شارلي غارد
Charlie Gard،
طفل وليد شغل العالم بأسره، نتيجة مرض خُلُقي نادر هو متلازمة نضوب الحمض النووي الخلوي
mitochondrial DNA depletion syndrome
شارلي الصغير وُلِد حاملاً المرض وبعد شهرين من المعاناة غدا عاجزاً عن تحريك رأسه مع صعوبات واضحة في التنفس وبعد نقله إلى مستشفى في لندن، تبين أنه مصابٌ بالمرض الذي أدى إلى فقدانه الحركة والنطق والسمع والنظر وعجزه عن التنفس دون منفسةٍ خارجية.
قرر الأطباء أنَّه لا أمل في تعافي شارلي وأنَّ من الأفضل تركه يموت بسلام بعد إزالة المعوضات الخارجية.
إعترض أهل شارلي وخاضوا معركةً قانونية مع المستشفى لإبقاء شارلي حيّاً، وأتتهم رسائل تعاطفٍ وتأييد من البابا فرنسيس ومن الرئيس الأميركي ترامب ومن آلاف الناس.
أخيراً إقتنعوا بعد 11 شهراً من ولادته بأنَّ يستسلموا لأمر الله وينهوا عذاب الطفل وصرحوا بعد صدور أمر المحكمة، بأنهم صاروا مرتاحين لتركه يمضي بسلام لينضم إلى الملائكة في السماء …
ومضى شارلي اليوم إلى خالقه.
في منبج عام 2009, وُلِدَ محسن إبن ‘أبو محسن وأم محسن’، وعندما بدأ محسن بالإختناق التدريجي، نقلوه إلى مشفى في دمشق حيث شخصت طبيبة الأطفال البارعة المرض وبعد يومين من التنفس الإصطناعي تُرك محسن بعد إستئذان ‘أبو محسن’ ليواجه الموت الرحيم.
لم يعلم أحد بقصة محسن سوى بعض أصدقاء الطبيبة وأهله، أما شارلي ضحية المرض الأخرى فقد تابع العالم مأساته يوماً بيوم وحزن لحزن أهله وتداعى الآلاف للترحم عليه.
الإثنان شارلي ومحسن إرتحما لكن شارلي الذي ينتمي إلى أمةٍ متحضرة، أصبح الوليد الأشهر في الغرب. أما محسن فمضى إلى باريه مجهول الهوية.
قال أبو محسن يومها مخطئاً: ‘لو أنَّ ولدي وُلِد في دولةٍ راقية لكان عاش!’
لكنه لم يقل: ‘ كان نصف العالم سيرأف بحاله وحالنا وكان محسن سيُصبِح أشهر بكثير من كل سكان مدينته’…
متى نتحضر يا أم محسن ليصبح محسن إبن ‘أبو محسن’ مثل أخيه في الحظ المتعثر شارلي غارد.