هل يمكن للكورد السوريين أن يسلموا مصيرهم كشعب لمجموعة مغامرين مرتزقة من البي كيكي؟

Abdulrazakeidلقد لخصت رؤيتي لواقع تكييف نتائج الثورة السورية، مع الفلسفة الأمريكية والغربية –الإسرائيلية، بأن امريكا وإسرائيل باتت مقتنعة بان النظام الأسدي الأقلوي الطائفي، هو الأكثر ضمانة لعمالة دائمة لإسرائيل ،وأن الغرب الحريص على بقاء إسرائيل كممثلة لمصالحه استراتيجيا، ليس له مصلحة في دعم الثورة السورية ،لأنه مهما تمكن من استقطاب مجموعات وشرائح رخوة أو عميلة في فيما تسميه معارضة صنعتها على عينها ..

فإن الخارج الأجنبي لن يستطيع أن يجد أو يشكل معارضة عميلة بديلة، يمكن أن تحل محل الأسدية –الإيرانية ( الممانعة الكاذبة خلال نصف قرن ) في التنازل عن الوطن مقابل السلطة كالنظام الأسدي بعد تجربة نصف قرن من الوفاء والاخلاص في التعاون (الأسدي –الاسرائيلي )..كحاجة ضرورية عضوية لحماية نظام طائفي أقلوي ضد أغلبية شعبيه، بغض النظر عن الموقف من الثفافة المجتمعية والشعبية التي تبدو أكثر صلابة في تمسكها بثوابتها الوطنية والمجتمعية المحافظة، من أية أقلية طائفية مهما ادعت رادييكاليتها الثورية اليسارية أو العلمانية … ولهذا فقد تكثفت صيغة السياسة الأمريكية -الغربية كما أكدنا مرارا – في صيغة : حرب الجميع ضد الجميع، من أجل هزيمة الجميع !!!!!

ولهذا لا نعتقد أن علمانية البي كيكي ويساريته المدعاة الطفولية الديماغوجية الكاذبة كالبعثية العربية، ستمكنه من إنشاء نظام اقليمي حيوي وضروري لإسرائيل كالنظام الأسدي باستيطانه للكيان السوري الاستراتيجي .. ولهذا نظن أن الأميركان ليس لهم مصلحة أن يقيموا منظومة دولية استراتيجية لحماية قيام دولة كردية للبي كيكي ل(صالح مسلم) وعصابته المرتزقة أسديا، أكثر من هدف استخدام البي كيكي كأداة للضغط على تركيا ..
.
نقول :للأخوة الأكراد السوريين …هل قدمت أمريكا ضمانات لعصابات الميليشيا التشبيحية العصبوية البيككية المتحالفة أسديا كعصابات ارتزاقية، أن أمريكا ستبقي قواتها الجوية دائما لتأمين تفوق البي كيكي في حربها ضد سوريا والسوريين، وضد تركيا والأتراك (عربا وتركمانا وأشوريين بل وأغلبية وطنية سورية وتركية كوردية رافضة لعصابات البيكيكي ) ، أي هل ستبقى أمريكا من أجل خاطر حماية كيان عصابات المرتزقة البيكيكي وإلى الأبد …!!!

وهل يقدم البي كيكي ضمانة للشعب الكردي أنهم سيؤمنون حماية دائمة للأكراد في تركيا وسوريا والعراق وإيران… حتى بعد أن يرحل الأمريكان، وغطاءهم الجوي ..!!؟؟ .

هل ستكون أمريكا جزءا من التكوين العضوي الجغرافي لمنطقة الشرق الأوسط حتى تقوم عصابات التشبيح البيكيكي بتأجير بنادقها للغرباء الخارجين عن المنطقة: روس أم أمريكان وتعتمد على حمايتهم الخارجية للأبد مثلها مثل الاستيطان الطائفي الأسدي !!!؟؟

أم أن البي كيكي وكعادة عصابات النخب الكردية الجبلية التي تعيش على تأجير بنادقها، ومن ثم تترك الشعب الكردي يواجه مصيره المأساوي لاحقا كما حدث خلال قرن … في إعاقة اندماجه العضوي الجغرافي كشعب من شعوب الشرق الأوسط المتعدد الأعراق والهويات والجنسيات والاثنيات ، التي لا مجال أن تتعايش بالقوة كما أثبتت التجربة ، يا يمكن أن تعيش إلا عبر تعايش تعددي ديموقراطي نتطلع له جميعا من خلال ربيع ديموقراطي عربي وكردي وتركي وإيراني …

هذا الربيع بوصفه هو الربيع الدائم للمنطقة، وليس عواصف الطامعين بالمنطقة روسا كانوا أم أمريكيين أم غربيين، وفي المآل إسرائيليين إذا لم تخرج إسرائيل من عقلها اليميني الانعزالي العنصري المتطرف، وتنخرط في ربيع شرق أوسط جديد مدني ديموقراطي علماني كما يريده الفلسطينيون وتريده شعوب المنطقة …

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

One Response to هل يمكن للكورد السوريين أن يسلموا مصيرهم كشعب لمجموعة مغامرين مرتزقة من البي كيكي؟

  1. س . السندي says:

    خير الكلام … بعد التحية والسلام ؟

    ١: تقول { …. شرق أوسط جديد مدني ديموقراطي علماني كما يريده الفلسطينيون وتريده شعوب المنطقة } ؟
    بالله عليك هل هذا مايريده الفلسطينين حقاً ووشعوب المنطقة ، فلو كان الامر كذالك ياصاحبي لما وصل إنساننا وبلداننا الى هذا الدرك الأسفل ، حماس أجرت إنتخابات وبعد تسلقها وتسلمها الحكم ألقت السلم الى الأسفل ، وإيران الخميني تعمل إنتخابات ولكن المرشحين يجب أن يكون على مزاج ومقام المرشد ، وأردوغان عمل إنتخابات ولما فشل في الحصول على الأغلبية كفر من حوله وأعادها من جديد ، أما سورية والعراق فمعفيين لأن مافيها ليس حتى بنظام بل مرتزقة وعصابات ؟

    ٢: أما بالنسبة للكورد فمعذورين بتصرفهم خاصة أكراد تركيا وسوريا عملاً بالقول المأثور عدو عدوي صديقي ، فما دام الترك من وراءهم والدواعش والجحوش من أمامهم فالآن هذا خيارهم ، والسياسة فن الممكن ؟

    ٣: وأخيراً …؟
    ربنا يرحم ونرجوه أن لا يكون القادم من الأيام أشد مرارة وظلام ، سلام ؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.