رغم أن الأخوان المسلمين المصريين أجروا مراجعة اعترفوا من خلالها أنهم تخلفوا عن مواكبة الثورة المصرية التي فاجأتهم إذ لم يتوقعوها، لقد فاحأتهم : مثلهم في ذلك مثل القوي السياسية والتنظيمية التفليدية القومية واليسارية التي قد هرمت وشاخت بما فيه الكفاية، لكي تكون عاجزة عن مواكبة ثورة الشباب المدنية الديموقراطية (المعلوماتية ما بعد الايديولوجية) السلفية الدينية أو السلفية العلمانية ) ..
واعترف الأخوان المصريون أنهم قاموا بالاستفراد بالسلطة واقصاء الآحرين، مما جعلهم ميراثهم الشمولي (كلية المعرفة كلية السلطة ) هذا هدفا سهلا، بل فريسة سهلة لشمولية العسكر الموازية لشموليتهم عبر أكثر من نصف قرن بعد أن اجتاحت الشمولية الجميع، و ليس الأخوان وحدهم بل الطليعة الشابة لروح الربيع العربي التي حاول الأخوان ( الإسلاميين والعلمانيين ركوبها )، ولعل إحدى أهم التناذرات المرضية للشمولية هي (النرجسية والأنانية ) ، حيث هي مرض عضال لدى العسكر والأحزاب العقائدية والايديولوجية يسارا ويميينا، إذ العقيدة العسكرية الكلية تتوازي مع العقيدة الدينية مع العقيدة القومية واليسارية، في احلال الرغبات محل الواقع، ومن ثم اخضاع هذا الواقع للعقيدة بوصفها بديلا دخانيا وهميا عن حرق تاريخ الواقع أو مراحله ، ومن ثم تطويعه وهميا لهذيانات الرغبات الذاتوية، ولعل هذا ما يفسر وجود كيانات سقطت سهوا في الوجود (داعشي سلفي كالبغدادي أو داعشي طائفي كبشار الجزار ( ذنب الكلب روسيا والحيوان أمريكيا) ….
المشكلة أن الأخوان السوريين بعد مراجعتهم الأولى في بداية هذا القرن، لم يقوموا بأية مراجعة بعد الثورة، وهم بذلك كانوا أكثر تأخرا عن حدث الثورة من الأخوان المصريين، بل هم (الأخوان السوريون ) استفردوا وأقصوا حلفاءهم لصالح (حزبنة وأخونة ) التشكيلات الوطنية ( المجلس الوطني والإئتلاف …الخ) ، ليس بسسب نفوذهم الشعبي الوطني بل بسبب الاستثمار ( الحزبوي والسياسوي ) للصديق التركي الذي لم يبرهنوا أنهم استفادوا من تجربته التحديثية والتجديدية رغم تشجيعنا ودعمنا لهم في ذلك التوجه (اللبرلة الإسلامية ) على طريقة حزب العدالة، ذلك كوننا أصدقا من خارج الأخوان ….
…..
هذه النرجسية التي تتشخص بنهم أخواني مرضي للسلطة كرد نفسي (عقدي) على المرض الأسدي الس الذي ربما تفسر مرضيته عقدة أقلويته الطائفية وتأخره الريفي الجبلي الرعاعي المعدم سوسيولوجيا كنمط سلوك مدني وثقافي ..
فالأخوان السوريون مصرون أن لا يستفيدوا من تجربة أخوانهم المصريين الأكبر، رغم معرفتهم أنهم العائق النفسي والسياسي والفكري والثقافي الأهم عالميا في دوافع دعم الروس للنظام الطائفي الأسدي الذي أصر الأخوان منذ مؤتمر أنطاليا في بداية أيام الثورة أن يبهجوا قلوب الروس بحضورهم الأكثري في وفد إلى موسكو كبديل ثوري معارض عن النظام الأسدي، بل إن تصدرهم لمشهد الثورة إعلاميا كان سببا في تررد الموقف الأمريكي من النظام الأسدي (الحيواني )، الذي يسكتهم عنه حتى الآن تقدم الأخوان الصفوف بدعم تركي ( عقائدي ساذج ) غير مرضي عنه أطلسيا …
عقدة الأخوان في الجوع إلى السلطة ومن ثم النرجسية الحزبية الأخوانية تمنع الأخوان، من الابتعاد عن الأضواء –ولو مؤقتا – لتطمين كل العالم الكاره للحيونة الأسدية، بأن البديل للأسدية ليس بالضرورة داعش أو النصرة اوالأخوان …
لا ننتظر هذا الموقف السياسي العقلاني المدني من السلفية الجهادية (داعش ونصرة ) ….بل يمكن أن ننتظره من الأخوان ليس سياسيا فحسب بل أخلاقيا وذلك رافة ورحمة بدماء شعبهم السوري الذي يباد على الأقل ، لكي يعطوا فرصة للتيارات الغربية والأمريكية المشمئزة من الحيوانية الأسدية المتوحشة، أن لا يواجهوا بضغوطات التهديد الانتخابي الداخلي بخطر ارهاب فوبيا الاسلام السياسي الذي يطرح نفسه وبعض وسائل إعلامه كالجزيرة على أنه ممثل الربيع العربي !!