يزالون على اليوم (يقسمون بأغلظ الإيمان بأنهم لا يعادون أهل البيت …) وينزعج البعض ممن ردوا علينا في زاويتنا الأولى ، على قولنا (أن الرد السني خلال أكثر من ألف سنة، لا يزال يعيش تحت ضغط الابتزاز الطائفي الشيعي الصفوي، المتسامح سنيا درجة السذاجة “، حيث التحالف الطائفي الدموي الشيعي بقيادة إيران وميليشياتها الإجرامية الطائفية اللبنانية العراقية الأسدية العميلة لإيران..
إنهم يذبحون أكثرية الشعب السوري، تحت راية وتسامح السنة الساذج الذين يدافعون عن أنفسهم بأنهم لا يميزون بين صحابة رسول الله ( شيعة أو سنة !!!، وذلك تحت رايات ثأر الحسين، ضد إرهاب السنة وذبحهم لأطفالهم واغتصاب نسائهم وابادتهم بالكيماوي …يتبع