طلال عبدالله الخوري 11\8\2014 مفكر دوت اورج
الأسلام شقين, الروحاني التوحيدي العلماني منه, و يشمل اركان الاسلام الخمسة من الشهادتين, والصلاة, والزكاة, والصوم, والحج, وهذا الشق رائع ويحبه كل العالم من مسلمين وغير مسلمين, وهو لا يختلف عما هو موجود بالاديان الاخرى, والركوع الاسلامي المأخوذ عن اليهودية واللذي اشرنا له في مقالنا” الأسلام اول حركة قومية عربية” هو اجمل ركوع برأي كاتب المقال وهو يقلده دائما بكنيسته ويلامس جبينه الارض (للفضوليين: لا ليس لي زبيبة فانا اصلى مرة بالاسبوع على الاكثر), وهذا الشق من الاسلام هو علماني بامتياز لانه يخص علاقة المؤمن بربه, مع العلم بان كاتب المقال يعرف العلمانية: على انها القوانين التي تمنع رجال الدين والسياسة من استغلال الدين من اجل استعباد الناس وسرقة عرقهم.
أما الشق الثاني فهو الأسلام السياسي المشرك بالله حمال الاوجه ولهذا هو غير علماني يتم فيه تفصيل الفتاوي حسب متطلبات السلطان اللذي يملك القوة والمال, وهو يخضع للزمان والمكان ولمزاج من بيده السطلة.
نعم الاسلام السياسي هو مشرك بالله بامتياز لان الحاكم ورجل الدين يشاركان الله او حتى يحلان محله باستصدار القوانين السماوية التي تناسبهم, ومن خلالها يستعبدون الناس ويسرقون قوتهم.
فالخلفاء الراشدون حلوا مكان الله و انزلوا ما يناسبهم من تشريعات لان بيدهم كانت السلطة والمال, وكذلك فعل الامويون والعباسيون والفاطميون والعثمانيون وصولا لخادم الحرمين الشريفين والولي الفقيه, وبشار الاسد والتي حلت عائلتة مكان الله باستصدار ما يناسبها من تشريعات اسلامية لدرجة ان 23 مليون سوري كانوا يرددون “امين” وراء مفتي السلطان البوطي عندما كان يقول بانه رأي المقبور حافظ الاسد في الجنة بصحبة رسول الله وابنه باسل.
في هذه المقالة نحن نتكلم عن الشق الثاني من الاسلام الشركي وليس له اي علاقة بالشق الاول من الاسلام الجميل الصالح لكل زمان ومكان.
بعد احداث سبتمبر الارهابية في نيويورك, أنفقت الولايات المتحدة الاميركية مليارات الدولارات لدراسة وفهم الاسلام بطريقة علمية تاريخية, وانتبهت مراكز الابحاث الاميركية لهذه الحقيقة العلمية البسيطة وهي ان الاسلام ومثل جميع الاديان هو بالواقع التشريعات التي يفرضها من بيدهم المال والسطلة لا اكثر ولا اقل, ووصلوا الى نتيجة مفادها, بما ان اميركا هي من تملك المال والسلطة في العالم اذا الاسلام الاميركي واللذي يناسب اميركا هو الاسلام اللذي يجب ان يفرض على العالمين العربي والاسلامي فالآن جاء دور الاسلام الاميركي. نقطة على السطر انتهى.
تسريبات البيت الابيض تقول عندما دعوا مئات الجهاديين ومنهم “العولقي” والذي خصوه باكثرمن دعوة , كان هناك عشرات الآلاف من العلماء في مراكز الابحاث الاميركية و في مختلف الاختصاصات, مثل التاريخ والاقتصاد وعلم النفس والرياضيات,.. الخ, يراقبون المقابلة مباشرة عبر شاشات متلفزة, وهم من صمموا الاسئلة التي طرحت عليهم, وبنهاية الدراسة وجدوا ان جميع الجهاديين يكرهون اميركا لانهم يعتبرونها هي التي تمنعهم من بناء الدولة الاسلامية “الطوباوية” الرائعة الجميلة التي تعيش بمخيلتهم عن زمن الرسول ( صلعم), فأصدر العلماء الاميركيون بناءاً على ذلك بتوصية بمساعدة الجهاديين بتحقيق حلمهم وبناء هذه الدولة الاسلامية الطاباوية كما يتخيلها الجهاديون بعهد الرسول, فرفضت المخابرات الاسرائيلية من استخدام مصر وغزة في عقر دارها لهذا الغرض, فلذلك تم اختيار المنطقة السنية مابين العراق وسورية, وهكذا ولدت ” داعش ” لرغبة الاميركيين بتحقيق حلم الجهاديين لكي يتوقفوا عن كره اميركا ولكي تبتلي بهم المنطقة بدل من انهم يتبلون على اميركا بما ليس لها علاقة به, وكانت المهمة سهلة جدا, فتم اختيار البغدادي من سجن ابو غريب ليكون الخليفة, واستفادت اميركا مما قامت به سابقا المخابرات العربية من تحضير للجهاديين اللذين كانوا يستخدمونهم لتخويف شعوبهم من البديل عن انظمتهم الاستبدادية, وبهذه الطريقة حلت اميركا مشاكلها مع الجهاديين وابلت بهم منطقتنا, ووقع زعماء العرب بشر ما كانوا يخططون له من تربية وتسمين الجهاديين من اجل اخافة معارضيهم من بدلائهم, لدرجة ان خادم الحرمين اللذي صرفت اسرته المليارات في تسويق الفكر الجهادي اصبح هو نفسه يحاربهم.
المضحك بامر الجهاديين ودولتهم الحلم ان الاميركيون طلبوا من البغدادي بان يطلب من كل الكفآت الاسلامية في العالم بأن ينضموا للدولة الاسلامية ليساهموا بإرسائها, واصدر البغدادي فيديو مخصص لهذا الشأن وهذا رابطه” إنها خلافة ورب محمد: هل هذه مؤامرة اميركية ام دود الخل منه وفيه“, وهنا اتت النتائج مطابقة للدراسات العلمية ولم يلب دعوته اي مسلم محترم! وحتى اكثر الدجالين منهم, وهذا يدل على ان جميع المسلمين من اصحاب الكفآت هم علمانيون, وصدق من قال بان المسلمين ينتخبون الاسلاميين في بلادهم ويذهبوا ليعيشوا في بلاد الكفر العلمانية؟
من هنا نرى بأن الاسلام السياسي هو نقطة ضعف المسلمين, لانه يمكن من لديه السلطة والمال من ان يحل مكان الله ويفصل شريعة تناسبه لكي يسرق مال الناس ويستعبدهم
الاديان الاخرى حلت هذه المشكلة عن طريق العلمانية ولم يبق غير الاسلام ينتظر اتباعه لكي يستيقظوا وينقذوا دينهم من المشركين بالله من اصحاب اللذوات والمال والسلطة.
مواضيع ذات صلة : الأسلام اول حركة قومية عربية
إنها خلافة ورب محمد: هل هذه مؤامرة اميركية ام دود الخل منه وفيه