الخديوي “إسماعيل” من أقصد، و الخديوي “إسماعيل” فردٌ من أقلية تحصي علي أطراف الأصابع ممن حكموا مصر فأخذوها إلي مرتفعات لم تبلغها قط، وللعنوان قصة وقعت أحداثها ذات يوم من أيام مصر الجميلة!
لقد زارالخديو “إسماعيل” مدرسة الأميرات التي أسسها فلاحظ نُذُرَ ذكاء لدي الأميرة الطفلة “خديجة بنت محمد علي الأصغر”، لذلك، كما يتصرف البالغون دائمًا مع الأطفال في مثل هذه الأحوال، قطع لها وعدًا بتزويجها من أحد أولاده متي أفصحت في الدراسة عن نبوغها، ثم، جرت في نهر النيل مياهٌ كثيرة، وزار الخديو المدرسة مرة أخري يتفقد أحوال الأميرات، فتوقف عند الأميرة الشابة “خديجة” وسألها وعلي شفتيه ظلال ابتسامة:
– إلي أين بلغت في حفظ القرآن الكريم؟
عندئذ، وخجل الأميرات الحقيقيات لا أميرات وثبات الصدف الدميمة يرج قامته في وجنتيها المَلَكيَّتين، أجابت “خديجة” دون أن تتفقد عقلها، كأنها كانت تنتظر السؤال وكأنها كانت قد أعدت له الإجابة:
– “واذكر فى الكتاب إسماعيل إنَّه كان صادق الوعد”
ضحك “إسماعيل” كما لم يضحك من قبل، لقد كان جوابها مسكتاً وبديهتها مشتعلة، وهذا أسعده جدًا، وهو، أوفي لها بوعده وزوجها من ابنه الأمير “حسن”!
قصة، من فوق السطح، تورط القلوب في حب هؤلاء الطيبين، لكنها، من تحت السطح، تعكس بوضوح احترامهم الشديد لتعاليم الإسلام وقدرتهم علي توظيف القرآن في يومياتهم الخاصة، وأي جمال كجمال أميرة تفطن إلي اشتباك المفارقة القرآنية باللحظة وتوظفها بهذا الشكل الرقيق لخدمة أحد أحلامها؟
المحرض علي السخرية، والكاشف، أن تلك الأميرة ولدت لعائلة، منذ ستين عامًا وأبعد، من أيام أسطورة “الريس عبد الواحد” وأبعد، يشحذ العسكر كل أدواتهم، مقروءة ومسموعة ومرئية، لتشويه صورة أفرادها الذهنية لدي البسطاء وأصحاب الحد الأدني، ويسرفون في سردهم ككلاب ضالة كان كل همها هو سرقة المصريين وإذلالهم!
قصة أخري وعالقة بقصة “خديجة” تفضح بعدًا آخر من أبعاد “إسماعيل” حدثت في صيف عام 1873، قبل العرس الجماعي لأبناء “إسماعيل”، وهو ما يعرف في أدبيات تلك المرحلة بأفراح الأنجال، لقد تواصل الضجيج الملكيُّ تكريمًا لتلك المناسبة أربعين يومًا، عشرة أيام لكل عرس، تحولت خلالها ليالي الناحية الموازية لمنطقة “جاردن سيتي” الآن إلي نهارات حقيقية، لذلك سميت بـ “المنيرة”!
تزوج الخديوي “توفيق” فيما بعد من الأميرة “أمينة هانم إلهامي”، والسلطان “حسين كامل” فيما بعد بالأميرة “عين الحياة أحمد رفعت”، والأمير “حسن” بالأميرة “خديجة”، والأميرة “فاطمة” بالأمير “طوسون بن سعيد”!
