هل ينصاع نظام الملالي لحقوق الانسان ؟

*د. حسن طوالبةhassantawalba

هل ينصاع نظام الملالي لحقوق الانسان ؟
شعارات حقوق الانسان التي نادت بها الامم المتحدة والمنظمات الانسانية في العالم , هي شعارات اقرتها الديانات السماوية والحضارات القديمة , وقد صدرت عشرات اللوائح والقوانين التي تدعو الى احترام حق الانسان في الحرية والاعتقاد الديني والسياسي . ولكن العبرة تظل في الامتثال لما ورد في الديانات السماوية والقوانين المدنية , اي العبرة في التطبيق . حتى ان الدول الغربية الاكثر مناداة بحقوق الانسان , تتعامل معها تعاملا مزدوجا , فهي تطالب بحقوق الانسان في مكان ما وتنتصر لها عندما تتوافق مع مصالحها , وتغمض عينيها عندما لايهما من الامر شيئا . اي ان ازدواجية المعايير صارت سمة في تعامل الغرب مع قضايا العالم وخاصة دول الجنوب .
نظام الملالي في ايران من اكثر الانظمة دموية في العالم , فالاعدامات للشباب الايرانيين تنفذ بالجملة وامام الناس في الشوارع العامة , حيث يشنق العشرات على اعمدة الكهرباء وفي السجون السرية التي لا يعرف بها الا المتنفذين من عناصر الحرس الثوري والبسيج ولاطلاعات . وبفعل الارهاب الذي يمارسه النظام ضد معارضيه فقد هرب من البلاد الالوف الى دول العالم وهم يحملون الشهادات العالية التي يمكن ان تعود على ايران بالفائدة والخير , الا ان نظام الملالي لا يهمه الا الحفاظ على الحكم ضاربا عرض الحائط كل شعارات حقوق الانسان . ومع ذلك تتعامل دول الغرب مع هذا النظام وفق مصالحها دون اي اعتبار لحقوق الانسان ولذلك فان مناشدات السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية الدول الغربية الى اشتراط علاقاتهم مع نظام الملالي بضمان حقوق الانسان هي مناشدات لجدران صماء لا تسمع الا النداءات التي تطربها .
ومع ذلك فان الشرفاء في العالم يستمعون لهذا النداء ويستجيبون له في الضغط على الحكومات القابعة وراء الجدران العالية والتي لا يهمها الا البقاء في الحكم . وهؤلاء هم الذين يشكلون ادوات الضغط السياسي , وهم الممثلون لارادة الحياة الحرة الكريمة التي تمثل شرعة حقوق الانسان .
جاءت هذه الدعوة يوم السبت 12 نيسان / آبريل بمناسبة الذكرى الثالثة لمجزرة 8 نيسان / أبريل بحق سكان أشرف حيث قتل 36 من أعضاء مجاهدي خلق حضره ممثلو الجمعيات الشبابية الايرانية من عموم العالم في باريس. وشارك في هذا الملتقى قرابة 50 جمعية من الشباب الايرانيين من مختلف الدول .
وقد طالبت السيدة رجوي المجتمع الدولي خاصة الدول الغربية الى أن يشترطوا بعلاقاتهم مع نظام الملالي في ملف حقوق الانسان في ايران لاسيما الغاء الاعدامات ووقف التعذيب والقمع وانصياع النظام لحرية التعبير. وقالت «أوقفوا سياسة المساومة ومنح التنازلات للنظام. لا تغمضوا عيونكم على جرائم هذا النظام ضد الشعب الايراني بحجة المفاوضات النووية ولا تغمضوا العين على دور النظام الايراني في عملية الابادة في سوريا والاحتلال المميت للعراق وتدخلاته في الدول الأخرى بالمنطقة».
واعتبرت السيدة رجوي الحضور الواسع لممثلي الجمعيات الشبابية الايرانية في الملتقى رسالة ناصعة للايرانيين وللمجتمع الدولي وقالت ان الرسالة هي أن الشباب الايرانيين عقدوا العزم لاسقاط الديكتاتورية الدينية عن العرش واقامة الحرية والديمقراطية. وخاطبت الشباب قائلة : أنتم الشباب الذين نهضتم اليوم بالمقاومة والانتفاضة، تمثلون مستقبل ايران .
وأكد ممثلو الجمعيات الشبابية الديمقراطية الايرانية في كلماتهم أن حقوق الانسان هي كعب آخيل هذا النظام . وأكدوا انه بعد مضي 10 أشهر على مهزلة الانتخابات الرئاسية لنظام الملالي فقد أثبت روحاني أنه جزء من حكم نظام الملالي الديني اذ لا مهمة على عاتقه سوى المحافظة على هذا النظام. فعدد الاعدامات في هذه المدة تجاوز 700 شخص وزاد اعدام اولئك الذين كانت أعمارهم دون الـ18 عاما أثناء الاعتقال. اضافة الى اتساع التمييز المؤطر ضد النساء والاقليات القومية والدينية. كما ازدادت الرقابة وفرض القيود على الانترنت , وتم حرمان الشباب من امكانية تبادل المعلومات بشكل حر وحرية التعبير في الانترنت.
كما أكدوا أننا «نرى الحل الوحيد لخروج ايران من الأزمة الحالية يكمن في تغيير هذا النظام واننا نعلن عن دعمنا لورقة عمل السيدة رجوي المتضمنة 10 مواد».
وأشار البيان الصادر عن المنظمات الشبابية الى الآثار المدمرة لاثارة الحروب وتصدير الارهاب من قبل النظام في منطقة الشرق الأوسط وأعلن « هذا النظام يجب طرده من الأسرة الدولية وأن يتم اعطاء مقعد ايران في الأمم المتحدة للمقاومة الايرانية البديل الديمقراطي لهذا النظام المعادي للاانسانية. فواجب المجتمع الدولي هو أن يقف بجانب الشعب الايراني ومطلبه المشروع لاسقاط النظام بدلا من الصمت واللامبالاة تجاه هذا النظام العائد الى قرون الظلام».
وأشارت السيدة رجوي في كلمتها الى المجازر العديدة ضد الاشرفيين والهجمات المتكررة على مخيم ليبرتي وأكدت قائلة «اننا نطالب بأن يوقف الأمين العام للأمم المتحدة وبكل صراحة وحزم حالات التعاون والتغاضي عن الجريمة ضد الانسانية وأن يقرر توقيتا محددا لاجراء تحقيقات مستقلة بشأن الاعدامات الجماعية واحتجاز الرهائن السبعة لدى الحكومة العراقية ».
كما استهجنت «اللامبالاة الصارخة» من قبل الأمم المتحدة وأمريكا تجاه الهجمات الصاروخية المتكررة على سكان ليبرتي داعية اياهما الى ارغام الحكومة العراقية على العمل بتعهداتها لتوفير الأمن وسلامة السكان منها نصب الجدران الكونكريتية ورفع الحصار العلاجي التعسفي عن المخيم.
وفي كل مناسبة تكرر المقاومة الايرانية دعواتها جميع المؤسسات والهيئات الدولية المدافعة عن حقوق الانسان والمقررين الخاصين للأمم المتحدة المعنيين بالاعتقالات التعسفية والتعذيب والنقابات والاتحادات العمالية الى اتخاذ خطوة عاجلة للنظر في الحالة المزرية التي يعيشها السجناء السياسيون والنشطاء العماليون المحبوسون في سجون هذا النظام العائد الى عصور الظلام.
. رئيس لجنة الاعلاميين والكتاب العرب دفاعا عن ليبرتي *

