واشنطن بوست- ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي
كان من المذهل سماع الرئيس أوباما وهو يشير في مقدمة حديثه خلال مؤتمر صحفي حول نهاية العام الأسبوع الماضي إلى أن سوريا كانت إحدى نجاحاته في السياسة الخارجية.
حيث قال السيد أوباما خلال ذلك المؤتمر :”مع تعزيزنا لمواقعنا هنا في الداخل, فإننا نعمل أيضا على الحفاظ على مصالحنا الخاصة حول العالم. في هذا العام أظهرنا برؤية واضحة ودبلوماسية مبدئية, بأننا نستطيع سلوك طرقا مختلفة للوصول إلى عالم أكثر أمانا ومستقبل لا تبني فيه إيران سلاحا نوويا جديدا, مستقبل دمر فيه مخزون سوريا من الأسلحة الكيمائية”.
للأسف, الفريق الإعلامي للبيت الأبيض لم يصدم بهذا التبجح كما صدمنا نحن, ولم يكن هناك مجال لطرح الأسئلة بعد الخطاب. وإليكم هنا الأسئلة التي كان يمكن أن تطرحها:
” سيدي الرئيس, سوريا في طريقها لتسليم سلاحها الكيماوي, كما قلت. وفي نفس الوقت, مر أكثر من عامين منذ أن توقعت وطالبت برحيل دكتاتور سوريا بشار الأسد. ولكنه عزز من موقعه الآن وهو مستمر في ارتكاب جرائم الحرب”.
“قواته تحاصر عشرات الآلاف من السوريين, وهو يجوعهم حتى الموت, وفقا لوزير خارجيتك. طائراته المروحية تلقي بالبراميل المتفجرة على الشقق السكنية في حلب, وهذه البراميل عبارة عن قنابل معبأة بالبراغي والقطع المعدنية الحادة وقطع سيارات قديمة وشفرات حادة ومتفجرات, وذلك كما ذكر أحد الناشطين لصحيفة وول ستريت جورنال. أكثر من 9 مليون سوري – أكثر من ثلث عدد السكان الأصلي- أجبروا على الخروج من بيوتهم. هل يتوافق هذ السجل مع قولك بأننا “نعمل أيضا على الحفاظ على مصالحنا الخاصة حول العالم ؟”.
قبل أن نحصل على الإجابة, استمعنا يوم الأحد إلى مستشارة السيد أوباما للأمن القومي سوزان رايس على برنامج ستون دقيقة على شاشة السي بي أس حيث قالت عندما سألتها المذيعة ليسلي ستال حول ما إذا كانوا أخطأوا في عدم دعم القوات السورية المعتدلة في بداية الأزمة (قبل أن تكون السيدة رايس في وظيفتها الحالية) فاعترضت المستشارة على ذلك قائلة :”حسنا ليسلي, أعتقد أن علينا جميعا أن نراجع الأمر في سياق التاريخ. ولا يمكن لي الحكم على ذلك الآن”.
وعندما سألت لماذا لا تتحرك الولايات المتحدة الآن, أجابت بجواب نرى أنه مفاجئ, حيث قالت:”الأمر ليس بسيطا, المجتمع الدولي غير متحد, وليس هناك اتفاق على التدخل, كما أنه ليس هناك أساس في القانون الدولي للتدخل”.
فيما يتعلق بجملة “الأمر ليس بسيطا”, جميعا نتفق على ذلك. طالما استمر النزاع, فإن مزيدا من الإسلاميين المتطرفين سوف يتصدرون الصراع, وهو الأمر الذي يعكر صفو سؤال من على الولايات المتحدة أن تدعم.
ولكن ما هو نوع التدخل الإنساني الذي فضلته السيدة رايس عندما كان الناس يتضورون جوعا في درافور ؟ في تلك الحالة, يبدو أن لديها وجهة نظر مختلفة فيما يتعلق بالقانون الدولي. حيث كتبت مقالا مع شخصين آخرين عام 2006 جاء فيه :”الآخرون سوف يصرون على أنه دون وجود موافقة من قبل الأمم المتحدة أو أي هيئة إقليمية ذات صلة, فإننا سوف نخرق القانون الدولي. ربما, لكن مجلس الأمن أقر قاعدة قانونية جديدة تفرض “حق الحماية”. وهي تلزم أعضاء مجلس الأمن بالتصرف بطريقة حاسمة , بما في ذلك استخدام القوة, عندما تخفق الإجراءات السلمية في وقف حالات القتل الجماعي أو الجرائم ضد الإنسانية”.
السيدة رايس دافعت عن “حق الحماية” مرة أخرى في خطاب ألقته عام 2009, عندما كانت تعمل كسفيرة للسيد أوباما في الأمم المتحدة. حيث قالت :”جميعا نعرف أن العقبة الأكبر للقيام بتحرك فعال لمواجهة الفظاعات التي تجري بشكل مفاجئ هي الإرادة السياسية”.