لا أؤمن عادة بنظرية المؤامرة، واعتبرها تسويغاً سخيفاً لتبرير الفشل والعجز، لكن ألا تعتقدون معي أن هناك شيئاً غير طبيعي في مونديال روسيا ينعكس على نتائج المباريات؟
فرق كبيرة تخرج أمام فرق ضعيفة، روسيا تكتسح منتخبات مرشحة للحصول على اللقب، لاعبون ألمان واسبان وأرجنتينيون تظهر عليهم علامات الوهن وعدم التركيز وهم ما يزالون يرددون النشيد الوطني لبلادهم في بداية المباراة، ثم أداء غريب عجيب خلال اللعبة ينتهي بهزيمة.
ماذا لو علمنا في المستقبل أن روسيا استخدمت شيئاً ما انعكس على أداء بعض الفرق، ربما نوعاً من المواد الكيميائية توضع بطريقة ما للاعبي الفرق المنافسة وتؤدي إلى تثبيط همم و اندفاع اللاعبين دون أن تترك أثراً وراءها؟ آخذين بالاعتبار أن هناك مواد وعناصر دوائية عديدة من هذا النوع يعرفها الأطباء أكثر مني تستخدم للطبابة في الأمراض النفسية والعصبية، وتؤثر في الدماغ وافرازات الغدد الهرمونية وتؤدي إلى تغيير كامل في المزاج أو تدفع للتفاؤل أو الاحباط.
قد يبدو هذا الكلام سخيفاً أو تشكيكياً بلا مبرر، ربما، لكن هذا الشك لا يأتي من فراغ على أية حال، فروسيا لديها تاريخ حافل على هذا الصعيد (تحديداً تطوير الأسلحة الكيميائية)، برزت آثاره في عدة محطات، منها استخدام غاز غريب بلا لون أو رائحة عام 2002 لاقتحام مسرح موسكو الذي احتله مقاتلون شيشان، وكذلك تنفيذها لعدة اغتيالات لمعارضين روس في أوربا بمواد كيميائية في كثير من الأحيان لم تترك أي اثر لها في جسد الضحية.
بكل الأحوال الواقع يقول أن روسيا بوتين لا تتورع عن فعل أي شيء وبأقذر الطرق لتحقيق أهدافها أو للمجرد ارضاء غرور سيد الكرملين، فيلم
ICARUS
الفائز بأوسكار هذا العام مثلا، فضح عبر تحقيق استقصائي استخدام الروس المنظم للمنشطات ولأكثر من 10 سنوات لمساعدة لاعبيهم على الفوز بالبطولات الدولية، وأن هذا الاستخدام كان يتم بعلم السلطات العليا في روسيا وعلى رأسها بوتن شخصياً، ولا ننسى أيضاً الطريقة الدسائس والحرب النفسية التي شنها الروس عبر وسائل التواصل الاجتماعي على مزاج الناخبين الأمريكيين خلال الانتخابات الأخيرة، ومن يقرأ تقرير الذي أصدرته الفيسبوك حول الموضوع، سيدهش بكمية الخبث التي استخدمها الروس، كأن ينشروا صورة لكلينتون وهي تدوس على بندقية، مع علمهم المسبق بقدسية حمل السلاح عند معظم ساكني الوسط الأمريكي من البيض، ثم صورة أخرى تظهرها وهي تسأل السيدة مريم (هل لو استخدمت مانعا للحمل ما كنتي لتنجبي المسيح؟) مع علم الروس أيضاً بقداسة المسيح وأمه عند المسيحيين الانجليكان، وكذلك رفضهم لموضوع الاجهاض.
قد يكون كل الكلام أعلاه مجرد تهيؤات، لكن مع روسيا من المنطقي جداً أن نسبّق سوء النوايا دوماً، خصوصاً نحن السوريون الذي اختبرناهم على الأرض، ورأيناهم كيف يقصفون المشافي والمدراس ويقتلون أهلنا، ثم يقدمون أنفسهم كضامن للمصالحة وحماية الناس من انتقام النظام..!!