بعدما التزم الصمت لأكثر من عام ونصف العام، خرج الفنان المسرحي الحلبي هُمام حوت عن صمته تجاه الأحداث التي تشهدها بلاده، ووجّه انتقادات مباشرة للرئيس السوري بشار الأسد متهماً اياه بالتسبب في الدمار الذي حلّ بسورية، ووصفه بـ«الغادر» و«المجنون».
ونقلت مواقع المعارضة السورية رسالة للحوت – نشرها عبر صفحته على «الفيسبوك» – وجّهها الى الأسد، قال فيها: «(اليك يا من كنت صديقي)… السيد الرئيس بشار الأسد، أنا همام حوت المواطن السوري الذي كنت تعتز بصداقته كما قلت لي يوماً، وأعتز بصداقتك كما قلت لك يومها، همام حوت الذي يعلم أنك كنت تحبه وتعلم أنه كان يحبك… همام الذي قدم لك (عربي وشوية كرامة) وأشاد ببطولتك وصمودك… همام الذي قال في مسرحية (فساد أكاديمي) انك قلعة الكرامة».
واتهم حوت – في رسالته – الأسد بالغدر والفساد، ومضى يقول: «أقول لك: لقد حنثت بقسمك الذي أقسمته قبل خطابك الأول، وبدل أن تحافظ على البلد ها أنت تدمره بعنادك وعنجهيتك وتدمر معه حضارة وتاريخ شعب أحبك، شعب سورية العظيم الذي أعطاك الوفاء فأعطيته الغدر وطعنته في ظهره، شعب صبر على فساد عائلتك التي كانت تسرق قوت أطفاله، وأنت لم تصبر على عبارة كتبها أطفال درعا على جدار!».
وأضاف: «هو الشعب الممانع والمقاوم الذي فتح بيوته للنازحين اللبنانيين ودعمك في موقفك، وأنت تردّ له الجميل بقصفك لمنازله وتهجيره وتحويله الى نازحين. شعب سورية العظيم الذي سامح وصفح وحاول أن ينسى جرائم والدك بحقه واجتمع للوقوف الى جانبك، فكان ردك بتفريقه الى مندسّ وشبّيح مؤيّد ومعارض نظامي وحرّ علوي وسني عربي وكردي».
وتساءل: «كيف تريدني بحق صداقتنا أن أقف الى جانبك، وأنت تعض اليد التي أحسنت اليك – يد الشعب – وأنا أنتمي اليه؟ كيف تريدني أن أدافع عنك وأنت بعناد وغباء تدين نفسك كل يوم؟ أنت من قال: هل هناك رئيس يقتل شعبه؟ من يفعل هذا مجنون، فاما أنك مجنون واما أننا لسنا شعبك، وفي الحالتين لا يحق لك بكل دساتير العالم أن تقود الدولة».
وختم حوت رسالته بقوله: «مما تقدم أسألك بالله العظيم (ان كنت تؤمن به) وأسألك بحق صداقتنا التي كانت بحق الخبز والملح الذي بيننا أن تكفّ عن عنادك وتعود الى رشدك، كفى قتلاً وتدميراً كفاك سفكاً لدماء الأبرياء.. تنحّ واترك هذا الشعب يصلح ما أفسدته… تنحّ وأنقذ نفسك وعائلتك فقد يصفح هذا الشعب الطيب عنك، وأنا أعدك بأن هذا الشعب العظيم سيكمل ثورته وينتفض من تحت الرماد، لذلك أسرع باعلان التنحّي لتوفّر على هذا الشعب بعض الوقت، أتمنى من كل قلبي يا من كنت صديقي أن تصبح غداً وأنت تحمل لقب الرئيس المخلوع عوضاً من أن أستيقظ أنا بعد غد على نبأ اغتيالك. فبين الغد وبعد الغد عشرات القتلى والجرحى الأبرياء. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، قالوا وكيف ننصره وهو ظالم، قال بأن تردعه عن ظلمه) اللهم هل بلّغت اللهم فاشهد».
واشتهر الفنان السوري هُمام حوت بمسرحياته السياسية الناقدة، وربطته ببعض شخصيات النظام السوري علاقات طيبة أمثال رئيس الوزراء السابق محمد ناجي عطري الى جانب صداقته مع الأسد، ومع اندلاع أحداث الثورة السورية التزم الصمت فلم يُبد أي موقف ولم يظهر على وسائل الاعلام، الا أنه في رسالته الأخيرة كسر ذلك الصمت والتحق بركب الفنانين السوريين الذين انحازوا للثورة السورية.
مواضيع ذات صلة: همام الحوت من مسرح الممانعة إلى صفوف الثورة