طلال عبدالله الخوري 13\1\2014 مفكر دوت اورج
قرأت تصريح ” ماري هارف” المتحدثة باسم الخارجية الأميركية حول الأزمة السورية اليوم, وسأحاول ان اقرأ السطور وما بينها لكي استقرأ خطط واشنطن ووجهة نظرها من اجل الحل في سوريا.
أولاً واهم شئ ان اميركا تعتبر بشار الأسد فاقداً للشرعية وأي حل في سوريا يجب ان لا يكون فيه ل” بشار الاسد” اي دور حتى يحظى بتأييدها, وان اي حل, وحتى ولو قبلت به جميع اطراف المعارضة السورية وطرف النظام ومعه جميع الدول العربية ودول العالم ومن ضمن هذا الحل بشار الاسد, فسيكون حلا غير مقبولا بالنسبة لاميركا, وعلى جميع الأطراف المشاركة بالحل ان تمضي به من دونها, نقطة على السطر انتهى, وليفهم ذوي الالباب؟
أي انه في هذه الحالة سيكون الحل كما حدث في مصر مع انقلاب السيسي, فقد وافقت على الانقلاب ودعمته جميع الدول العربية والغالبية العظمى من الدول الغربية تحت ضغط من دول الخليج والسعودية, ولكن اميركا قالت لهم, انا ضد الانقلاب وافعلوا ما تشاؤون من دون تأييدنا … وهكذا كان … اي ان اميركا لا تمانع الحلول التي لا توافق عليها وتتعارض مع مبادئها وقيم شعبها الحر, ولكن تعطي الاطراف اللذين وضعوا الحل ان يمضوا به كما يشاؤون … وهي بذلك تخلي مسؤوليتها من العواقب الناجمة عن هذا الحل, لانها على ما يبدو سئمت من تذمر المسلمين من تدخلها بشؤونهم كما يدعون … اي كأنها تقول للمسلمين:” الباب يلي بيجيك منه الريح سده واستريح.”.
حيث قالت ماري هارف: ” لدينا على الطاولة بيان جنيف الذي وضع الأساس لإيجاد حل سياسي. في الوقت الحاضر، صار واضحا أن أمامنا شوطا طويلا للوصول إلى ذلك. لهذا، نحن نحتاج إلى مجموعة متنوعة من الجهات الفاعلة لتصعيد الجهود، ولعب دور بناء … إذا كان العراقيون يقدرون على أن يفعلوا ذلك، فلا شك أن هذا سيكون مفيدا. طبعا، دور المعارضة السورية هو الأهم، فضلا عن نظام الأسد، وذلك بهدف لقاء الجميع على طاولة المفاوضات للحديث عن حل سياسي … نحن بعيدون جدا عن ذلك. لكن، بالتأكيد، إذا كان اللاعبون الإقليميون يقدرون على المساعدة، وعلى القيام بأدوار إيجابية، فنحن نرحب بذلك .. وان اجتماع القاهرة خطوة موضع ترحيب في جهود الائتلاف السوري المعارض للمشاركة مع جماعات المعارضة الأخرى. نحن، كما هو واضح، نواصل تشجيعهم للوصول إلى أوسع رقعة من المجتمع السوري يمكن وصولهم إليها … نحن ممتنون للمصريين لاستضافة هذا الاجتماع … هذه ايضا مبادرة روسية تركز على المفاوضات وسط السوريين أنفسهم. واضح أننا لا نشترك في التخطيط لهذا. لكن نحن نعتقد أن أي نوع من الجهود التي يمكن أن تقربنا من حل سياسي حقيقي، وتحقق تقدما حقيقيا نحو معالجة هذه المشكلات الأساسية وتوفير حل متفق عليه، لا بد أنه سيكون مفيدا … سنرى ما ستسفر عنه هذه الاجتماعات … نحن نعلم أن نظام الأسد يجب أن يكون جزءا من المفاوضات للوصول إلى صيغة الحكم الانتقالي. واضح أنه لا بد أن يكون له مقعد على الطاولة. هذا هو السبب في أنهم كانوا جزءا من أول جولتين في جنيف … نحن واضحون في أن الأسد يجب أن يرحل.. لقد فقد كل الشرعية … لم تتغير سياستنا, في المستقبل، لن يكون الأسد جزءا من مستقبل سوريا, لم نتغير هنا, لكن عندما يكون الموضوع عن الذين سيشتركون في المفاوضات، ظللنا دائما واضحين بأن نظام الأسد لا بد أن يجلس حول الطاولة. هو موجود، ونحن لا بد أن نتفاوض معه للوصول إلى حل”.
ولكن برأينا الشخصي اي حل لا تدعمه اميركا هو حل فاشل ولن يغير من الاوضاع في سوريا بشئ, لذلك نقترح على المعارضة السورية ان تقنع المقاتلين على الارض بأن لا حل من دون اميركا, وعلى قادة جبهة النصرة وجميع الجبهات الاسلامية المقاتلة بسوريا ان تفهم بان لا حل فعال في سوريا من دون دعم اميركا, ولذلك يجب ان يتركوا مموليهم من سفلة الانظمة العربية والاسلامية اللذين هم بالاساس عبيد لاميركا, ويلجأوا الى اميركا مباشرة بدل من عبيدها, ويعملوا كل ما تطلب منهم اميركا ليستوفوا كل شروطها من دون مناقشة لكي تتدخل وتدعم الحل في سوريا, فكفانا دماء ودمار, واقترح على جميع قادة الالوية الاسلامية المسلحة ان يركعوا وجميع مقاتليهم على الارض وكل الشعب السوري امام السفارة الاميركية ويبكوا راجين من اميركا التدخل ومساعدتهم لعلها في النهاية تستجيب لتوسلاتهم وسنكون محظوظون اذا قبلت ان تدخل, وهذا هو الحل الوحيد.