من الجدير بالذكر أن الأميرة “فاطمة” ابنة الخديوي “إسماعيل” هذه هي التي تبرعت بالأرض التي الآن تنتصب عليها “جامعة القاهرة”، وبكل مجوهراتها أيضًا، فهي ألمع المساهمين في إنشائها وتبنيها، جامعة القاهرة التي، يقتل الآن العسكر الذين حرروا المصريين من عبودية أسرة “محمد علي” طلابها خارج القانون، وبدم مثلج، لأنهم، فقط، يبحثون عن واقع أقل عهرًا!!
خلال الإستعدادات لزواج أبناء الخديوي كلف “طه باشا الشمسي”، ناظر خاصته، أشهر المحال التجارية بتقديم مناقصات لتوريد كل ما يلزم من مفروشات وبياضات لجهاز العرائس، وحدث، ووقع اختيار “طه باشا” علي محل “باسكال”، وهو محل كان يمتلكه أحد الرعايا الفرنسيين، وكان مشهورًا، كعادة محلات الفرنسيين، بجودة بضاعته ورخص ثمنها في نفس الوقت، لكن، عندما أخبر الخديوي باختياره، سأله:
– أما تقدم محل مصرى بمناقصة إطلاقاً؟
فأجابه بأن محل “مدكور” قد فعل، لكن ارتفاع أسعاره التي تزيد عن أسعار “باسكال” بنسبة 25% علي الرغم من أن الجودة واحدة حال دون قبولها، وعلي الرغم من أن “إسماعيل” طلب أن يري العينات وتأكد من صحة كلام ناظر خاصته، إلا أنه عصف بـ “باسكال” وقال لناظر الخاصة في لهجة عتاب:
– خذ ما تحتاجه من “مدكور” وادفع له 25% فوق ما يطلب، فإذا كانت المحال المصرية لا تنتفع ولا تستفيد من أفراح أولادى فمن أفراح من تستفيد وتنتفع؟!
أشياء صغيرة لكنها تصلح معيارًا للحكم علي الناس، وتفضح ما يدور في السرائر، فمما لا شك فيه أن الخديوي وقتها لم يكن يظن أو يخطط لأن تفر هذه القصة بعيدًا عن أسيجة “سراي عابدين”!
أياً كان الأمر، فهذا وجه سري من وجوه الخديوي الذي، بحكم شهرة تشويه كل ما يمت إلي أسرة “محمد علي” في إرضاء قلوب العسكر، شوهت شخصيته كاتبة كويتية هزيلة كان أجدادها أيام كان “إسماعيل” رقمًا صعبًا يستحيل تجاوزه في سياسات العالم من القطب إلي القطب يعيشون علي احتراش الضب والعصيدة والزلوط وصيد الجراد ولبن الماعز وملاحقة آبار المياه بالإضافة إلي ما يجود به “إسماعيل” من صدقات طبعًا!
بدوية من “الكويت” تكتب للمصريين تاريخهم، والله، إن هذا الحدث وحده يكفي بالقدر الذي يلهم المصريين البكاء علي ما وصل إليه حال بلدهم التي كانت فجر الضمير، والتي صارت في صدارة الصدف الجغرافية التي تصرخ من كيس قمامة!
مسلسل “سراي عابدين”، وهو هزيل إلي حد النحافة، سيناريو ممزق ومهلهل النسج، وخط درامي شديد الارتباك، والتفات شديد الوضوح إلي أفكار درامية سابقة، وحوار لا يحترم واقع عصر “إسماعيل”، أو يلمسه حتي، فضلاً عن كل ما سبق، هو مسروق من “عصر الحريم” للأستاذ “مصطفي محرم” الذي كانت الكويتية “هبة مشاري” عضوًا بلجنة قرائته التي شكلتها قناة “mbc”، وهي التي حرصت علي كتابة تقرير محبط عن العمل لإعتراضه واقتباس فكرته!
ولمن لا يعرف “إسماعيل فهذا هو بعض “إسماعيل”، ولأمير الشعراء فيه بيت يقول فيه:
أأخون إسماعيلَ في أولاده / ولقد نشأتُ بباب إسماعيلا!
