هل يمكن الحوار والتسوية الدولية مع داعش !!!
قبل أن نناقش فكرة ممكنات الحوار الدولي مع داعش، وممكنات تعايش المجتمع العالمي مع دولة (داعشية )، على غرار تقبل المجتمع الدولي الحوار مع طالبان في أفغانستا كما راح الكثيرون من المثقفين السوريين (المدنيين الحداثيين أو المتعاطفين مع علمانية محافظة كالعلمانية التركية) يروجون…!!
نقول : هل يمكن للمجتمع السوري الذي قوضت الأسدية الطائفية العسكرية الأمنية التشبيحية بنى مجتمعه المدني، أن يتعايش مع منظومة داعش كبديل سياسي عن الأسدية ؟؟ أم أن يسكت الشعب السوري عنها بوصفها ظاهرة عابرة (مثلها عصبويا أجنبيا مثل الأسدية والبككية ) …
حيث يمكنها من حيث توفرها على وسائل العنف أن تكون قادرة على تأمين ألم مواز معادل و(عادل شعبيا للوحشية الأسدية)، أي بوصفها معادلا عنفيا للأسدية التي أصبحت اليوم –بدورها- في موقع النظام العصبوي الفاشي العابر، بغض النظر عن درجة حاجة المجتمع الدولي الغربي -الأمريكي والإسرائيلي له راهنيا ولي مستقبليا مثله مثل (العصبويات الداعشية أو البككية !!! )، حيث لا يمكن للتاريخ العالمي أو المجتمع الدولي الحديث أن يتعايش مع (الأسدية)، بذات الدرجة التي لا يمكن أن يتقبل فيها التعايش مع داعش الوجه التطرفي الفاحش والفاجر للعصبوية الأسدية الميليشية الطائفية أو العصبوية البككية ) الكردية، المستخدمة دوليا في دعم الأسدية في مواجهة داعش ، بوصفها جميعا كيانات ومنظورات غير وطنية سورية، يمكن المراهنة على قدرتها في تفكيك الكيان الوطني السوري (أسديا أو داعشيا أو بيككيا …!!!
نتفهم وطنيا وثوريا سوريا أن يكون هناك ترحيب شعبي مضمر أو معلن عاطفي مع كل القوى التي يمكن أن تلحق الألام والأذى والخسارة بالعدو السرطاني المافيوي الهمجي الأسدي الذي ألحق الدمار والقتل بسوريا ما لم يلحق سوريا على أيدي الأعداء.. وذلك رغم ان داعش والقوى الأصولية الجهادية على غرارها لم تلحق الخسائر والآلام والوجع في الجسد الأسدي بالقدر الذي يبلسم جراحات الشعور الشعبي نحو خساراته في ابنائه وكرامته وشرفه المنتهك تشبيحيا اسديا ،وذلك بتحقيق عدالة توازن الخسارات الدموية –ولوكميا- كما ألحقته الأسدية الوحشية الكيماوية بالجسد الوطني السوري الثوري ..
لكن مع ذلك ثمة اراء وطنية مدنية، لا تزال تراهن على داعش والنصرة كقوى للعدالة الثأرية لدماء ابناء أولياء الدم السوري، بل هم يراهنون عليها كمشروع سياسي ومجتمعي للثأر العالمي …وهذا منتهى القصور الفكري والفوات الحضاري والانكفاء والانغماد الثقافي في جوف مغارات عربدات الغريزة الفالتة من ضبطها العقلاني، التي لا تجيد سوى ممارسة الطقوس السحرية في تقديم القرابين لآلهة الثأر والانتقام بدون فعالية مركزة على جسد العدو الأسدي تحديدا … وذلك للانتقال من مملكة الخوف (الأسدية) إلى مملكة الرعب (الداعشية )، وهذا ما تراهن عليه الأسدية منذ بداية الثورة الشعبية السلمية البنفسجية .
.
وقد تواطأ مع الأسدية الكيماوية الهمجية المجتمع الدولي (الديموقراطي الحداثي ) لبلوغ هذه الثنائية : وهي وضع المواطن السوري بل والعربي أما هذه المقارنة بين ( أطروحة الخوف الأسدية ، أو أطروحة الرعب المضادة الداعشية)، أو التقسيم الوطني لسوريا (بككيا ) وفق جهات دولية غامضة …وكل ذلك بهدف تحويل النظر عن جدل التاريخ (الأطروحة : الشعب والأطروحة المضادة : النظام الأسدي الذي يفترض وفق الجدل التاريخي الهيغلي سقوط النظام وانتصار الحرية… اي التناقض بين ( التيز – والانتي سيقود إلى سينتيز – تركيب “الحرية” ) ..
وذلك في سياق حركية التاريخ في بطن وحش الاستبدادي الطغياني، وذلك باتجاه مزيد من تعميق بشاعة الطغيان : (الانتقال من الخوف الأسدي إلى الرعب الداعشي) وفق حاجة المنظور الأسدي والنظام العربي والدولي القائم !!!) الذي يريد للشعب السوري والشعوب العربية أن تتعظ من المثال السوري الكابوسي وتستيقظ من حلم الحرية الذي يتعارض مع مصالح ومنظورات النظام العربي والنظام الدولي …
وذلك بالاختلاف الجذري مع التناقض، بين الأطروحة والأطروحة المضادة وفق الجدل الهيغلي الصاعد نحو الأعلى (الترانسندالي المثالي المطلق) ، الذي سيؤدي في جدل الأطروحتين إلى (تركيب نوعي جديد (سنتيز ) : وهو الحرية ) وفق منظور الثورة السورية وثورات الربيع العربي الحالمة بإمساك وتلمس أنا الحرية والكرامة الإنسانية ……….