واحد فقط رفض بكل شجاعة حضور اللقاء مع الأسد

bishopibrahimجورج كدر

واحد فقط رفض بكل شجاعة حضور اللقاء مع الأسد
واحد فقط غاب عن هذه الصورة التاريخية التي جمعت أعضاء المجمع المقدس للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم مع بشار الاسد …
واحد فقط غاب رغم كونه مطران مثلهم لكنه يتميز عنهم انه أكثرهم علما وحكمة على الاطلاق .. هو المطران العلامة يوحنا ابراهيم …اعتقد ان اغلب الناس ممن يملكون ذاكرة الذباب نسيه وصب جام غضبه على رجال الدين في هذه الصورة الذين قرروا التزواج مع كرسي السلطة ..كعادة الزواج الابدي بين الدين والسياسة عبر تاريخ البشر القذر …كل يستمد سلطته من الاخر … ليحكم باسم الله …
واحد فقط …
واحد فقط منهم رفض الصمت عن القتل العشوائي وصرخ بأعلى صوته ان اوقفوا المجزرة فانتم لا تذبحون بشر بل تذبحون وطن بكل تاريخه ومستقبله…
واحد من هؤلاء المطارنة هو العلامة يوحنا ابراهيم خرج بكل مهابته وجرأته ليوجه انتقادات حادة للنظام السوري في مقابلة حصرية مع إذاعة بي بي سي البريطانية في نيسان 2013 قبيل اختطافه بأيام؛ تردد الكثير قبلها عن دوره ونشاطه لوأد الفتنة وجر البلد لمستنقع الطائفية ورفضه المطلق للتسليح … فكان جزاؤه الخطف والمصير الغامض تماما كمصير كثير من الناشطين المختطفين المغيبين كعبد العزيز الخير وخليل معتوق وغيرهم…
علنا وعلى الهواء مباشرة رفض المطران يوحنا ابراهيم فكرة الميليشات الشعبية بداية تشكلها؛ ووقف حاجزا منيعا في وجهها ضمن خطوات تطييف الثورة السورية فكان مصيره العقاب خطفا حتى الموت؛ في وقت كان النظام يواصل استراتيجيته في اطلاق ارهابيي العالم من سجونه التي استثمرها ضمن صفقات دولية كما استثمر كل شيء في البلد حتى حاويات الزبالة وتواليتات الشوارع …
نعم خرج العلامة يوحنا ابراهيم وهو مطران مثلكم؛ يا اصحاب البركة لكنه اكثركم علما وحكمة ليصرخ :
إن ثلث مسيحي سوريا هاجروا بسبب الأحداث .. وكنت أتمنى أن يكون النظام أوعى مما هو عليه الآن، وأن يعمل شيء فقط لعدم إراقة الدماء،… ولا أحد يستطيع أن يجبرنا على حمل السلاح …
اجهضت جرأته بخطفه وبدأت الميليشات الشعبية تتكاثر كالفطر …
سؤالي لكم يا اصحاب السيادة؛ وهو سؤال خالي من الكولستيرول:
هل تجرأ أحدكم على السؤال عن مصير أخوكم في الكنيسة؟
أجزم وانكم حتى وان قلتم نعم لم تفعلوها؛ وان فعلتموها فقد اقنعتم انفسكم بالكذب والهراء حول صير المطران البطل يوحنا ابراهيم ..
هل تعرفون لماذا؟
لأن أحدا منكم لا يملك شجاعته فهو رجل كالمسيح ناصر الحق والمظلومين ..اما انتم فلن اقول انكم خنتم خازن علم السريان وامين مكتبة علومهم … بل لنقل انكم تحليتم بالجبن وخذلتموه خوفا من ان يلقى من يطالب به ذات المصير… اي كل منكم خاف على نفسه وكان ابعد ما يكون عن جرأة المسيح…
طوبى لروحك ان كانت تمت تصفيتك كما يرجح كثيرون …
وليكن الله معك ايها المطران الجليل يوحنا ابراهيم والسلام عليك اينما كنت ان كنت لا تزال حيا ..

This entry was posted in ربيع سوريا, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.