فإن من أجمل أعمال “إسماعيل” استحقاقًا لفخره هو احترامه الباهظ للثقافة والفنون لذاتها، لا أقصد “شوقي” تحديدًا، فهو لم يتعاطي الشعر إلا بعد زوال ملك “إسماعيل”، أو هكذا أظن، لكن، في عهده ولدت صحيفة الأهرام منبرًا للتنوير لتتحول بعد انقلاب “عبد الناصر” إلي قبو للتزييف وتخدير القطيع، وهو، أيضًا، من استأجر الموسيقار الإيطالي “فيردي” لتأليف “أوبرا عايدة” لعزفها في حفل افتتاح قناة السويس، وفي نفس الوقت، لتخليد ذكري حملته العسكرية على بلاد الحبشة، “أثيوبيا” الحالية، تأمل حالنا الآن وحال الأثيوبيين كيف صاروا وصرنا، لم يعد “النيل نجاشي”، إنما، مصداقاً لقول ممثل كان يعرف أكثر مما يجب لا أتذكر الآن اسمه في عمل درامي قديم لا أتذكره الآن أيضًا:
– النيل مجاشي!
والشئ بالشئ يذكر!
بمناسبة الحديث عن النيل وعن “إسماعيل”، في عهد “إسماعيل” مُدَّت، لأول مرة، الأنابيب في أحياء “القاهرة” لتوزيع مياه النيل علي البيوت بعد أن كان يحملها السقاؤون في القرب، كما اهتم بتعميم النظافة ورش الماء في شوارعها، وأدخل نظام الإنارة إلى شوارعها و “الإسكندرية”!
ثمة شخصية أخري من أسرة “محمد علي” زورت سينما العسكر ملامحها، إنه الأمير “يوسف كمال”، وبطبيعة الحال، من شاهد فيلم “وداد الغازية” وشاهد الفنان “عادل أدهم” يجسد شخصيته المزورة، سكر وعربدة ودياثة وخيانات وشتائم، من شاهد فيلم “وداد الغازية” لا يمكن أن يصدق أن “يوسف كمال” كان من كبار المحسنين في عصره، وأنه من تبني موهبة الفنان “محمود مختار” حتي قطع الدرب واستجاب له الخلود!
“محمود مختار”، مبدع تمثال “نهضة مصر” الذي دأب العسكر علي توظيفه في الأغاني الوطنية لمناسباتهم التي لا أساس لها من الصحة، لـ “يوسف كمال” في نضج عبقريته نبض باهظ، بل، ما زلت أحترم المنطق حين أقول:
لولا “يوسف كمال” لما ظفر المصريون بمبدع مثل “محمود مختار”!
والآن، تخيل حدوث هذا المشهد الغريب وسهل الحدوث:
أنت جالس في بيتك تشاهد فيلم “وداد الغازية”، أعماقك مكتظة بمشاعر الكراهية الحقيقية للفنان “عادل أدهم” الذي هو “يوسف كمال” من جراء ظلمه واحتقاره للفلاحين وضربه بكل القيم عرض الحائط، ثم، يقتحم عليك الشاشة فجأة الفنان “محمد ثروت” مرتديًا زي ضابط يقف إلي جوار تمثال نهضة مصر ويغني لمصر، يا حبيبتي يا مصر يا مصر، كيف لا تموت خزيًا عندما تعلم أن “عادل أدهم” الذي تكرهه الآن هو الذي لعب الدور المفصلي في تحقق هذا التمثال؟!
هل تستبعد حدوث هذا؟ إذاً، مُتْ خزيًا!
في فواصل مسلسل “سراي عابدين”، تمامًا، عندما يكون المشاهد مشحونًا بالنقمة علي الخديوي “إسماعيل”، يتدفق صوت “جمال عبد الناصر” معلنًا تأميم قناة السويس شركة مساهمة مصرية، ثم، صوت “السادات”، ثم، صوت “السيسي” وهو يقول:
– والله العظيم احنا مستعدين نموت عشان نشيل البلد دي فوق كتافنا!
