مُبَعْثَرَةٌ عَلَى الطَّاوِلَةِ،
فَوْقَهَا فِنْجَانُ قَهْوَتِي البَائِسُ،
أَنْظُرُ إِلَيهَا، أَتَمَعَّنُ بِهَا،
ثُمَّ أَسأَلُ نَفْسِي مَرَّةً أُخْرَى،
أَهُنَاكَ يَاتُرَى.. خَبَرً لَمْ أَقْرَأْهُ،
فِي زَاوِيَةِ تِلْكَ الجَرِيدَةِ، أَوْ تِلْكَ،
جَرَائِدٌ مُسَمَّاةٌ بِكُلِّ أَسْمَاءِ الحُرُوبِ وَالمَشَانِقِ،
بِكُلِّ أَسْمَاءِ الحَيَوَانَاتِ المُفْتَرِسَةِ،
وَأَسْمَاءٌ أُخْرَى تُمَجِّدُ المَذَابِحَ،
جَرَائِدٌ هِي دَلِيلُ أُمَّةٍ عَلَى أَخْلَاقِهَا،
جَرِيدَةُ الحَياةِ..
تَعْرِضُ صُوَرً لِقَطْعِ الرُّؤُسِ،
وَجَرِيدَةُ الرَّبِيعِ تَعْرِضُ صُوَرً،
لِحَرْقِ الكُتُبِ، وحَرْقِ الحَدَائِقِ،
وَإِعْدَامِ الوُرُودِ،
خَبَرٌ.. يُأَكِّدُ لِي،
أَنَّ هَؤُلَاءِ البَشَرَ غُرَبَاءٌ عَنِّي،
وَخَبَرٌ آَخَرٌ يَصْعَقُنِي،
وَيُأَكِّدُ لِي أَنَّهُمْ أَهْلِي وَنَاسِي،
أَقَارِبِي وَأَصْدِقَائِي،
هَذِهِ صُحُفِي..
مُبَعْثَرَةٌ عَلَى طَاوِلَتِي بِلَا قَامُوسٍ،
لَمْ أَعْتَدْ أَنْ أُرَتِّبَهَا لِنَفْسِي،
فَأَنَا هَمَجِيٌّ كَأَصْدِقَائِي،
كَنَاسِي، كَأَهْلِي، كَمُجْتَمَعِي،
لَازِلْتُ بَعِيدً عَنْ التَّحَضُّرْ.
جان برو