هيا نرقص التانجو مع داعش!

bidanceسامي البحيري

دانييل رأي صحفي دانماركي وقع في قبضة تنظيم داعش وظل أسيرا لمدة ١٣ شهر وتم الإفراج عنه بعد ان قامت أسرته بدفع فدية كبيرة، واحتجاز الرهائن الأجانب وطلب فدية هي احدى مصادر تمويل تنظيم داعش. وقد نشرت قناة سي ان ان على موقعها باللغة العربية الحديث الذي أجراه دانييل مع تليفزيون دانمركي ،

http://arabic.cnn.com/middleeast/2015/10/16/isis-jihadi-john-hostage-tango

وبين دانييل راي ويبلغ من العمر 26 عاما في مقابلة مع تلفزيون
DR
الدنماركي: “سحبني الجهادي جون باتجاهه وأجبرني على رقص التانغو، وكان رأسي منخفضا ونظري باتجاه الأرض خوفا من التعرض للضرب، وقادني بجولة حول السجن، وفجأة تغير ودفعني إلى الأرض.”

وانا اصدق رواية دانييل الصحفي الدانماركي بان السفّاح جون قد طلبه لرقصة التانجو، وكما يبدو للجميع فان السفّاح جون هو شخص مريض نفسيا، واسمه الحقيقي هو محمد اموازي:

ولد محمد إموازي في الكويت عام 1988 وقدم إلى المملكة المتحدة مع والديه الكويتيين (من البدون) في عام 1994 عندما كان في سن السادسة، ويعتقد أنه تلقى تعليمه في أكاديمية “كوينتين كيناستون كوميونيتي”، في سانت جونز وود، شمالي العاصمة البريطانية لندن، ثم تخرج لاحقا من جامعة وستمنستر مختصا بعلم الحاسبات حوالي عام 2009.

وفي سبتمبر 2009 ، عاد إموازي الى الكويت للأقامة مع عائلة والده، وللبحث عن حياة جديدة في الشرق الاوسط، كما اشار اشخاص التقوه في هذه الفترة.

وقد حصل إموازي على عمل جيد في مجال الكومبيوتر وكان يخطط للزواج والاستقرار هناك، بحسب عاصم قريشي من منظمة “كيج”.

عاد خلال هذه الفترة مرتين الى بريطانيا، لكنه زعم في النهاية أنه منع من العودة إلى الكويت في عام 2010 عندما احتجز في واستجوب لمدة ست ساعات في مطار هيثرو، وزعم أنه تعرض لإهانة من ضابط خلال ذلك.

وترى منظمة كيج أن هذه التجربة غيرت مسار حياته بعد أن كان يخطط للزواج في الكويت وانه عاد الى لندن كي ينهي اجراءات خطته للزواج.

وتدعي المنظمة أنه اصبح يائسا ومتلهفا لمغادرة بريطانيا في عام 2013 ، وغير اسمه إلى محمد العيان، وحاول مرة أخرى السفر الى الكويت، لكنه اوقف ثانية.

وقام والده بالابلاغ عن فقدانه في أغسطس/آب، وقيل أن الشرطة أبلغت عائلته بعد أربعة أشهر أنه كان في سوريا، على الرغم من عائلته كانت تعتقد أنه يعمل في مجال الإغاثة في تركيا.

لا يعرف بالضبط متى دخل الى منطقة الحرب في سوريا، لكن تقارير أشارت أوليا إلى أنه ذهب إلى إدلب 2013 للمساعدة في حراسة رهائن غربيين.

وفي أغسطس/آب 2014، ظهر في مقطع الفيديو الذي يظهر قتل الصحفي الأمريكي جيمس فولي، كما ظهر خلال الأشهر اللاحقة في مقاطع فيديو مماثلة تظهر قتل ستيف سوتلوف، وديفيد هينز وألان هينينغ. ولم يكن واضحا في جميع هذه الفيديوهات إن كان الرجل الملثم أم شخص آخر يقف خلف الكاميرا هو الذي يقتل الضحايا.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2014، ظهرت ملامح الشخص المسلح نفسها في مقطع فيديو لقتل رهينة آخر – ويظهر هذه المرة يقتل ضابطا في الجيش السوري. وظهر أيضا وهو يقف على رأس مقطوعة لعامل الإغاثة الأمريكي بيتر عبد الرحمن كاسيغ.

وظهر بعد شهرين في فيديو آخر يقتل فيه الرهينة الياباني كينجي غوتو.

وفي ١٢ نوفمبر ٢٠١٥ ذكرت مصادر مخابراتية أمريكية بانه متاكدة بنسبة ٩٩٪ بان الجهادي جون قد قتل بعد غارة على مدينة الرقة السورية عاصمة دولة داعش.

ولكي نعرف كيف تحول هذا الإرهابي من شخص قضى معظم حياته في إنجلترا وتعلم هناك وتخرج من جامعة ويستمنسر في علوم الكومبيوتر الى ارهابي من الطراز الاول يستمتع بقطع رؤوس ضحاياه؟ يجب ان نقوم باستنفار كل علماء النفس في العالم لمحاولة الإجابة على هذا السؤال والذي ربما يمكننا من حل لغز الإرهابيين وخاصة من نشا وترعرع في احضان الحضارة والثقافة الغربية.

