لن يوقف الموت محمد حسنين هيكل عن كتابة قصصه التي عاشها مع اصحاب القرار ، و كيف كان له حظ لقاءهم و هم في لحظات التوقيع الاخيرة على قرارات هزّت مصائر العالم ..
فهيكل كان موجوداً بين سايكس و بيكو حين رسموا الشرق الأوسط بعد استشارته بالموضوع ..
و كان حاضراً لوعد بلفور الشهير و الذي أعطى الإسرائيليين الحق ببناء دولة اسرائيل ..
و كان بالصدفة جالس بالغرفة المجاورة لغرفة عمليات العدوان الثلاثي على مصر و سمع كل تفاصيلها..
و كان ممن له الحظ بقطع خط بارليف في حرب اوكتوبر الشهيرة..
و كان في يوم من الأيام من الصحفيين القلائل الذين حظوا بالجلوس على موائد كامب ديفيد و طابا و شهد على اتفاقيات مصر مع اسرائيل ..
و لم يفته الاجتماع بقيادة الأركان الأميركية عند اتخاذها قرار غزو العراق و الأخذ برأيه قبل الغزو ، و لم يمر يوم إلقاء القبض على صدام من دون ان يكون مع الكتيبة الامريكية اللي رفضت الذهاب الى حفرة صدام من دون ان يكون الهيكل معهم..
اليوم مات هيكل و ماتت معه ميّات الحواتيت المصرية اللي كان يقصها علينا ..
و لكن هيكل ما بيموتش يا غدعان..
هيكل قاعد اليوم في جهنم عم يحكي لزوارها عن تواجدوا اثناء صلح الحديبية ، و عن حضوروا اجتماع أهل قريش لضرب المسلمين ، و عن الدور الإعلامي اللي لعبوا في حصار صلاح الدين لأسوار القدس ، و كيف أقنع نيرون بالاكتفاء بحرق روما، و كيف كان له الحظ بحضور ولادة المسيح ..
هيكل مات ..
جهنم واحدة لن تكفيك يا حسنين ، يا دوب جهنمين ..