DD((، ضحكة رقيعة بصوت الفنان “حسن فايق”!
تخيل، كلُّ هذا القفز فوق الحقائق يقال في فواصل “سراي عابدين” والخديوي “إسماعيل” هو الذي أنشأ قناة السويس، أي صفاقة؟ وأي جلود سميكة تستر عظام هؤلاء؟
أيضًا، في السياق نفسه، في فيلم “ناصر 56، تدخل الفنانة “أمينة رزق” علي “عبد الناصر” وهي تحمل قميص ابنها أو قريبها الذي مات في حفر القناة، أو هكذا أظن، وتقول كلامًا يطعن القلوب في صميمها، وبطبيعة الحال، لا يقول الفيلم أن القتلي من المصريين تعقيبًا علي قرار التأميم عشرات أضعاف قتلاهم خلال حفر القناة، ولا أن مدن القناة كلها، بسببه، قد استحالت أطلالاً!
أسجل، هنا، أن قرار التأميم كان واحدًا من أشد قرارات “عبد الناصر” حماقة علي المدي البعيد، فلم يكن قد تبقي علي تسليم القناة خالصة للمصريين سوي 12 سنة فقط، كما أن عائدات القناة فيما بعد استخدم بعضها، طبعًا بعضها، للإنفاق علي بناء السد العالي وهو الآن بلا قيمة!
أسجل، أيضًا، أن السخرة في حفر القناة التي يشير إليها الفيلم ضمنًا كانت قد انخفضت جدًا في عهد الخديوي “إسماعيل”، لقد فرض عليها قيودًا حادة، واقرأ كتاب “عصر إسماعيل” لـ “عبد الرحمن الرافعي”، وهب هذا سببًا يصلح للطعن في “إسماعيل” وكراهيته، فكيف يكون ارتفاع سقف كراهيتنا للذين يسخِّرون شعبًا بأكمله للعمل في مزرعتهم الخاصة التي تسمي مصر مقابل السماح لأفراده بالحياة والإقامة في ظلال أحذيتهم فقط!
والآن، إليك بعض تراث “إسماعيل”:
1 – حفر قناة السويس وافتتاحها أمام حركة الملاحة العالمية في حفل كانت واسطة عقد كواكب الكون فيه الإمبراطورة الفرنسية “أوجيني” التي علي الأرجح كانت تهيم بـ “إسماعيل” عشقاً، ومن أجل تلك المناسبة تم إنشاء أول دار أوبرا في الشرق الأوسط وأفريقيا، هي التي احترقت في أيام “السادات”!
ولو لم يكن للخديوي “إسماعيل” وسامٌ آخر غير إنشاء قناة السويس التي الآن هي من أهم مصادر الدخل للمصريين لكان هذا كافيًا جدًا وثريَّاً جدًا لأن ندين للرجل بالكثير ولأن يضعه المصريون إلي الأبد في يمين قلوبهم!
2 – إنشاء كوبري “قصر النيل” وأكثر من 400 كوبري أقل شهرة، كوبري “قصر النيل” ذلك المسرح الأخرس الذي لعب علي خشبته العسكر واحدة من مذابحهم الكثيرة في حق المصريين خلال ثورة 25 يناير، تلك الدماء التي تحولت أطرافها إلي نعيق غربان سوف لا يهدأ قبل أن يلقي جزاءه اللائق كل من شارك في إراقتها!
3 – في عصره ولدت مدرسة السيوفية أول مدرسة لتعليم البنات في مصر، لم تسبقها إلا مدرسة القابلات!
4 – بني العديد من المدن الجديدة أشهرها الآن مدينة “الإسماعيلية” التي تحمل اسمه، وقام بتخطيط عدة شوارع وميادين جديدة أشهرها شارع “كلوت بك”، وشارع “محمد علي”، وشارع “عبد العزيز”، كما عمَّرَ أحياءًا بأكملها منها حي “الإسماعيلية”، و “التوفيقية”، و “عابدين”!