…….……..
ايران: اعدام 29 سجينا في مختلف المدن خلال 6 أيام
ثلاثة من المعدومين كانت أعمارهم أثناء الاعتقال 14 و16 و 17 عاما

أعدم نظام الملالي المعادي للاانسانية 8 سجناء بشكل جماعي مطلع الاسبوع الماضي في سجن ديزل آباد بكرمانشاه أحد أكثر السجون استرهابا. أحد المعدومين يدعى ولي خان نظري قضى 19 عاما في السجن.
في يوم 22نيسان/أبريل تم اعدام 5 سجناء في سجن كوهردشت.
وقبله في يوم 21 نيسان /أبريل تم اعدام 6 سجناء بينهم سجين 20 عاما في سجن قزل حصار بمدينة كرج.
وفي اليوم نفسه تم اعدام ثلاثة سجناء في مدينة مشهد أحدهم كان شابا بعمر 20 عاما.
وفي 17 نيسان/أبريل أربعة سجناء تم اعدامهم في سجن بندرعباس. ثلاثة من المعدومين احمد رحيمي وعلي فولادي وعلي شريفي كانت أعمارهم بالتوالي أثناء الاعتقال 17 و 16 و 14 عاما.
كما وفي اليوم ذاته تم اعدام «سمكو خورشيدي» 32 عاما من السجناء السياسيين الكرد بتهمة «محاربة الله» في كرمانشاه.
سجينان آخران بأسماء رسول فخيره (50 عاما) و علي عرب (32 عاما) تم اعدامهما في 19 نيسان/أبريل و22 نيسان /أبريل في السجن المركزي في زاهدان.
وبذلك فقد تم اعدام 29 سجينا منذ يوم المداهمة الاجرامية التي طالت السجناء السياسيين في ايفين في 17 نيسان في مختلف المدن الايرانية كان ثلاثة منهم على الاقل في سن المراهقة أثناء الاعتقال.

أمانة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية – باريس
25 نيسان/أبريل 2014.

About حسن محمودي

منظمة مجاهدي خلق الايرانية, ناشط و معارض ايراني
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.