هل يمكن التمييز بين الأخوان المسلمين و ( داعش )، بعد هذه الحملة على الجيش الحر لتدخله في الدفاع عن (عين العرب -كوباني) بوصفها مدينة سورية …. حلب باقية في مكانها الجغرافي والسياسي إلى الأبد رغم الغزاة والطغاة .. لكن (عين العرب -كوباني- قابلة للخطف الرمزي والسياسي )، من الكيان العضوي لسوريا ….
عبد الرزاق عيدراهنا -يوما ما – على العقائدية الطائفية الإسلامية السنية لـ( داعش) المتشددة كرد على تشدد القوى الطائفية الشيعية التي تعتمدها (إيران) في اشعال الحروب الطائفية منطقة الشرق الأوسط، منذ قيام الفتنة الخمينية الشيطانية، التي سرعان ما احتواها الغرب كفتيل لإشعال الحروب الطائفية لتحل محل (حروب التحرر الوطنية ) بعد أن بدأت الامبراطوية السوفيتية تظهر حقيقة معاناتها بوصفها الرجل المريض الآيل للسقوط …
فهمنا التعاطف الشعبي الإسلامي مع الجائحة الخمينية ، بوصفها تشكل استمرارا للحروب التحررية الوطنية بصبغة إسلامية !! قبل انفضاح مصالحها القوموية الفاشية الطائفية الفارسية بلبوس طائفي إسلامي (شيعي )، وذلك لإعادة الصراع في المنطقة إلى ما قبل أربعة عشر قرنا …حيث سيتحدث صحفي أمريكي عن اعتقاده في بداية المشروع الطائفي الإيراني، أن ثمة مرشحين معاصرين للرئاسة يدور الصراع بينهما ، وهما (عمربن الخطاب وعلي بن أبي طالب ) حسب الصناعة الإعلامية لمؤسسات تشخيص مصلحة النظام من مهابيل ولاية الفقيه في إيران …
ولهذا قلنا أنه لا يمكن إيقاف مهابيل إيران إلا بمهابيل موازية، وهي ( داعش ) …لكن داعش لم تثبت لنا حتى اليوم أنها في صدد خوض معركة (هبلنة ) طائفية مع ايران !! ولهذا فقد خاضت أشرس المعارك الدموية الوحشية ضد جماعتها من أهل السنة، ولم نشهد لها حتى اليوم اية مواجهة جدية مع أهل النظام الأسدي الطائفي العميل الإيراني …
ولهذا بدلا من حربها الطائفية المتوقعة والمفترضة مع قواعد الطائفة الأسدية والإيرانية ، فقد هاجمت المناطق الكردية، لكي يكون هناك مبرر للتحالف الدولي بالتدخل لحماية النظام ياسم حماية الأقليات (الكردية ) بعد أن ذهب نصف الشعب السوري بين قتيل ومعوق ولاجيء ومهاجر، بل وتهديم نصف سوريا …حتى أتت داعش بمشروعها الظلامي لتعطي التدخل الغربي- الذي يخدم النظام الأسدي في المآل- مضمون رسالة إنسانية باسم حماية (الأقلية الكرية ) التي تتبناها مجموعة كردية أجنبية (البي كيكي ) ….
لكن لا نظن اليوم بعد سياسات ايران وعملائها من أمثال نموذج (حزب اللات ) الذي مارس خداعا ناجحا بمساعدة إسرائيل بوصفه عدوا لإسرائيل، وليس عميلا ..لتطلق يده الطائفية الإيرانية الآثمة القذرة في ذبح الشعب السوري من أجل حماية حليفهم الطائفي المعتوه (الأسدي ) في سوريا ….
هتفنا فرحا بيقظة الوعي الاستراتيجي لدى الجيش الحر تجاه هذا المشروع الأمريكي الإسرائيلي للعب بالمصير الاستراتيجي للكيان العضوي الطبيعي الجغرافي لسوريا وطنيا، المتخفي تحت هذه الكذبة وهي حماية (كوباني –عين العرب) التي لا تشكل واحدا بالعشرة آلاف من مساحة سورية وعدد سكانها …
لكن الهجوم الأخواني الشرس على العقيد (عبد الجبار العقيدي) وعلى إعلانه تدخل الجيش الحر للدفاع عن كوباني (السورية ) كرمز لوحدة سوريا الطبيعية والسياسية …وكرد على القوى (الأجنبية الداعشية الإسلامية والكردية التركية ) التي ترفض الاعتراف بسوريا كوطن للسوريين بأكرادهم وعربهم …إن هذه السياسة الأخوانية لم تكشف لنا عن السذاجة السياسية للأخوانيين فحسب، بل والانخراط في المشروع (الداعشي ) الظلامي الشئيم الذي لا يملك أي مستقبل لسوريا وللمسلمين، سوى تشويه ثورتنا المدنية الدموقراطية السورية والربيع العربي الديموقراطي عموما ..
والمحير في الأمر (هذه المراوغة السياسية ) التي تتشاطر وتتذاكى على اللعب (الاستراتيجي وليس التكتيكي) بين دولتين إسلاميتين كبيرتين ( هما تركيا والسعودية )، باسم (نكتة التعددية ) داخل الحزب، بينما يفترض أن تكون اعترافا بالتعددية داخل المجتمع ،هذه التعددية التي يفشل الأخوان العرب (باستثناء تونس نسبيا ) ، أن يمثلونها ويعكسونها داخل مجتمعاتهم الوطنية ، فيعوضوا عنها بـ(تعددية كاريكاتورية) داخل التنظيم الواحد الذي ربما يصل بسوريا إلى المئات من المجموعات (التمثيلية الكوميدية …!!! ) …
إن الحملة التي يقودها الأخوان المسلمون ضد الجيش الحر بقيادة العقيد (العقيدي ) الاسم النادر المتبقي لرمزية نزاهة ونظافة القيادة العسكرية السورية ومدنيتها، إنما تعبر عن (المكنون الداعشي الواحد للفكر الأخواني عامة) ، وتفسر لنا هذا الموقف (اللاوطني ) للإتلاف الصامت عن التأييد العلني والصريح للحزب الحر في حماية (عين العرب : كوباني ) كمدينة سورية بغض النظر عن النقاشات البيزنطية الفارغة التي تثيرها مجموعى البي كيكي المشبوهة والغريبة عن سوريا بكردها وعربها … والتي نجحت –فيما يبدو –بتوريط الأخوان عن ( غفلة وسذاجة أو تواطؤ مشبوه) بإدانة وتشويه الموقف الوطني للجيش الحر، وقائد حملته الوطنية النبيلة والشريفة ( العقيد عبد الجبار العقيدي ) في الدفاع عن وحدة سوريا وشرفها وكرامتها ..
وذلك وفق زعم الخوف على حلب …التي هي باقية في مكانها وتاريخها رغم أنف جميع الغزاة عبر آلاف السنين، لكن عين العرب قابلة (للخطف السياسي والرمزي) للعب بمصائر كيان سوريا والثورة السورية والسوريين …