5 – اتسعت في عهده مساحة الأراضي المزروعة ووصلت إلى ما يزيد عن 4.8 مليون فدان، وكان ذلك بسبب المشاريع التي أنجزها، فلقد تم حفر وإصلاح ما يزيد عن 100 ترعة بطول يتجاوز الـ 13.000 كيلو مترًا أهمها ترعة “الإبراهيمية” التي، عند إنشائها، كانت تعد من أعظم منشآت الري في العالم الكبير..
6 – أدخل الديمقراطية إلى مصر في نهاية العام 1866، عندما استبدل مجلس المشورة الذي أسسه جده “محمد علي” بمجلس شورى النواب، وأتاح للشعب اختيار ممثليه، كما أدخل نظام الانتخاب في الأطراف والضواحي!
7 – كما يحدث من المصريين الآن، هروبًا من الكابوس القذر، كان الأوربيون في عصره يتزاحمون حول قنصليات بلادهم للقدوم إلي مصر من أجل العمل كحلاقين أو أطباء أو تجار أو نصابين حتي!
8 – هو صاحب فكرة إنشاء حديقة الحيوان بـ “الجيزة”، أكبر حدائق الحيوانات في الشرق الأوسط وأول وأعرق حدائق الحيوانات المغلقة في قارة أفريقيا، وكانت تسمى “جوهرة التاج لحدائق الحيوان في أفريقيا “!
هذا هو بعض الخديوي “إسماعيل” كما التقطته ذاكرة التاريخ، لقد لمست شخصيته لمسًا رقيقاً، وأنت، بالقفز فوق ما قالت لك أدبيات العسكر عنه أو تجاهله لبعض الوقت، ببساطة الماء، تستطيع التوصل إلي حقيقة “إسماعيل” من ممرات كثيرة، ذاكرة المكان مثلاً، فلا شك أن رائحة الأمكنة تشبه إلي حد بعيد رائحة أصحابها، لذلك، حاور ذاكرة شوارع وبنايات وسط القاهرة، تلك المتاحف المفتوحة التي تتماهي جدًا مع الطرز المعمارية الأوروبية في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، “جاردن سيتي” و “الزمالك” أيضًا، إنها تشبه أسرة “محمد علي” وتفضح إلي أين كانوا يريدون أن يستدرجوا مصر، وكيف ارتبطت مصر في أيامهم برقيٍّ كان مرشَّحًا لأن يدوم إلي الأبد!
وذهبت أسرة “محمد علي” بما لها وبما عليها، وأصيبت مصر بمرض العسكر، وهو مرض متي أصيب به بلدٌ فهو حتمًا في الطريق إلي مصير كمصير إنسان مسكون بمرض السرطان، لذلك، كان يجب أن تكون رائحة الأمكنة في أيامهم شديدة الشبه بهم جدًا، وأن تكون شاهدًا علي فداحة جرائمهم في حق هذا البلد المغلوب علي أمره، فكر، سوف لا تجد إلا مستعمراتهم هم وعائلاتهم، وإلا، “الدويقة”، “منشية ناصر”، “اصطبل عنتر”، “بطن البقرة”، “ساقية مكي”، عشوائيات، عشوائيات، عشوائيات، تكرار!
في النهاية..
هل تعلم أن “أوغندا” تقدمت في العام 1950 بطلب رسمي للوحدة مع مصر تحت تاج الملك “فاروق الأول” وقوبل طلبها بالرفض؟
هل تعلم أيضًا أن “السودان” بعد عدة أعوام فقط من ذلك الوقت طلبت الإنفصال وأصرت عليه، وهو الذي قد حدث؟!
ألا لعن الله العام 1952، يا لك من عام بائس وحزين وضحل..
محمد رفعت الدومي