سؤال الهوية المضني!
هم سوريون اكثر من كونهم فلسطينيون!
اتحدث عن اجيال متعاقبة من فلسطينيي سوريا، الذين لجأ آباؤهم واجدادهم ابان نكبة عام ١٩٤٨ الى سوريا، فولدوا ونشأوا وعاشوا فيها وصاروا جزءاً منها ومن نسيجها، كما صارت سوريا جزءاً منهم !
قرابة السبعين عاما ، كانت كافية، وكفيلة بأن تجعلهم سوريو الهوى والهم والهموم والانتماء، فهم لم يعرفوا فلسطين الا عبر المتخيل ،اكثر من الواقعي والمعاش ، وهم عرفوا فلسطين كانتماء وهمي اشبه بحلم بعيد المنال ،عرفوها من حكايات الاباء والاجداد، وعرفوها من خلال مسيرة مضنية في البحث عن الذات ، عرفوها من خلال ذل اللجوء ، عرفوها من خلال قوافل الشهداء التي قدمتها اجيالهم المتعاقبة على طريق تحقيق الحلم بعودة لم يتحقق.
هم سوريون بالفعل، ولكن دون اعتراف بهم من قبل نظام طائفي يتشدق بالعروبة وتحرير فلسطين ، بينما هو ارادهم ان يبقوا لاجئيين عنده ليتاجر بهم وبقضيتهم !
وهم فلسطينيون نظريا لدى السلطة الفلسطينية دون اي اثبات يؤكد فلسطينيتهم ، ودون اي تبني لهم تبني لهم ، ودون الاهتمام بمصيرهم ، فتركوا وحدهم ليقاسوا ما قاساه السوريون من تدمير لممتلكاتهم وقتل لابنائهم ، وليعيدوا من جديد مسيرة اللجوء التي كابدها الاباء والاجداد!
هم سوريون عمليا، ولكنهم فلسطينيون نظريا، وليس لديهم ما يثبت هذا او ذاك!