لفتني في حديث الاخ ماهر شرف الدين في حلقة على الاتجاه المعاكس و في معرض حديثو عن العلوية السياسية، جملة قالها و أخطأ فيها عن الواقع الاجتماعي و دور النظام بتغيير شكل سوريا اجتماعياً بشكل عام و اللاذقية بشكل خاص..
قال ماهر:
” العلوية السياسية عملت بجهد و خبث على رفع طبقة حثالة السنّة على حساب المثقفين و ابناء العائلات التقليدية، و على رفع مثقفي العلويين و ابناء العائلات العلوية على حساب الطبقة الجاهلة و الفقيرة..”
اتفق مع السيد ماهر بشكل كامل بالجزء المتعلق بالسنّة و عن تعويم حثالة السنّة و زعرانها على حساب مثقفي الطائفة، و اختلف معو بالمطلق بما يتعلّق بدور العلوية السياسية بالتغيير الاجتماعي اللي صاب ابناء الطائفة العلوية..
من المعروف انو أي قرية علوية باللاذقية و عبر التاريخ كانت محكومة بشخصين :
المختار و الآغا..
المختار ابن الضيعة و المقيم فيها..
و الأغا صاحب اكبر مساحة من أراضي الضيعة و عادةً ما يكون مقيم في المدينة و يتردّد عالضيعة بشكل أسبوعي لمتابعة أمور ابناء ضيعتو..
يعني مرجعية العلويين البسطاء قبل وصول الاسد بترجع لهالشخصين و بشكل كامل و بكل تفاصيل حياتهون اليومية ..
اجا الاسد..
حافظ الوحش ابن العيلة العلوية المسحوقة و الغير معروفة في منطقة القرداحة و اللي بتعج بوجهاء تاريخيين لقرى هالمنطقة..
ال كنج، ال عثمان، ال الخيّر، ال اسبر، ال اسماعيل، ال خيربيك ، ال فاضل ..
في زحمة الشخصيات ، عرف ابن الوحش انّو مع وجود هيك اسماء كبيرة تعتبر مرجعية لأهل الضيعة، ما رح يقدر يخطف الطائفة و يقول انا مرجعيتكون الوحيدة و الضامن الاول لبقاءكون..
فبدأ بالمخطط الجهنّمي بتغيير واقع ضيع العلويين، و اختار من كل ضيعة أقذر شخصية معروفة بالوساخة و قلة الأخلاق و التاريخ الأسود و المشبوه ، و أعطاه رتبة عسكرية و مال و سلطة ، و ساعدو ببناء فيلا حجرية كرمزيّة لوجودو في قلب ضيعتو..
و ما اكتفى الاسد بهالشي، بل راح أبعد بكتير من تنصيب احد الرعاع برتبة عسكرية أميرية ، فعمل على خنق المرجعيات التاريخية في الضيعة نفسها عن طريق تضييق الخناق على اي طلب مقدّم من مختار الضيعة او من الأغا لخدمة احد ابناء القرية، و تسيير نفس الطلب و بسهولة تامّة لمّا يجي الامر عن طريق ضابط الجيش او المخابرات الحثالة و المزروع في قلب الضيعة..
و مع مرور الزمن ، اكتشف العلوي البسيط انو المختار و الأغا من ابناء العيل ما بقا ينفعوه، و لا بقا قادرين يلبّوا اي طلب و لو على مستوى مد شريط كهربا او مجرور صحي، بينما عالمقلب التاني كانوا عم يشوفوا ضابط المخابرات او الجيش قادر على تنفيذ طلباتهون مهما كانت و بتلفون واحد فقط لا غير..
فتغيّرت المرجعية التاريخية لأبناء الطائفة ” الكريمة ” ، و صار مساعد صغير بالمخابرات اهم من اكبر راس ابن عيلة علوية..
اما المثير للشفقة و للضحك الهستيري و للشماتة بكثير من الأحيان ، لما بشوف حدا من ال كنج او خيّر او غيرهون من العائلات العلوية العريقة ، و حطّولي تحت كلمة عريقة الف خط و ألفين إشارة استفهام و اربعين علامة تعجّب ، رايح منبطحاً لعند شي رقيب بالمخابرات مخطّتو شارّة و ريحة باطو طالعة و ما بيعرف يفك الخط ، و عم ينذل إلو و يقدّم لسيادة الرقيب كل صنوف الطاعة لفتح بلّاعة لبيتو..
يعني بالمختصر المفيد :
هيك بلّاعة لابقلها هيك سيان.. الله يهنّيهون ببعض..