اما حرصه على رقصة التانجو مع احدى ضحاياه فهذا يستحق ان نستشير فيفي عبده ودينا !

والحقيقة ان كل العالم يرقص مع داعش منذ ما يقرب من عامين التانجو والفالس وفي الأغلب يرقص عشرة بلدي، والعالم كله رأى نمو داعش بالعراق ولم يتحرك للقضاء على التنظيم في مهده، بل على العكس استطاع هذا التنظيم بالتمدد والبقاء وذلك بالحصول على التمويل من بعض بلدان الخليج ومن تركيا وقطر بهدف محاربة الشيعة في العراق لوقف المد الإيراني الشيعي في المنطقة.

ورأى العالم على شاشات التليفزيون ارتالا من سيارات التيويوتا ذات الدفع الرفاعي تتنزه وتتمخطر بين الرقة والموصل والاقمار الصناعية الامريكية تراقب دبة النملة في العالم كله ورغم ذلك لم نشاهد اي محاولة للقضاء على تلك الأرتال من سيارات التيويوتا هل كان هذا خوفا على سمعة سيارات التيويوتا مثلا؟!

والعالم كله رأى تسليم او استسلام الجيش العراقي لمدينة الموصل ثاني اكبر المدن العراقية ولم يتحرك؟ والعالم كله شهد ويشهد استيلاء تنظيم داعش على قواعد للجيشين العراقي والسوري وعلى وأسلحة أمريكية وروسية في العراق وسوريا ولم يتحرك ولكنه يرقص حول الموضوع

والعالم كله شهد ويشهد استيلاء تنظيم داعش على مواقع نفطية في سوريا والعراق ولم يتحرك، والعالم كله شهد ويشهد بيع تنظيم داعش للبترول في السوق السوداء في تركيا وسوريا ولم يتحرك ومازال يرقص عشرة بلدي حول الموضوع.

والعالم كله يشهد انتشار تنظيم داعش في ليبيا ويهدد مصر وتونس ولا يتحرك. بس كانوا يتشطرون على القذافي الغلبان نسبيا وقذفوه بالطائرات من كل أنحاء أوروبا وحتى قطر.

وجيوش العالم كله خايفة من مواجهة داعش على الارض وتكتفي بالزغزغة من الجو وكل خبراء العالم العسكريون على قهوة على بابا يؤكدون باستحالة هزيمة داعش من الجو فقط وهي مسالة لا تحتاج الى اي ذكاء او خبرة عسكرية ، وانا اعتبر بان العالم قد أعلن هزيمته امام داعش قبل بداية المواجهة على الارض، لان الهزيمة احيانا تبدأ قبل بدء الحرب عندما تخشى من مواجهة عدوك، وخاصة عند مواجهة عدو مثل داعش لديه عقيدة قتالية ترحب بالموت دون الحياة وتسعى اليه، والسؤال حاليا هو: من سوف يضع قوات على الارض لمواجهة داعش؟

الوضع الطبيعي ان القوات العراقية تتولى محاربة داعش على الاراضي العراقية والقوات السورية تتولى محاربة داعش على الاراضي السورية كما يحدث الان ونشاهد تولي القوات المصرية محاربة داعش في سيناء على الاراضي المصرية. فهل مازال الجيش العراقي مفككا ومنقسم داخليا سنة وشيعة مثل باقي البلاد؟ والجيش السوري مهتم بالحفاظ على البقية الباقية من سوريا ويحارب عشرات التنظيمات ابتداء من الجيش الحر وانتهاء بجبهة النصرة ومرورا بتحالف اللي يحب النبي يزق.

لقد أعلنت امريكا هذا الأسبوع انها أسقطت من الجو على تنظيم داعش اكثر من عشرين الف قنبلة؟؟ لدرجة ان ماكينة صناعة الأسلحة الامريكية تعجز عن ملاحقة وتزويد سلاح الجو الامريكي بالمزيد من القنابل والصواريخ بنفس معدل الاستهلاك! هل احد يصدق هذا؟ وأين نتيجة ال ٢٠ الف قنبلة ، يعني لو كل قنبلة قتلت فرخة واحدة لكان لدينا ٢٠ الف فرخة شهيدة بمقياس داعش، وهذه قنابل امريكا فقط، فإذا أضفنا اليها قنابل باقي دول التحالف وقنابل الجيش العراقي والسوري وقنابل قوات البشمركة الكردية وقوات الحشد الشعبي الشيعية وقوات الأسد المرعب؟؟ كل هذا لم يؤثر في تنظيم داعش بل على العكس يزداد قوة ويجذب المزيد من المؤيدين من المسلمين المهاويس من كل أنحاء العالم، هل أصبحت داعش دولة عظمى مثل دولة ألمانيا النازية؟ واضح ان الناس لا تتعلم من التاريخ، لقد رقص العالم التانجو والفالس مع هتلر عندما التهم النمسا وبولندا، ولم يتحرك حقيقة الا عندما دخلت قوات هتلر باريس وهددت لندن، فهل ننتظر حتى تدخل قوات داعش بغداد ودمشق؟

طيب ما هو الحل؟

اعتقد ان الحل هو استضافة فيفي عبده ودينا وشاكيرا لاستكمال الرقص مع قادة تنظيم داعش!

المصدر ايلاف

This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.